وحتى دون الأداء المشرف.. خرجوا وخرجنا

مشجعو المنتخب التونسي في مونديال روسيا (رويترز)
tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

هذه حدودنا فعلًا، ما زالت عقليات المنتخبات العربية بل الكرة العربية بالكامل تحيط سواعد أبنائها بالخوف والحذر والدفاع بلا هجوم، على فرضية ليس بالإمكان أفضل مما كان، التي ما زالت وما زالت، تستمر وتستمر والأجيال تكبر وتشيخ وتوارى الثرى على أمجاد الدولمي ومادجر وراضي والعويران.

يطيب للعشاق والجماهير العربية أن تصرح بملء حناجرها “هرمنااااااااااااا”.. نعم هرمنا ونحن نشاهد وندفع ثمن حالة النزيف بالدماء والدموع.

أربعة منتخبات عربية لأول مرة في المونديال.. يا حرام.. يا حرام كم أطلقنا الأمنيات والدعوات لشيء مختلف، لجديد نجهله ولكننا ننتظره بفارغ الصبر، هل يأتي بأقدام الأسود أم النسور أم الفراعنة أم الصقور.

يا الله كم تحمل قمصان المنتخبات العربية من ألقاب مرعبة.. مرعبة نظريًا، وبلا أنياب وأظافر عمليًا.

خروج جماعي من الجولة الثانية للدور الأول.. الجولة الثانية يا جماعة! حتى إن عجلة المنتخبات على الرحيل لم تعطنا الأمل “الميت” للجولة الثالثة، لنحسب كما الكبار. إذا تعادلت إسبانيا مع إيران وإذا خسرت إنكلترا مع بنما، وإذا تاه الحكم وأعطانا ركلة جزاء.. وإذا وإذا وإذا.. إلى آخر طريق الأمنيات الذي لا ينتهي كما العادة.

شاهدت نيمار يبكي بعد الفوز على كوستاريكا، رغم أنه فائز، وابن البرازيل هذا، ولكنه يبكي. الصحافة تنتقده وهو من أعظم اللاعبين في جيله، يريد أن يسجل يريد أن يقاتل يريد أن يقول للجماهير أنا أشرفكم وأتشرف بكم باسم البرازيل.

استمعت إلى المدرب الكرواتي وهو يفتخر بلاعبيه ويطالبهم بالمزيد، رأيت الجمهور الأيسلندي يهز مدرجات الاستاد في المونديال رغم الخسارة أمام نيجيريا، نظرنا كلنا إلى تألق النجم رونالدو وهو يقود منتخبه بالأهداف الأربعة، والنجم ليونيل ميسي على نشيد الأرجنتين يحاول التركيز باحثًا عن شيء.

هذه الأمثلة التي تقف خلفها جماهير الأمم، توازيها تحضيرات وتجهيزات وعقليات متطورة، تقدم وتعطي وتبحث عن المنافسة على الكأس وليس على التأهل للدور الثاني من المونديال!

كلنا تعلمنا أن من يبحث عن التعادل سيهزم في أغلب الأوقات، ومن كانت حدوده الدور الثاني سيخرج من أضيق الأبواب يجر أذيال الهزيمة والخيبة.

حتى نحن كعشاق استبقنا الأمور لننبه ونسخر من جملة الأداء المشرف والرؤوس المرفوعة قبل المونديال.. ماذا نريد؟ نريد المنافسة ونريد أن نحرج الإنكليز ونهزم الأوروغواي ونضرب الروس في عقر دارهم، وندوس على أجساد البرتغاليين في طريقنا إلى الشباك، فلم نحصل حتى على سقفنا السابق الذي سخرنا منه.

لن تعود عقارب الساعة، لأن المونديال في كل أربع سنوات له طقوسه وجاهزية منتخباته ومكاتب مراهناته، ونحن نغادر حتى ساعة إعداد الأسطر هذه بـ 8 هزائم و4 أهداف لمنتخبات العرب و19 هدفًا مزقت الشباك وحرقت كل مناطق الجزاء في المباريات.

حدودنا ويجب أن نعترف بها.. وحتى نتجاوزها علينا أن نفهم بأن الخوف لا يصنع الأمجاد ولا يحمي الحدود.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة