تاريخ الفلسفة الغربية لـ برتراند راسل

tag icon ع ع ع

يتناول كتاب “تاريخ الفلسفة الغربية” موضوعًا مهمًا من تاريخ الحضارة الإنسانية، شاملًا قرونًا طويلة تعود إلى ما قبل الميلاد.

يتألف الكتاب، الذي وضعه الفيلسوف برتراند راسل، من ثلاثة أجزاء، الأول يتناول الفلسفة قبل أرسطو، والثاني يغطي الفلسفة في العصور الوسطى، والثالث يشمل عصر النهضة وحتى القرن العشرين.

العمل برمته تأريخ للفلسفة، ومهم لتأسيس وعي فلسفي يسمح بفهم الأنظمة الاجتماعية والسياسية والدينية التي حكمت العالم عبر العصور.

لكن الجديد المختلف الذي يقدمه هذا الكتاب، ليس مع الفلسفة في مصدر واحد، إنما محاولة ربطها بعلاقة السبب والنتيجة بعضها ببعض، حتى يتمكن قارئها من تشكيل صورة متكاملة عن مسيرة الفكر الإنساني وتطوره، وأثره في الأحداث التي عاشها البشر حتى اليوم.

وبهذه الطريقة يكشف العمل نشأة الفلسفة ولا يكتفي بمجرد سردها، ويبين آلية تطور الفيلسوف وتأثره بالآراء والأفكار من حوله، وتمهيده لتطوير فلسفي في المستقبل أيضًا.

احتاج هذا العمل إلى أكثر من الفلسفة وحدها، فالغاية منه هو فهم آلية نشوء وتطور الفكر، ما دفع الكاتب إلى إضافة فصول تتعلق بالتاريخ الاجتماعي والديني، حتى يتمكن القارئ من فهم سبب شيوع أفكار معينة في كل عصر من العصور.

يخرج هذا الكتاب الفلسفة من إطارها الأكاديمي البحت، الذي يقصر صورتها على النظريات وما شابه، ويضعها ضمن سياقها الاجتماعي العام، ليبرز الترابط بين الفكر الفلسفي والمجتمع.

وتعتمد هذه المنهجية على نظرة راسل للفلسفة، إذ يراها مجالًا وسطًا بين اللاهوت والعلم، تحاول الإجابة عن الأسئلة التي عجز العلم عن تفسيرها، وتعتمد مبدأ النقاش العقلي عوضًا عن المشاعر الإيمانية العاطفية التي يعتمد عليها اللاهوت في إجابته.

لذلك يجد القارئ في هذا الكتاب بحثًا معمقًا في الفلسفة من وجهة نظر دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية، وكل ما من شأنه أن يؤثر في تفكير الإنسان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة