tag icon ع ع ع

عنب بلدي- فريق التحقيقات

أسماء المسلسلات، المحطات، مواعيد العرض، أوقات الإعادة… تمتلئ قوائم المتابعات الدرامية بهذه التفاصيل كل عام، منذ أن أصبح شهر رمضان موسم التسويق الأهم لأعمال تتنوع في مضامينها وأشكالها، وتتوحد في زمن العرض الممتد على ثلاثين يومًا تشكل مضمار المنافسة التي تحدد مصير كل عمل، وتحكم عليه بالنجاح أو الفشل.

وكما جرت العادة، تشهد القنوات الفضائية العربية “زحمة عرض” للمسلسلات المنتجة حديثًا، وتبذل كل قناة جهدها لـ “ابتلاع الموسم”، عبر عرض أفضل الأعمال الدرامية، واحتكار أخرى، واتخاذ خطوات تسويقية لكسب أعلى نسب مشاهدة.

ومنذ نحو 25 عامًا، فرضت الدراما السورية نفسها بقوة على الساحة الدرامية، فبدأت الفضائيات العربية تخصص للمسلسل السوري مساحة من العرض توازي، بل تفوق أحيانًا، تلك المخصصة للدراما المصرية.

ولم يكن هذا الحال مستغربًا، بعد دخول شركات الإنتاج الخاصة على خط الدراما منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، والتي وفرت إمكانيات فنية خدمت هذه الدراما.

كما لم تعانِ تلك الشركات من مشاكل التسويق، إذ كان المسلسل السوري مطلوبًا، ليس فقط في رمضان، بل على مدار العام، إلى درجة أن عرضه كان يعاد أكثر من مرة.

بعد عام 2005، شهدت الدراما السورية تراجعًا كبيرًا في قيمة المضامين المقدّمة، الأمر الذي شكل أوّل إنذار بأزمات سوق الإنتاج، ومصاعب التسويق والمنافسة، ومهّد لانحدار كبير على مستوى النص والسيناريو والإخراج والتمثيل في عشرات المسلسلات، خلال الأعوام التالية.

وأمام الحرب، لم تقاوم تلك القاعدة الدرامية السورية المتضعضعة تيار الترميز السياسي الذي فرض على الدراما بشكل فج، ولم تسلم من الأزمات الاقتصادية، وتسرّب كتاب ومخرجي وممثلي الصف الأول إلى ظلال شركات الإنتاج العربية، ففقدت الكثير من رونقها القديم، وخسرت قيمتها كأعمال سورية خالصة ذات صيت جيد.

خلال الموسم الدرامي الحالي، غابت الكثير من المسلسلات السورية المنتجة حديثًا عن الفضائيات، وحرم أبطالها من دخول السباق الدرامي العربي، الأمر الذي تسببت به مشاكل التسويق التي تقع بها شركات الإنتاج السورية، في ظل منافسة شرسة على الساحة العربية.

أما الأعمال التي هي قيد العرض، فأخذت مضامينها اتجاهين في الغالب، الأول سياسي يقوم على دعم نظريات النظام السوري، والآخر تسويقي معتمد على “الجرأة وكسر الأنماط والقيم الاجتماعية” كوسيلة لشد الانتباه ولفت النظر، وتتراوح مشاكل بقية الأعمال المنتجة سوريًا، بين ضعف النص وغياب ممثلي الصف الأول أو سوء الإخراج ومشاكل التصوير.

المأساة السورية من وجهة نظر النظام

في حين تغص القنوات الرسمية والخاصة السورية بأعمال درامية، توصف بـ “الاجتماعية” وأحيانًا “كوميدية” لكنها تكرس نظرية النظام لما يدور في سوريا.

فمسلسل “روزنا” الذي يعرض في رمضان 2018، يتناول قصة عائلة حلبية نزحت من حلب إلى دمشق هربًا من الحرب، ولا يترك مخرج العمل، عارف الطويل، (وهو عضو في مجلس الشعب ومعروف بتأييده للنظام)، فرصة إلا ويظهر فيها أن سبب ما جرى في حلب “مؤامرة وإرهاب”.

وسبقته عدة مسلسلات اتخذت نفس الأسلوب مثل “عناية مشددة”، “تحت سقف الوطن”، “الحب كله” وأعمال أخرى.

كما تعرض قناة “سوريا دراما” مسلسلًا قصيرًا وصفته بـ “الكوميدي” وهو “يوميات المختار”، الذي يقدمه الممثل زهير رمضان في شخصية “المختار البيسة”، الشهيرة في مسلسل “ضيعة ضايعة”، ويستغل المسلسل شهر رمضان لتوجيه اللوم والتقريع للسوريين وتحميلهم مسؤولية ما حدث في سوريا من دمار.

ولكن هذه الأعمال على كثرتها لم تشاهد إلا قليلًا في قنوات خارج سوريا، لأن المشاهد العربي لا يحب أن يرى سوريا إلا بقالب “باب الحارة”، من حفلات وولائم، ومكائد نسائية، و”عنتريات” شباب الحارة.

تطور الدراما المنافسة

يرى الناقد الفني السوري جلال سيريس أن أحد أسباب ضعف تسويق المسلسلات السورية، وخاصة في المحطات الخليجية، هو أن دراما تلك البلدان تطورت في الآونة الأخيرة كمًا ونوعًا، ويقول لعنب بلدي، “استقطبت الدراما الخليجية كوادر فنية سورية من مصورين ومخرجين، أسهمت في تطورها، ما زاد الإنتاج الداخلي”.

وينفي سيريس فكرة أن الدراما السورية تواجه حربًا، وإنما هي سياسة محطات لتوجيه المشاهد نحو متابعة الدراما الخليجية.

كما تزامن الظهور الكثيف للدراما الخليجية مع صحوة الدراما المصرية، التي عانت في فترة من الفترات من تراجع في المستوى، الأمر الذي جعل كبار فنانيها يدقون ناقوس الخطر، ويطلبون من صناع الدراما الاقتداء بالممثلين والمخرجين السوريين، في اعتراف صريح منهم بتفوق الفنان السوري، كما صرح الممثل المصري محمد صبحي.

الأمر الذي دعا مخرجين مصريين كبار إلى الاستعانة بممثلين سوريين للعب أدوار البطولة مثل جمال سليمان الذي بدأ مشوار بطولاته المصرية في مسلسل “حدائق الشيطان” للمخرج المصري إسماعيل عبد الحافظ عام 2006.

وتنبه صناع الدراما المصرية إلى أحد أسرار نجاح الدراما السورية، وهي البطولة الجماعية، إذ كانت المسلسلات المصرية تأخذ طابع البطولة المطلقة لأحد النجوم، وهذا الذي أسهم في نمطيتها وتدهورها في وقت من الأوقات، فتجاوزت تلك السلبية وحاولت قدر الإمكان إظهار شخصيات فاعلة في أحداث المسلسل، أو مشاركة في البطولة، وإن لم يكونوا أبطالًا مطلقين.

وينتقد المخرج مأمون البني توجه بعض شركات الإنتاج التي دخلت سوق الدراما مؤخرًا، إلى مطالبة من الكتاب والمخرجين بأعمال ذات بطولة مطلقة، الأمر الذي يراه مستحيلًا، ويضيف، “بينما العقل الديمقراطي يسعى إلى إنتاج أعمال بطولات جماعية، تطلب شركات الإنتاج أعمالًا تكون البطولة فيها لممثل واحد، وهذا يتنافى مع ما اعتدنا تقديمه، إذ حرصت حتى في العمل البوليسي الذي أخرجته وهو (جريمة في الذاكرة) على أن تكون البطولة مشتركة”.

وبينما كان الممثل السوري يظهر في المسلسلات المصرية لكي يضيف إليها المزيد من التألق، أصبح الآن يلعب أدوار البطولة في مسلسلات عربية مصرية ولبنانية ليضمن وجوده في خارطة العرض الدرامي للقنوات الفضائية، بالإضافة إلى توفر مستوى فني في هذه الأعمال أصبح المسلسل السوري يفتقر إليها، ويجسد هذا التوجه خلال الموسم الدرامي الحالي الممثل باسل خياط في مسلسل “الرحلة”، وعابد فهد في مسلسل “طريق”.

ممثلو الصف الثاني في بطولات درامية

طفت خلال الأعوام القليلة الماضية ظاهرة الاعتماد على ممثلين من الصف الثاني لبطولة أعمال درامية، ولعل ذلك يرجع إلى أمرين، أولهما الفراغ الفني الذي أحدثته هجرة بعض الممثلين السوريين إلى الخارج، وثانيهما لجوء بعض شركات الإنتاج إلى ممثلي الصف الثاني سعيًا لتوفير النفقات، إذ تخشى الشركة خوض المخاطرة بجلب نجم دراما ودفع مبلغ كبير، مع عدم تحقيق العمل ما هو متوقع.

وفي ذلك يرى الناقد جلال سيريس، أثرًا إيجابيا وليس سلبيًا، وخاصة للخريجين الجدد من المعهد العالي للفنون المسرحية، إذ تتوفر لديهم فرصة إبراز مواهبهم وعرض أنفسهم كمشاريع نجوم.

ومن المسلسلات التي اعتمدت ممثلي الصف الثاني لبطولتها مسلسل “زهر الكباد”، الذي يلعب دور البطولة فيه ليث المفتي ويخرجه مظهر الحكيم، ومسلسل “جرح الورد” لليث المفتي ودانا جبر، ويزن السيد.

ومن ناحية أخرى يرى سيريس أن بعض نجوم الدراما السورية الذين خرجوا من سوريا لأسباب سياسية أثبتوا جدارتهم في الدراما المصرية وغيرها، كما أبرزت هذه الهجرة مواهب ممثلين آخرين لم يعطوا الفرصة الملائمة مثل الممثل عبد القادر المنلا، الذي ظهر مع النجم المصري عادل إمام في دور متميز.

 “دراما ونص”.. لإنعاش الدراما السورية

أطلق موقع “etsyria” المختص بالأخبار الفنية السورية حملة إعلامية يسعى من خلالها لدعم موقف الدراما السورية في السوق العربية و”الارتقاء بالذائقة الفنية للجمهور” وتسليط الضوء على نقاط القوة والضعف في الدراما السورية تحت عنوان “دراما ونص”.

وقال القائمون على الحملة عبر الموقع، إنه بالنظر للحالة المتعثرة التي تعترض طريق الدراما السورية في الوصول إلى الشاشات الصغيرة، وعدم قدرة شركات الإنتاج على ضمان بيع أعمالها للموسم الثاني على التوالي، “أطلق الموقع حملته تحت مسمى دراما ونص”.

وانطلقت الحملة، في 5 من نيسان، عبر خمسة “هاشتاغات” رئيسية تتضمن خمسة محاور.

وتتوزع المحاور الخمسة على وسوم متنوعة تبدأ بمحورها الأول المختص بالمقالات المندرجة تحت وسم “الشهرة عنا” والتي تتحدث عن نجوم كبار كأصل الدراما السورية وغيابهم عن الدراما هذا الموسم أو في مواسم سابقة.

فيما يحمل المحور الثاني طابًعا تسويقيًا يسعى لتحفيز المحطات العربية كي تقوم بشراء الأعمال الدرامية السورية، وتسعى الحملة من خلال وسم “عالشاشة أحلى” إلى إبراز “شوق الجمهور لمشاهدة الدراما السورية على الشاشة بدلًا من الحلقات المسربة أو العرض على يوتيوب”.

ويتركز المحور الثالث من الحملة على أسماء فنيين وعاملين خلف الكواليس، والذين أثبتوا وجودهم في الأعمال الفنية الدرامية تحت وسم “حريف الصنعة”.

فيما توجه القائمون على الحملة للمنتجين بدعوتهم للعمل على دراما تشبه المجتمع السوري بعاداته وقيمه وحاجاته، وركزوا على أعمال أثرت في الشارع السوري نظرًا لشبهها به تحت وسم “حلوة لو تشبهنا”.

وتدعم الحملة في محورها الخامس، تحت وسم “بعمر الورد”، المواهب السورية الشابة.

لاقت الحملة رواجًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وفي الوسط الفني السوري، وخاصةً عند بعض نجوم الدراما، ومن بينهم سامر المصري، وماهر صليبي، والمغنية لينا شاماميان إضافةً إلى آخرين منهم وسيم سلاخ، رهف شقير، وساندرا علوش.

جدل سياسي وديني تشعله الدراما السورية

خلال متابعة أخبار المسلسلات السورية التي ستعرض في رمضان 2018، طفت ظاهرة جديدة على الدراما لم يكن ينظر إليها مقص الرقيب، ولا يعيرها أي اعتبار، ولعل الاعتبارات الشخصية أيضًا أخذت لها مكانًا بين الرقباء.

وأول المسلسلات التي ثار حولها الجدل مسلسل “هارون الرشيد”، الذي بدأ الترويج له من تصوير مشاهده الأولى، وواظب أبطاله على نشر صورهم خلال مراحل التصوير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي نقل حالة التشويق إلى المشاهد الذي يتفاعل عادة مع هذه الحملات، خاصة أن الجهة المنتجة اختارت لبطولة المسلسل مجموعة من نجوم الدراما في سوريا ودول عربية، منهم قصي خولي، كاريس بشار، كندة حنا، سمر سامي، وعابد فهد.

لكن المشاهد فوجئ قبيل تحديد خارطة العرض الدرامي في رمضان بمنع عرض “هارون الرشيد” عبر القنوات السورية الرسمية، وذلك بسبب رفضه من قبل دائرة الرقابة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، على أساس أنه يحتوي على إساءة لـ “الحليف الإيراني”، في إشارة إلى حادثة “نكبة البرامكة”، التي اشتهر عهد الرشيد بها، وهم فارسيو الأصل وكانوا من أكثر الناس قربًا من الرشيد، إذ ربت الرشيد زوجة يحيى البرمكي التي كانت مرضعته أيضًا، ولكنه عندما استشعر أذاهم واستغلالهم نفوذهم في محاولة سلبه الحكم قضى عليهم.

وفي رد كاتب العمل، عثمان جحي، على قرار المنع اتهم أحد أعضاء دائرة الرقابة وهو الكاتب قمر الزمان علوش أنه هو وراء منع عرض المسلسل، بسبب عدم اعتماده كاتبًا للمسلسل، إذ عرض أن يسهم في الكتابة وأن يذكر اسمه في الشارة كمؤلف، كما بدأ بالتدخل في سياسات الشركة، على حد قول جحي، الأمر الذي رفضته شركة الإنتاج ما دعاه إلى ابتزازها ومنع عرض المسلسل.

ورغم ذلك، سيعرض مسلسل “هارون الرشيد” على قنوات عربية أخرى هي روتانا خليجية، النهار المصرية، الشارقة، art، فلسطين، حواس، الفجيرة، والشروق.

وبعد أن عرضت بعض القنوات الترويج لمسلسل “ترجمان الأشواق”، الذي يلعب أدوار البطولة فيه ممثلون محسوبون على الفئة المؤيدة للنظام منهم عباس النوري، غسان مسعود، وفايز قزق، فوجئت أسرة المسلسل بمنعه رقابيًا.

أثار هذا القرار ردود فعل متباينة بين مرحب ومستنكر، فبينما رحب موالون بهذا القرار، بذريعة أن النص الذي قدم إلى الرقابة كان مختلفًا عن النص الذي تم تمثيله.

أسرة المسلسل وناشطون آخرون احتجوا على قرار المنع، بحجة أن دائرة الرقابة وافقت على المسلسل من البداية فلماذا تمنعه الآن.

وجاء تبرير دائرة الرقابة لسبب المنع أنه مبني على اعتبارات سياسية، لظهور شخصية “المسؤول الفاسد” الأمر الذي عارضته الرقابة.

وهو ليس أول عمل درامي يتناول فساد المسؤولين، فسبقته مسلسلات أخرى لم تمنع، مثل “غزلان في غابة الذئاب”، ومسلسل “الولادة من الخاصرة”، الأمر الذي دعا فنانين لمناشدة المسؤولين في التلفزيون الرسمي لمراجعة قرار المنع، كما أرسلت زوجة عباس النوري، الكاتبة عنود الخالد، رسالة إلى رئيس النظام، بشار الأسد، تناشده فيها التدخل لإنقاذ ملف الدراما، فيما يتعلق بمنع “ترجمان الأشواق”.

ونتيجة الضغط الإعلامي الناجم عن قرار منع العرض، أعلنت وزارة الإعلام أنها ستعرض المسلسل، ولكن عن طريق السماح بتسويقه إلى المحطات الخارجية، بعد تجاوز الملاحظات الفنية والموضوعية.

وعن دور الرقابة في وقف أعمال درامية، يشرح الناقد جلال سيريس آلية عمل الرقابة، إذ تفرض دورها في التلفزيون الرسمي منذ بدء انطلاق الدراما في سوريا، “هناك كثير من الأعمال التي لم تر النور، منها درامي وسينمائي، مثل فيلم (طوفان في دولة البعث) الذي منع عرضه، فالرقيب لديه قوة منع العرض داخل سوريا وحتى منع تصويرها”.

ولذلك يرى سيريس أن بعض شركات الإنتاج وحتى الكتاب يلجؤون أحيانًا إلى بيع أعمالهم لشركات ومحطات غير سورية لضمان عرضها ونجاتها من الرقابة.

مسلسلات سورية خارج السباق الرمضاني

بينما يحتفي إعلام النظام السوري بمواصلة إنتاج المسلسلات الدرامية رغم الحرب، عصفت أزمات عديدة بعدد من أبرز الإنتاجات السورية للموسم الحالي، وأخرجتها من السباق الرمضاني لعام 2018.

فمع بداية الموسم الرمضاني، وبعد انتظار طويل، تأجل عرض مسلسل “سايكو” للمرة الثانية على التوالي، بعد أن أعلنت الشركتان المنتجتان له، “زوى” و”الأمل”، عدم توفر شرط العرض المناسب، وأكدتا أنه سيحظى به بعد موسم رمضان، إثر تلقيه “عرضًا حصريًا لائقًا بمستوى المسلسل الفني، وخاصة بعد الجهود الكبيرة المبذولة له”، وفقًا لتصريحات الشركتين.

وسبق أن تأجل عرض المسلسل في رمضان 2017 لنفس السبب، إذ لم ينل حظه في التسويق للمحطات العربية، وفقًا لمؤلفة العمل والمشاركة في إنتاجه، الممثلة أمل عرفة.

مسلسل “هوا أصفر”، عمل انتظره الجمهور كونه يحقق تجربة جديدة لأسماء مهمة قدمت أعمالًا متميزة، إلا أن الشركة المنتجة له “كات” عزت سبب منع عرضه في رمضان إلى معطيات السوق الحالية، وعدم توفر شرط العرض المناسب بما يليق بالجهود الكبيرة المبذولة في العمل.

وأشارت الشركة إلى أنه سيظهر على الشاشات بعد انتهاء رمضان، ويشارك فيه مجموعة من النجوم في مقدمتهم سلاف فواخرجي وفادي إبراهيم ووائل شرف وغيرهم.

أما شركة “قبنض” للإنتاج الفني فأعلنت تأجيل عرض مسلسل “الفرصة الأخيرة” من تأليف أسامة كوكش، وإخراج فهد ميري، ليأخذ حقه في العرض على حد قول الشركة.

كما يسجل رمضان 2018 أول غياب لمسلسل “باب الحارة”، الذي بقي على مدى تسع سنوات رفيق المشاهد العربي في هذا الشهر، بسبب ضيق الوقت اللازم لتنفيذه وحتى يخرج للجمهور بالصورة المناسبة، بحسب تصريحات مخرجه بسام الملا، على أن يتم عرضه في 2019، بعد الانتهاء من تصوير جزأيه العاشر والحادي عشر.

سوء الحظ لاحق أيضًا مسلسل “أولاد الشر”، بعد خروجه من المنافسة نتيجة البطء في إنجازه ونشوب عدة مشكلات بسبب شح إمكانيات القائمين عليه، ومنهم مخرجه طارق سواح.

ورغم استكمال إنتاج مسلسل “غضبان” في 2018، استبعد من السباق الرمضاني، لأسباب تتعلق بأزمة التسويق وطبيعة الممثلين المشاركين فيه ممن يوصفون بـ “الصف الثاني”، وهو من تأليف فايز البشير وإخراج محمد نصر الله، وبطولة فهد النجار وغادة بشور وغيرهم.

كواليس تصوير مسلسل الواق واق

من الحكومي إلى الخاص

كيف كُسر احتكار الإنتاج الدرامي؟

فتح السوريون أعينهم على قناتين تلفزيونيتين هما الأولى والثانية، التابعتين للتلفزيون الرسمي، إذ لم يكن عرف “الستالايت” بعد، وفي منتصف التسعينيات بدأ البث الفضائي يدخل المنازل في العالم العربي وسوريا، ليعلن مرحلة جديدة تتطلب كمًا من الإنتاج الدرامي، لتغطي الطلب عليها من قبل العديد من القنوات العربية.

كان الإنتاج الدرامي حتى نهاية الثمانينيات بيد القطاع العام مع وجود محاولات خجولة لبعض الشركات الخاصة ومنها ”شركة داوود شيخاني” عام 1977، التي أنتجت مسلسل “بصمات على جدار الزمن” في  1980، من إخراج هيثم حقي، ثم أعاد التجربة معه في مسلسل “حرب السنوات الأربع” ولقي نجاحًا كبيرًا، تلاها أول تجربة إنتاجية لحقي في 1988، بإخراجه مسلسل “دائرة النار”.

وشجعت هذه التجارب أصحاب رؤوس الأموال على تأسيس شركات متخصصة بالإنتاج الدرامي، فظهرت بداية التسعينيات شركات أحدثت نقلة نوعية في الدراما، مثل “الشام الدولية” التي كان يملكها، باسم خدام، نجل المسؤول السوري السابق عبد الحليم خدام، وأدارها الممثل أيمن زيدان عام 1993، وكان لخروج عائلة خدام من سوريا الأثر على الشركة التي حاول زيدان إعادة تشغيلها في 2004 لوحده، لكنه لم يستطع.

ويعود الفضل لـ “الشام الدولية” في إنتاج أعمال درامية متميزة، بدأتها في 1991، بمسلسل “الدغري” من إخراج هيثم حقي، ثم “نهاية رجل شجاع” عام 1994، تلتها “يوميات مدير عام”، “عيلة خمس نجوم”، للمخرج هشام شربتجي، ومسلسل “إخوة التراب” في 1996.

ثم ظهرت شركة “سورية الدولية” التي سلكت خطًا شبيهًا بسابقتها، من حيث جودة الأعمال التي كانت تنتجها، وتعاملت مع أهم المخرجين السوريين، مثل حاتم علي، المثنى صبح، والليث حجو.

أما مؤسسها فهو رجل الأعمال محمد حمشو، الذي أطلقها في 1999، ومن أهم أعمالها التي ذاع صيتها، سلسلة “بقعة ضوء”، “التغريبة الفلسطينية”، ومسلسل “عصي الدمع” للمخرج حاتم علي، وفي 2011 غيرت الشركة اسمها لتصبح “سما الفن”.”

أما شركة “الرحبي للإنتاج الفني”، فأسسها هيثم حقي في 1987، وكان أبرز إنتاجها مسلسل “دائرة النار”.

شركات حديثة العهد

وفي سبيل إعادة الألق للدراما السورية، التي شهدت في تلك الفترة ركودًا تسويقيًا، ظهرت شركات سورية حديثة العهد، كان من بينها شركة “قبنض للإنتاج الفني” التي تعود ملكيتها لعضو مجلس الشعب السوري محمد قبنض، وسجلت شركته أول أعمالها بمسلسل “باب المقام” في 2008، وأنتجت العديد من الأعمال الدرامية منها “طوق البنات”، و”زمن البرغوث” و”مرايا”.

كما شهدت تلك الفترة إضافةً للركود التسويقي، ترديًا فنيًا أشار إليه العديد من الفنانين السوريين، صادف انطلاقة “إيمار الشام” للإنتاج الفني التي تأسست في 2016 ويديرها باسم زيتون، وأطلقت باكورة أعمالها الدرامية متمثلًا بمسلسل “شوق”، الذي كتبه المؤلف حازم سليمان، وأخرجته رشا شربتجي، تلاه مسلسل “الواق واق” الذي من المقرر أن يعرض هذا العام، وخصصت له ميزانية مرتفعة، وتم تصوير حلقاته في تونس.

محاولات لتخفيف تبعات المقاطعة

شهد عام 2005 مقاطعة عربية لسوريا، بعد كلمة ألقاها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في القمة العربية، أساء فيها إلى الزعماء العرب، ومن أوجه هذه المقاطعة عدم شراء أي عمل درامي سوري، أو عرضه على الفضائيات العربية.

وفي محاولة لتخفيف تبعات تلك المقاطعة ظهرت قناة “سوريا دراما” في 2009، التي تتبع للتلفزيون السوري الرسمي، وتناوب على إدارتها عدة أشخاص منهم تميم الضويحي ومنصور ديب.

واستمر تفرد “سورية دراما” في ساحة القنوات السورية الدرامية تسع سنوات، حتى أطلقت بداية شهر رمضان 2018، قناة “لنا” الخاصة، التي أعلنت عنها كل من شركة “إيمار الشام”، في نيسان الماضي، والممثل باسم ياخور، عبر صفحته على “فيسبوك”، مرفقًا إياها بصورة جمعته برجل الأعمال السوري سامر فوز، ما أثار الشك أن فوز هو مالك القناة.

وبدأت “لنا” بعرض مسلسلات سورية قديمة، إضافة لمسلسها الجديد “الواق واق”، من بطولة باسم ياخور، وشكران مرتجى وآخرين، لكن قائمة مسلسلاتها لن تتضمن مسلسل “شوق” للممثلة سوزان نجم الدين، والذي عرض في رمضان الماضي، وأحرز جائزة “موركس دور” لأفضل ممثلة في الأعمال الدرامية المشتركة.

في الشرق والغرب.. فنانون سوريون ممنوعون من العودة

يارا صبري الإمارات

أيدت الممثلة السورية يارا صبري الثورة منذ بداياتها، وعبرت عن معارضتها العلنية للنظام، وشاركت في الاحتجاجات السلمية.

كما تبنّت منذ بدايات الثورة قضية المعتقلين، ولا تزال حتى الآن تنشط في التذكير بهم، وترفع شعا “بدنا الكل”، ويقاسمها زوجها الفنان ماهر صليبي العمل الثوري.

يارا صبري، ممثلة سورية من مواليد دمشق عام 1967، ولدت في عائلة فنية، فوالدها الفنان سليم صبري ووالدتها الفنانة ثناء دبسي، وهي تقيم اليوم في الإمارات العربية المتحدة.

جهاد عبدو أمريكا

أثار جهاد عبدو غضب قوات الأمن السورية لرفضه المشاركة في المسيرات المؤيدة مع بداية الثورة، كما رفض الدفاع عن الأسد في برامج تلفزيونية، ولم يخف من الحديث عن فساد أجهزة الأمن في سوريا، وتعذيب المعارضين.

تعرّض عبدو لتهديدات وضغوط عدة في دمشق، فغادرها نهاية عام 2011 متجهًا إلى الولايات المتحدة، وترك وراءه أمواله وممتلكاته.

دفع عبدو ثمن مواقفه، وعمل كبائع “بيتزا” ثم كبائع ورود في الولايات المتحدة، قبل أن يعود إلى الفن مرة أخرى، لكن من بوابة هوليوود.

جهاد عبدو من مواليد عام 1962 حاصل على دبلوم في الهندسة المدنية من جامعة كلوج نابوكا في رومانيا، ودبلوم في التمثيل المسرحي من معهد الفنون دمشق.

مكسيم خليل فرنسا

يعد مكسيم خليل من أوائل الممثلين السوريين الذين انضموا إلى الثورة السورية، وشارك في التظاهرات السلمية، قبل أن يواجه تضييقًا أمنيًا شديدًا، وتهديدات بالقتل.

وعقب خروجه من سوريا، واصل خليل دعمه للثورة عبر أنشطته وتصريحاته وأعماله الثورية، كما عبر مرارًا عن رفضه للنظام القمعي وتأييده لـ “الجيش الحر”.

حصد مكسيم جائزة “أدونيا” كأفضل ممثل عربي دور ثان عن مسلسل “زمن العار” عام 2009، ثم حصل على جائزة أفضل ممثل عربي في مهرجان “موركس دور” لعام 2012، وأهداها لشهداء سوريا.

وخليل من مواليد حمص في سوريا عام 1978، متزوج من الممثلة السورية سوسن أرشيد، ويقيم حاليًا في فرنسا.

ريم علي فرنسا

احتجزت ريم علي مرات عدّة إثر اندلاع الثورة السورية عام 2011، على خلفية مشاركتها في الأعمال الثورية السلمية، وتعبيرها عن معارضتها للنظام، ما دفع بها إلى مغادرة سوريا.

ابتعدت علي عن الدراما واختفت عن الشاشة الصغيرة، وهي تعبّر من خلال لقاءاتها الصحفية القليلة عن رغبتها بالعودة إلى الدراما، لكن إلى جانب فنانين معارضين.

كما تهتم أكثر في الوقت الحالي بالأفلام الوثائقية التي تحكي عن وحشية النظام وقمعه، وما ينتج عن الظرف الأمني في سوريا من مشاكل اجتماعية.

ريم علي من مواليد 1977، تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2001، وهي تقيم في فرنسا.

كندة علوش مصر

واجهت الفنانة السورية المقيمة في مصر، كندا علوش، تهديدات من النظام السوري، ومنعت من العمل في سوريا، إثر تعبيرها عن تأييدها الكامل للثورة السورية.

وصرّحت علوش لوسائل إعلام عربية مرات عدّة حول انحيازها للثورة والمعارضة السورية، وانتقادها لسياسة النظام السوري في قمع المواطنين، وظهرت في فعاليات عدّة وهي تلف معصمها بعلم الثورة.

وكندا علوش من مواليد مدينة حماة عام 1982، تخرجت من قسم الدراسات المسرحية بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، كما درست كذلك الأدب الفرنسي.

فارس الحلو فرنسا

اتخذ فارس الحلو موقفًا واضحًا من النظام السوري مطلع الثورة، وشارك في المظاهرات المنادية بالحرية وإسقاط النظام، ليغادر بعد التهديد والتضييق إلى فرنسا برفقة زوجته الفنانة سلافة عويشق ويستقر فيها.

ولد عام 1961 في مشتى الحلو، درس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وتخرج منه عام 1984 ليصبح عضواً في نقابة الفنانين.

حصل على جائزة أفضل ممثل من مهرجان فالنسيا الدولي في إسبانيا، عن دوره في فيلم “علاقات عامة” للمخرج السوري سمير ذكرى عام 2007.

عبد الحكيم قطيفان ألمانيا

ساند عبد الحكيم قطيفان الثورة السورية، وهو الفنان المعروف بموقفه المعارض للنظام السوري منذ شبابه، إذ قضى تسع سنوات في المعتقلات السورية.

غادر سوريا منتصف 2012، ليتنقل بين مصر ودول الخليج، إلى أن استقر في ألمانيا نهاية عام 2017 وطلب اللجوء فيها.

ولد قطيفان عام 1958 في درعا، تخرج من المعهد العالي عام 1981، واعتقل عام 1983 ليفرج عنه عام 1991.

مقالات متعلقة