“فوج جباب”.. أبرز قواعد الدفاع الجوي في الجنوب

عنصر من قوات الأسد يحدد هدفًا بصاروخ مضاد للدروع في درعا جنوبي سوريا - كانون الأول 2017 (انترنت)

camera iconعنصر من قوات الأسد يحدد هدفًا بصاروخ مضاد للدروع في درعا جنوبي سوريا - كانون الأول 2017 (انترنت)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

مع التصعيد العسكري الإسرائيلي- الإيراني في سوريا، تصدر الواجهة الحديث عن كتائب الدفاع الجوي التي تُركز إسرائيل هجماتها عليها، وباتت قوات الأسد توليها أهمية كبيرة في الجنوب السوري باعتبارها خط الدفاع الأهم عن الجبهة الجنوبية للعاصمة دمشق.

تنتشر العديد من كتائب وأفواج الدفاع الجوي من منطقة الكسوة في ريف دمشق باتجاه الجنوب، وتتوزع بين محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء.

ورغم السيطرة الجغرافية الواسعة لفصائل المعارضة في الجنوب، ما زالت قوات الأسد تحتفظ بعدد من مواقع الدفاع الجوي، بينها “الكتيبة 110″ قرب مدينة الصنمين، و”الكتيبة 613″ قرب بلدة ناحتة، و”الكتيبة 60” قرب بلدة السحيلية.

بالإضافة لحاميات مطار خلخلة العسكري في السويداء، لكن الاسم الأكثر تداولًا بينها على الإعلام خلال الأسابيع الماضية، هو “فوج جباب” للدفاع الجوي، المتهم بالوقوف خلف إسقاط الطائرة الحربية الإسرائيلية، في شباط الماضي.

نقطة ارتكاز إيرانية

جنوب العاصمة دمشق، وعلى بعد 40 كيلومترًا إلى الغرب من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، يقع “الفوج 189” للدفاع الجوي ضمن تشكيلات قوات الأسد، أو ما يُعرف اختصارًا بـ “الفوج 89″، أو “فوج جباب” لمحاذاته لبلدة جباب في ريف درعا، ويرتكز الفوج على نقاط عسكرية متوزعة بين بلدتي جباب وموثبين، ويُقدر عدد العناصر داخله بأكثر من 150 عنصرًا.

ولا تملك فصائل المعارضة معلومات دقيقة حول وجود شخصيات إيرانية بينهم، لكن سيطرة الميليشيات الإيرانية على مباني جامعتي اليرموك وقاسيون على بعد كيلومترات قليلة من “الفوج”، يرجح فرضية أنه يخضع لإشراف من المستشارين الإيرانيين.

عند اندلاع الثورة السورية، وكغيره من القطع العسكرية التابعة لقوات الأسد، تم تعزيز “فوج جباب” بمدافع هاون ومدافع ميدانية وراجمات صواريخ قصيرة المدى، تم استخدامها لقصف المدن والبلدات المحيطة بالمنطقة، وبشكل خاص قرى منطقة اللجاة، بحسب ما قاله الملازم المنشق عن الفوج، محمد البليلي لعنب بلدي.

كما تم تعزيزه ببطاريات صواريخ متوسطة المدى المجهزة لحمل الحاويات العنقودية، والتي تم استخدامها فعلًا بشكل منتظم في قصف درعا البلد في أثناء معركة “الموت ولا المذلة”، وكذلك في الحملة العسكرية التي شنتها قوات الأسد على الغوطة الشرقية في ريف دمشق.

بعد تزايد النفوذ الإيراني جنوبي سوريا، استغلت إيران الموقع الاستراتيجي لـ “فوج جباب” وأعادت تثبيته كنقطة ارتكاز في الدفاع الجوي لحماية القواعد الإيرانية في دمشق ومحيطها من الغارات الإسرائيلية، وأعيد تأهيل بطاريات الدفاع الجوي “S 200” روسية الصنع، وكذلك من المرجح أنه تم تزويد “الفوج” بأنواع أحدث من وسائط الدفاع الجوي، لكن تعزيز التحصينات داخل تل النبي يوشع، مكّن قوات الأسد من إخفاء هذه الوسائط.

دور قيادي

وبحسب الملازم المنشق، شارك “فوج جباب” في المواجهات التي وقعت بين قوات الأسد وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بل كان له دور قيادي في عمليات التصدي بالمقارنة مع كتائب الدفاع الجوي المجاورة، عبر إطلاق أعداد أكبر من الصواريخ من داخله، واكتفاء الكتائب الأخرى القريبة منه بتكثيف استخدام رشاشات الـ 23 التقليدية، وهو ما يُفسر تعرضه لهجمات إسرائيلية بشكل أكبر، آخرها في ليلة العاشر من أيار الحالي، عندما أصابت إسرائيل “الفوج” بصاروخين تسببا في اندلاع الحرائق داخله ومقتل وجرح عدد من عناصر قوات الأسد تم إسعافهم إلى مشافي الصنمين ودمشق، بحسب ما علمت عنب بلدي من مصادر عسكرية حينها.

على الجانب الآخر تكتفي فصائل المعارضة في عموم سوريا بدور المتفرج على هذه المواجهة، ورغم بعض النداءات التي أطلقها بعض الناشطين، يطالبون فيها فصائل المعارضة باستغلال الضربات الإسرائيلية والتقدم إلى المواقع المستهدفة، لا يبدو الأمر بهذه البساطة على أرض الواقع، فالهجمات الإسرائيلية مركزة على منظومات الدفاع الجوي وبعض المواقع المختارة بدقة، وليست على نقاط الدفاع الرئيسية الفاصلة بين قوات الأسد والمعارضة.

كما أن جلّ المواقع المستهدفة بعيدة نسبيًا عن خطوط الاشتباك، فضلًا عن أن فصائل المعارضة ليست جاهزة أساسًا لخوض معارك واسعة جنوبي سوريا بعد أن كُبلت باتفاقية “تخفيف التوتر”، منذ تموز 2017.

الخريطة العسكرية وضعت “فوج جباب” خارج حسابات المعارضة، رغم أن السيطرة عليه تعني السيطرة على الأوتوستراد الدولي، ويُلزم ذلك فصائل المعارضة بالسيطرة أولًا على “اللواء 134- دبابات” في منطقة المسمية وكامل القطع العسكرية المحيطة به من شرق الأوتوستراد، والسيطرة على مدينة الصنمين و”الفرقة التاسعة” المجاورة لها غرب الأوتوستراد، وهي المعطيات التي لا يبدو أن المعارضة جاهزة لها عسكريًا، قبل أي حسابات أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة