العرب في المونديال.. كلمة السر مغربية

المنتخب المغربي لكرة القدم- ( AFP / Scanpix)

camera iconالمنتخب المغربي لكرة القدم- ( AFP / Scanpix)

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

عندما يشاء القدر أن تواجه نجوم العالم فاعلم أنك سلكت درب الكبار والعظماء، وهنا تنتهي الكلمات المخصصة للدفع المعنوي ورغبة الفوز وأحلام التأهل أكثر في مشوار مونديال 2018، وقد اقتربت صافرة الحكم من إعلان البداية.

ما يشغل بال الجمهور العربي ويضغط حساباتهم في كل مرة، هل أنهت المنتخبات العربية (مصر، السعودية، المغرب، تونس) استعداداتها لسباق المونديال بتفاصيله الخاطفة والصغيرة والخالية من فلسفة “التصفيات الطويلة”؟ أو بتساؤل أدق: “هل كان الاستعداد على ما يرام؟”.

المتابع للمباريات الودية الدولية لكل منتخب يشهد تأرجحًا “بلا توقف” لهيكل وإدارة وأداء المنتخب السعودي، وبحسب كثير من النقاد والمتابعين فلا جديد ولا مبشرات في المشاركة السعودية الجديدة، فما زال اللاعب السعودي يعاني من “صداع” الشوط الأول أمام أي فريق أوروبي، هذه الفوبيا التي أضاعت وما زالت تضيع جهد التشكيلة السعودية في كل مشاركة دولية، إذا استثنينا مونديال 94 في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تستحق تلك المشاركة لقب “الطفرة” أداء وأسلوبًا ومنافسة.

وعلى البوابة المصرية يطلق عشاقها العرب ومن أبناء البلد دعواتهم “خوفًا وتضرعًا إلى الله” لشفاء النجم محمد صلاح، وإلا فلا يمكن التعامل مع أي حلم لإصلاح ما ابتكره الأرجنتيني كوبر في أداء المنتخب الدفاعي وتوهان خط الوسط والهجوم، فاللقاءات الودية أظهرت الجانب المخيف على المنتخب المصري، وأكدت نظرية “حركة بلا بركة”.

وهنا أفكر مع من يتساءل: هل يستطيع صلاح تعويض وإغلاق كل الثغرات لوحده؟ هل الطبيعي في كرة القدم وفي المونديال أن يكون للسفينة ربان واحد يقوم بمهام الإشراف والتعاون والتجديف والإنقاذ؟ وإذا اعتبرنا كلنا بأن تخطيط كوبر هو الصحيح.. ماذا لو غاب صلاح عن أول مباراتين -لا سمح الله- أمام الأورغواي وروسيا؟

وحتى لا نبقى ندور في فلك “ التشاؤم “، لا بد من الإقرار بأن الكرة التونسية نهضت من جديد بمنتخبها ومدربها الوطني نبيل معلول، وقدمت التشكيلة الوطنية التونسية لقطات للذكرى في التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال، وها هي تستعد لمواجهة بلجيكا وإنكلترا من جديد لمحاولة الظفر ببطاقة التأهل للدور الثاني، بالرغم من صعوبة المهمة، ولكن المتابع التونسي لا يلتفت لنتائج المنتخب في اللقاءات الودية، ما يطمح له أن يمر التوانسة من البوابة الإنكليزية أو البلجيكية، أي أن يطلق حربًا وصراعًا في كل الخطوط خلال 180 دقيقة، دون يوسف المساكني (الغائب للإصابة) والأمين بن عمر (الموجود رغم إصابته)، والشعار الوحيد: المستحيل ليس تونسيًا.

كلمة السر في أكثر المجموعات حدة وخطورة ستكون بنظر وقلوب وأحلام العرب “مغربية”، فبالرغم من صعوبة المواجهة مع إسبانيا والبرتغال ، إلا أن ما قدمه المنتخب المغربي في التصفيات الخالية من الأهداف في شباكه، والمباريات الودية، وبتكتيك ثابت وحازم من المدرب الفرنسي هيرفي رينار ينعش القلوب والعقول بإمكانية التأهل إلى جانب أحد الفريقين الكبيرين وإقصاء الآخر.

لن تكون هذه مفاجأة ومن الظلم أن تسمى مفاجأة، مع كل الاحترام للنجوم في منتخبي إسبانيا والبرتغال، لكن الأسماء التي تحملها الكرة المغربية إلى المونديال قادرة على إزعاج الخصوم وإدخالهم في حسابات التأهل الصعبة، بعد أن كانت معظم المشاركات العربية ممرًا لمنتخبات الوسط والمقدمة في العالم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة