“الميل الأخضر”.. المعجزات في عنبر الإعدام

لقطات من فيلم "الميل الأخضر" (انترنت)

camera iconلقطات من فيلم "الميل الأخضر" (انترنت)

tag icon ع ع ع

يتعرف المشاهد على أحداث فيلم “الميل الأخضر” من خلال مذكرات الرجل العجوز “بول”، عما جرى معه خلال عمله في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين.

“بول” الذي أدى دوره توم هانكس، كان مديرًا لعنبر في أحد السجون الأمريكية، حيث يوضع المساجين المحكوم عليهم بالإعدام، وقد سموا هذا القسم باسم “الميل الأخضر”، لأن طابور الإعدام يكون أشبه بلون الليمون الأخضر من شدة رعب تلك اللحظة قبل مفارقة الحياة.

لا يمكن لمكان مثل “الميل الأخضر” أن يكون عاديًا بأي حال من الأحوال، ففي هذا المكان يوجد أشخاص يعلمون أن أيامًا قليلة تفصلهم عن نهاية حياتهم، وانتقالهم إلى المجهول الذي يدعى الموت، فما الشيء الذي جرى واستحق أن يكون بؤرة التركيز في هذا العمل؟

في أحد الأيام من عام 1935 وصل إلى “الميل الأخضر” سجين جديد، أثار ذعر الجميع، إذ كان عملاقًا أسود البشرة، وكأنه سيقتل جميع من يصادفه أمامه قبل أن يتمكنوا من إعدامه.

لكن المفاجأة التي أعدها مخرج الفيلم، فرانك دارابونت، هي أن ممثل هذه الشخصية بارع بإظهار ملامح طيبة وبراءة تدفعك للتعاطف معه منذ اللحظة الأولى التي ترى وجهه فيها، وهو الممثل مايكل كلارك دانكن.

يُضاف إلى ذلك اللازمة التي يستخدمها مع اسمه دومًا، جون كوفي، وهو اسم لمشروب لكن بتهجية مختلفة، وكأنه يسخر من نفسه.

لا يكف جون كوفي خلال فترة سجنه عن البكاء، ليس خوفًا من الموت، إذ سيكون بإمكانه لاحقًا النجاة منه، لكنه سيصر على أن يضع حدًا لحياته، بل لشعوره بالأشخاص الذين يفارقون حياتهم على الكرسي الكهربائي، ولثقل الخطايا التي فارقوا بها الحياة.

يتمتع كوفي الذي يخاف من النوم في الظلام بقدرة خارقة على شفاء المرض أو أي نوع من الإصابة، وكأنه معجزة طبيعية، يختبرها آمر السجن “بول” بنفسه، وحين يحاول إنقاذه من الموت، يرفض الرجل الضخم شارحًا مبرراته، ليقف “بول” أمام الكرسي الكهربائي، في اللحظة التي ينفذ فيها حكم الإعدام بـ “كوفي”.

يعيش “بول” بعدها بشعور الذنب الذي سيرافقه طيلة حياته، إذ بقي صامتًا على إعدام رجل بريء أشبه بالمعجزة لطيبته ومحبته للآخرين، معتقدًا أن صمته هذا جرّ عليه لعنة “إطالة العمر”، ليشاهد بأم عينه رحيل كل الأشخاص الذين أحبهم يومًا ما.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة