اقتتال داخلي يسلب فرحة ذكرى “تحرير” إدلب

مقاتل من فصائل المعارضة إلى جانب تمثال حافظ الأسد بعد تحطيمه في إدلب - 28 آذار 2015 (ثائر حاج حمدان)

camera iconمقاتل من فصائل المعارضة إلى جانب تمثال حافظ الأسد بعد تحطيمه في إدلب - 28 آذار 2015 (ثائر حاج حمدان)

tag icon ع ع ع

تمر الذكرى الثالثة لـ “تحرير” محافظة إدلب من النظام السوري بـ “اقتتال” داخلي بين الفصائل الكبرى العاملة فيها، التي كانت رأس الحربة في السيطرة عليها، بعد توحدها سابقًا في غرفة عمليات واحدة تحت مسمى “جيش الفتح”.

واعتبرت السيطرة الكاملة على إدلب، في 28 من آذار 2015، من أبرز إنجازات الثورة السورية، إذ كانت المدينة الثانية التي تخرج عن سيطرة النظام السوري بعد مدينة الرقة، والضربة العسكرية الأكبر التي طالت الأسد بوتيرة زمنية متسارعة.

بالمقارنة بين الظروف التي عاشتها المحافظة في 2015 والتي تسير فيها حاليًا، تشابهت العمليات العسكرية وخطط الاقتحام على المدن والبلدات التابعة لها، لكن الأطراف على الأرض قد تغيرت.

وبالرجوع إلى أحداث 2015، بدأ “جيش الفتح” بالسيطرة على دوار الكرة ودوار الساعة والبنك المركزي وحاجز الجدار ومباني المرور والجنائية وبريد الثورة وكلية الحقوق، وسبق ذلك السيطرة على المفاصل الرئيسية لقوات الأسد بينها وادي الضيف ومعسكري الحامدية والطلائع.

في العام 2018، تعيش إدلب المواجهات أيضًا، لكن بين “هيئة تحرير الشام” و”جبهة تحرير سوريا” (أحرار الشام، نور الدين الزنكي).

وشهدت الأيام الأولى من “الاقتتال”، الذي اندلع في 20 من شباط الماضي، إعلان السيطرة على معسكر وادي الضيف من قبل “تحرير سوريا” التي استعادت مواقع واسعة لها من “الهيئة”.

تحدثت عنب بلدي مع عدد من ناشطي إدلب، ووصفوا الحالة التي تعيشها المحافظة في الذكرى الثالثة لـ “تحريرها” بـ “الإخوة يحتفلون فيما بينهم”، كإشارة إلى الاشتباكات التي عمت معظم مناطق إدلب، من ريف حلب الغربي إلى أطراف ريف إدلب الجنوبي.

وبحسب الناشطين، تسود حالة خوف بين أهالي إدلب والمهجرين إليها، فرضتها حدة المواجهات التي وصلت إلى استخدام السلاح والرشاشات الثقيلة، إضافة إلى عشرات القتلى من الطرفين سقطوا خلال المعارك، آخرهم القائد العسكري لـ”الزنكي”، “أبو الوليد الحمصي”.

https://www.youtube.com/watch?v=TSVIyYvv0CQ

“الاقتتال” الحالي ليس جديدًا على المحافظة، فقد سبقته مواجهات مماثلة العام الماضي، سيطرت من خلالها “تحرير الشام” على كامل إدلب عسكريًا واقتصاديًا، وأجبرت “أحرار الشام” على التراجع إلى ريف حماة الغربي.

لكن التطورات الحالية تختلف عن السابق، إذ تتخوف “تحرير الشام” من دخول فصائل “درع الفرات” إلى إدلب، بعد إعلان السيطرة الكاملة على منطقة عفرين من يد القوات الكردية.

ويضم تحالف “درع الفرات” الفصائل التي قضت عليها “تحرير الشام” في إدلب، وقاتلتها وأخرجتها، وعند وصولها إلى ريف حلب الغربي وتغلغلها في المناطق المحاذية لإدلب أصبح من الضروري استباق الأمر والسعي للسيطرة على المنطقة.

إلى جانب ما سبق، بقيت إدلب الوجهة الوحيدة للمهجرين من المدن السورية الأخرى، وتستقبل حاليًا الآلاف من مهجري الغوطة الشرقية، بعد اتفاق فرضه النظام السوري وروسيا على الفصائل المقاتلة فيها.

وفي إحصائية سابقة للحكومة السورية المؤقتة، تضم إدلب 2.9 مليون مدني، كثير منهم هاجروا من مناطق أخرى، ليتجاوز العدد الآن ثلاثة ملايين، مع وصول الآلاف من المهجرين من الغوطة.

الخريطة العسكرية لم تبق على حالها، وفقدت إدلب خاصرتها الشرقية، بعد تقدم واسع أحرزته قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، سيطرت خلاله على مطار أبو الظهور العسكري، بالإضافة إلى عشرات القرى والبلدات أبرزها: سنجار والرهجان.

ما ميز المحافظة في 2018، نقاط المراقبة السبع التي ثبتتها تركيا في محيط إدلب، والتي يعول عليها حاليًا بفرض مستقبل جديد للمحافظة، رغم استمرار القصف الجوي من قبل الطيران الروسي، إذ يدور الحديث حاليًا عن السيناريو المقبل الذي ستواجهه إدلب، سواء بتجدد المعارك من جانب قوات الأسد، أو دخولها في مرحلة جديدة تفرضها تركيا بهيكلية عسكرية جديدة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة