هل سنجادل الروبوتات قريبًا؟

اكتساب الروبوتات لمهارة المجادلة قد البشر في الوصول لحلول جديدة حول القضايا الخلافية (رويترز)

camera iconاكتساب الروبوتات لمهارة المجادلة قد البشر في الوصول لحلول جديدة حول القضايا الخلافية (رويترز)

tag icon ع ع ع

يمتاز الإنسان بقدرته على المجادلة والمناقشة، خلافًا للعديد من الكائنات الحية التي تشاركه كوكب الأرض، بالإضافة إلى الروبوتات التي باتت تنافسه اليوم على الوظائف بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتمتع بها.

بل إن الجدال يشكل حجر الزاوية للحياة الفكرية في المجتمعات المتحضرة، لكن المنتدى الاقتصادي العالمي طرح تساؤلًا حول احتمال دخول الإنسان في منافسة مع الروبوتات على أحد أهم ميزاته الإنسانية، في مقال منشور في 19 كانون الأول 2017، ترجمته عنب بلدي.

أحد أخطر الميزات التي توفرها التكنولوجيا وتشكل خطرًا على قدرة الإنسان على المناقشة، هي تصنيفها لمحتوى ذات طابع شخصي، أي أن المصطلح نفسه الذي يبحث عنه شخص ما عبر “جوجل” مثلًا، يعطيه نتائج ليست متماثلة بالضرورة مع النتائج التي تظهر لشخص آخر.

وبهذه الطريقة يخاطر البشر بالانغلاق على أنفسهم في غرف إلكترونية، لا تضم سوى الأشخاص الذين تتماثل طريقة آرائهم، ما يجعل حجج الإنسان أكثر انحيازًا، وأقل توازنًا وتفهمًا لوجهة نظر الآخر، بحسب رأي الرئيس التنفيذي لشركة “Upworthy”، ايلي باريسيري.

لماذا التفكير النقدي بالغ الأهمية؟

وبالرغم من الآثار السلبية لانتشار الأخبار الكاذبة، إلا أن أثرها كان في صالح الإنسان من حيث تمرين قدراته على المناقشة والتفكير.

وفي سبيل مواجهة تحديات كهذه، أصبحت مهارات التفكير النقدي أكثر حيوية الآن من أي وقت مضى، فضلًا عن القدرة على الحكم وتقييم الأدلة بسرعة وكفاءة، والتفكير في الأشياء من وجهات نظر بديلة.

ساعدت أزمة الأخبار الكاذبة في إعادة تمرين مهارات استخدام الحجج لدى البشر، إذ سعى الإنسان من خلال دمج المعلومات المتناقضة ومقارنتها، إلى التوصل لاستنتاجات قوية يمكن الدفاع عنها أمام الآخرين.

لكن مركز تقنيات الحوار “ARG-tech” في جامعة “دندي”، يعمل وبالاستعانة بالفلسفة وعلم النفس وعلم اللغويات، لاكتشاف الطريقة التي يتجادل بها البشر، وتمثيلها بخوارزمية دقيقة يمكن تعليهما للروبوتات بوساطة الذكاء الاصطناعي.

لكن هذه المهمة تتطلب جمع كميات هائلة من البيانات، ودراسة أساليب النقاش بين البشر بدقة عالية، لوضع خريطة واضحة يمكن للروبوت معها أن يستجيب لأي طارئ في الجدال.

لكن القائمين على المشروع يأملون أن تسهم جهودهم بتوسيع خيارات الإنسان من خلال مشاركة الروبوتات بآرائها، إذ أثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على تعلم وحفظ معلومات استغرق البشر عصورًا للوصول إليها، ثم استخدامها للابتكار وحل المشاكل، متفوقًا على البشر من حيث السرعة والذاكرة التي لا تنسى ويمكنها المقارنة بين كميات هائلة من المعلومات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة