تعا تفرج

خطيب مشهور بـ “الدبل كيك”

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

كلما شاهدت مدرب فريق الأوروغواي أوسكار تاباريز، وهو يمشي على عكازين بسبب اعتلال في أعصاب ساقيه، أتذكر تعليق شقيقي “مالك” على ذهابي إلى الملعب البلدي بإدلب، وتشجيعي فريق نادي أمية.

القصة وما فيها أنني، قبل سنة 2005، كنت أعاني من ألم شديد في ساقي اليمنى بسبب تنكس مفصل الفخذ. الألم الشديد كان يجبرني أن أمشي عارجًا مثل ديك تلقى ضربة حجر مباغتة على إحدى ساقيه، ولعل الشيء الأكثر طرافة في هذا الموضوع هو أن صديقي “أبو عبدو القصير” كان يسلم عليّ بحرارة، كلما التقاني، ويقول لي مادحًا:

– أنت، يا أستاذ خطيب رجل محترم، لما بتمشي بتميل على رجلك!

وكان يلتبس علي الأمر فأعتقد أن العَرَج، أو الميلان على الرجل في أثناء المشي، شيء جميل، ويدل على الاحترام، ويستحق كل هذا المديح. حينما أنقل الفكرة لرفاقي المسخرجية، كانوا يتمادون في مديحي، مستخدمين طريقة “أبو عبدو القصير” ذاتها. فيقول أحدهم: قسمًا بالله يا أستاذ خطيب، بكل هالمحافظة ما في أحلى من عَرجتك!

ويقول آخر: من بعدك لا حدا يعرج يا أبو المراديس!

ويقول ثالث: يا عمي الناس مقامات، ومو كل مين عَرَج بيلبق له!

أعود بذاكرتي الآن إلى سنة 2001.. ابنة عمي رياض (رحمها الله) حينما لاحظت أن أسناني قد أصبحت منتظمة ولامعة قالت لي:

– يو ابن عمي أبو مرداس، أشو اللي متغير فيك؟ الظاهر أنك مصلح أسنانك؟

قلت لها: أي والله يا بنت عمي، صلحتُن.

فقالت: يا سلام. والله إذا بتصلح رجلك ما عاد حدا يحسن عليك!

ووقتها حضرني حس التنكيت، فالتفتُّ إلى زوجها الأستاذ قصي، وقلت له:

– أستاذ أبو مجاهد، بتعرف لي شي “مصلح أرجل” كويس؟!

ويبدو أنني اقتنعت ضمنًا بمزحة ابنة عمي رياض، ففي شهر آب من سنة 2005، ذهبتُ إلى دمشق، وأجريت عملية تبديل للمفصل، ومن يومها أصبح مفصلي معدنيًا لا يسبب لي الدوس عليه أيّ ألم، وصرت أمشي مستقيمًا مثل اللام ألف، وأحيانًا أمشي مطنبًا مثل القبضايات الذين يقارعون الاستعمار والصهيونية في مسلسل “باب الحارة”.

المهم أنني، بعد إصلاح ذات المفصل، أصبحتُ واحدًا من المداومين على حضور مباريات فريق أمية لكرة القدم، وذات مرة التقيت بأحد أفراد شلة المسخرجية، ويدعى “أبو حمدو”، في الملعب. “أبو حمدو” يعرف أنني أديب وصحفي فاعتقد أنني أحضر المباراة بغرض كتابة تحقيق صحفي عنها، ولكنه فوجئ باندماجي في التشجيع، وحماسي إلى درجة أنني، في لحظة غضب، وجهتُ لأحد لاعبي الفريق الخصم مسبة على والدته.

بعد يومين من تلك المباراة، التقى “أبو حمدو” بشقيقي “مالك”، وهو الوحيد الذي يتفوق عليه بالسخرية والتهكم، وجرى بينهما الحوار التالي:

قال “أبو حمدو”: أخوك خطيب رياضي لدرجة لا توصف! تصور، إنه بيحضر كل مباريات فريق نادي أمية.

قال مالك: يا “أبو حمدو” أنت ما بتعرف أخي خطيب. هو مشهور أكتر شي بـ “الدبل كيك”!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة