وثائق: السادات كان ينوي التنحي لولا اغتياله

الرئيس المصري السابق أنور السادات (AFP)

camera iconالرئيس المصري السابق أنور السادات (AFP)

tag icon ع ع ع

كشفت وثائق سرية بريطانية أن الرئيس المصري السابق، أنور السادات، كان ينوي التخلي عن رئاسة جمهورية مصر، غير أن اغتياله عجل بنهاية حكمه.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في تقرير نشرته اليوم، 26 من نيسان، إنها حصلت على وثائق حصرية، بمقتضى قانون حرية المعلومات، تكشف عن أن وزير الدفاع آنذاك، المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، ضلل الأمريكيين بشأن مصير السادات بعد حادث المنصة الشهيرة.

وثائق من الأرشيف الوطني البريطاني حول مقتل الرئيس المصري، أنور السادات، (بي بي سي)

وقتل الرئيس المصري السابق، أنور السادات، وسط وزرائه وقادة الجيش، خلال عرض عسكري سنوي، في 6 من تشرين الأول عام 1981.

وحكمت المحكمة المصرية على عدد من “المتشددين” بينهم عسكريون شاركوا في التخطيط لعملية الاغتيال وتنفيذها، بالإعدام بينما حكمت على آخرين بالسجن المؤبد.

وقال سفير بريطانيا في القاهرة حينها، مايكل وير، في تقرير مفصل بعث به إلى حكومته بعد 23 يومًا على عملية الاغتيال، إن السادات كان جادًا في كلامه عن التنحي.

وبحسب الوثائق، توقع السفير أن يكون ذلك يوم استرداد مصر الجزء الباقي من سيناء من إسرائيل، 25 من نيسان 1981، أي بعد حوالي سبعة أشهر من عملية الاغتيال.

وقال السفير “أعتقد أن ربما كان في ذهنه فعلًا أن يتقاعد في ذلك التاريخ الرمزي”، مضيفًا “إن كان قد قدر له أن يفعل ذلك، لكن الشعور الشعبي تجاهه أعظم مما كان”.

يقول السفير البريطاني بأنه يعتقد أن شعبية السادات ستزيد في حال تنحى بعد استعادة سيناء المصرية من إسرائيل (بي بي سي)

وحضر السفير البريطاني وثلاثة من الملحقين العسكريين وزوجاتهم العرض العسكري، الذي قتل فيه السادات وكان السفير يجلس، حسب روايته، خلف المنصة الرئيسية التي كان يجلس عليها السادات ونائبه حسني مبارك والمشير أبو غزالة.

وقال السفير إن السادات ناقش مع مبارك “كيف يجب أن يكون الاحتفال باستعادة الجزء الأخير من سيناء”، وهو الحدث الذي كان المصريون يترقبونه.

وكانت أجهزة الأمن المصرية شنت حملة اعتقالات قبضت من خلالها على المئات من المعارضين السياسيين قبل أقل من شهر من اغتيال السادات، وعرفت حينها باسم “اعتقالات سبتمبر”، والتي أثارت غضبًا على نطاق واسع في مصر، وتشير معلومات بريطانية إلى أن هذه الاعتقالات كانت “مدفوعة فيما يبدو بمخاوف أمنية” بحسب ما نقلت “بي بي سي”.

وقال وير إن أبو غزالة اتصل من مكتبه، بعد الحادث، بالسفير الأمريكي ليبلغه بأن الرئيس أصيب إصابات طفيفة فقط وأن ثلاثة من القتلة قبض عليهم وقتل ثلاثة.

وكانت شبكة “سي بي إس” الأمريكية هي أول جهة تعلن، نقلًا عن مصادر في مستشفى المعادي العسكري الذي نُقل إليه السادات بعد الهجوم، موت الرئيس.

غير أن وير قال “السفير الأمريكي وأنا اتفقنا على أنه رغم الاستفسارات الملحة بشكل متزايد من جانب واشنطن ولندن، لم نتمكن من تقديم رأي مستقل قبل صدور إعلان رسمي من الحكومة المصرية”.

وأشار وير في تقريره إلى أن السفير الأمريكي تعرض لحملة شرسة في صحيفة “واشنطن بوست” بعد إعلان سيناتور أمريكي أمام مجلس الشيوخ وفاة السادات.

واتهمت الصحيفة حينها السفارة الأمريكية في القاهرة بالتقصير، وبأنها ليست على تواصل مع الحكومة أو تماس مع الرأي العام في مصر.

وفضلًا عن مصير السادات، كان التساؤل الأهم حينها من وراء العملية؟

وثارت تكهنات أولية بشأن دور محتمل للجيش.

غير أن البريطانيين استبعدوا من البداية أي ضلوع للجيش، ووجهت بريطانيا اتهامات إلى “متطرفين إسلاميين”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة