من “الملهم” إلى “العندليب”.. التعليق العربي هواه سوري

tag icon ع ع ع

خفيفة على السمع، ومفهومة، تجذبك بساطتها وسلاسة سردها، ميزات اللهجة السورية- الشامية، التي صنعت من معلقيها مدرسة لها مكانتها بين مدارس التعليق العربي وفنونه.

خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، صعد عدد من المعلقين السوريين، ولمع اسمهم، كالراحل عدنان بوظو، إذ لا يوجد سوري عاصر تلك الحقبة، ولم يسمع بجملته المشهورة: “جووول لــــــــــــسوريا..!”، خلال دورة ألعاب المتوسط الأولمبية، والتي أصبحت تميمة التعليق السوري.

وعطفًا على بوظو، كحجر أساس لمدرسة التعليق السوري، وجد عندليب الكرة، كما وصفته صحيفة العرب ومقرها لندن، ياسر علي ديب، الذي نافس يومًا كوكبة الشرق، أم كلثوم، وعندليب مصر عبد الوهاب، بمعدل الاستماع المسائي، مطربًا الجمهور في سهرات مسائية كروية.

عدنان بوظو

دمشق 1936-1995، بدأ لاعبًا في نادي بردى الدمشقي، ثم انتقل إلى التحكيم، وحاز على الشهادة الدولية قبل اعتزاله التحكيم في 1980، وأسس صحيفتي الموقف الرياضي والاتحاد الرياضي.
ومنذ ذلك الحين عُرفت سوريا في تصدير معلقين وضعوا بصمة واضحة لهم ضمن عالم الرياضة العربية، منطلقين من بوابة التعليق.

ياسر علي ديب

بدأ ياسرعلي  ديب، من مواليد حي كفرسوسة الدمشقي عام 1959، طريقه في التعليق خلال دورة المعلقين الرياضيين الهواة التي نظمها الاتحاد الرياضي السوري عام 1977، ليبدأ مسيرته الحقيقية في مونديال 1978 في الأرجنتين عندما علق على المباريات بدلًا من عدنان بوظو.

وعمل علي ديب محررًا ومراسلًا لعدد من الصحف الرياضية العربية والعالمية، قبل أن يلتحق بفريق العربي الموحد لاتحاد إذاعات الدول العربية (أوربت) وتمكن من تغطية مونديال أمريكا 1994، وعلق على مباراة الافتتاح بين ألمانيا وبوليفيا ليصل صوته إلى العالم العربي.

ويقول علي ديب في مقابلة مع جريدة العرب عام 2017، إنه “علق على 1500 مباراة خلال حقبة 21 عامًا قضاها وما زال يقضيها في أوربت”.

أيمن جادة

يعتبر أيمن جادة من أبرز الوجوه الرياضية السورية الموجودة على الساحة العالمية في الوقت الحالي، عبر عمله كمذيع رياضي في قنوات “بي إن سبورت” العالمية.

جادة من مواليد 1960، وبدأ عمله في التلفزيون السوري كمذيع ومقدم برامج، وعلق على عدد من المباريات المهمة منها نهائي كأس آسيا في 1992 ونهائي كأس العالم في 1994 و1998.

وعمل في التلفزيون القطري مدة عشر سنوات وقدم خلالها العديد من البرامج الرياضية، وشارك في تأسيس قسم الرياضة في قناة الجزيرة وتولى إدارته منذ انطلاقتها في 1996 وحتى 2003، قبل أن يتحول إلى قنوات “بي إن سبورت” وتولى إدارتها في 2004 قبل استقالته وتعيين ناصر الخليفي في 2008، ليتحول إلى معد ومقدم برامج رياضية في استديوهات تحليلية لكبرى البطولات العالمية.

تلقى كل من أيمن جادة وياسر علي ديب تدريبًا في التعليق الرياضي على يد الراحل عدنان بوظو

مضر اليوسف

يعتبر المعلق السوري الوحيد على الساحة الرياضية العربية حاليًا، إذ بدأ مسيرته من خلال فوزه في برنامج مشروع معلق الذي بث على قناة الجزيرة الرياضية في 2008، لتوقع القناة عقدًا معه ويصبح معلقًا في قنوات بي إن سبورت الحالية.

ويشتهر اليوسف في تعليقه على مباريات المنتخب السوري في قنوات بي إن سبورت، وخاصة تصفيات كأس العالم الأخيرة التي خرج منها المنتخب من الملحق بخسارة أمام أستراليا.

معلقون في الذاكرة المحلية

لا يختلف التعليق الرياضي عن الرياضة ذاتها في ضرورة وجود الموهبة لأجل تنميتها، إذ يحتاج المعلق إلى موهبة عملية وحب للتعليق، إضافة إلى ميزة سحر المشاهد ونقله ضمن تفاصيل المباراة كما يتناقل اللاعبون الكرة.

كانت تكفي بعض المعلقين المحليين دقائق قليلة من سنوات عملهم الطويلة ضمن مجال التعليق، ليقحموا أنفسهم في قلوب وذاكرة المشاهدين السوريين، عبر صيحة أو صرخة، تفيض من خلالها مشاعره في لحظة فرحة نصر أو هدف.

إياد ناصر

من مواليد 1969 وهو خريج كلية الإعلام بجامعة دمشق، التحق بدائرة البرامج الرياضية عام 1993، وكان من حقبة “الملهم” عدنان بوظو.

علق الناصر على مباريات عديدة وعمل لسنوات في أروقة الرياضية سوريا، وفي موسم استثنائي لنادي الكرامة الحمصي، خلال تألقه في البطولة الآسيوية “دوري أبطال أسيا” في موسم 2006، حين تفلتت مشاعر إياد ناصر، لتخرج عن المألوف مع كل هدف، وانطلق في أسلوب مغاير في التعليق، ما أكد مدى تأثير شدة اندماج المعلق في المباراة على تعليقه.

وعلى إثرها بدأ الناصر تعليقه على الدوري السوري، من خلال شاشة شبكة راديو وتلفزيون العرب (art)، حين حصلت القناة على حقوق البث التلفزيوني للدوري السوري في عام 2007.

وجيه شويكي

“زميل وجيه: نعم زميل جوزيف”، هذا اسم صفحة ساخرة في “فيس بوك”، تغطي الأحداث الرياضية بطريقة تهكمية على طريقة البرنامج الإذاعي السوري “ملاعبنا الخضراء”، لتعيد بذلك أجواء “عربة البث” (البس) التي تعاقب عليها ثلة من المعلقين والمراسلين الرياضيين، ومن أبرزهم وجيه شويكي.

شويكي الذي بدأ مسيرته مع بوظو مطلع الثمانينيات، في التعليق واستديوهات التحليل، يرفض ما يصفها بحملات تشويه تطاله، وأبرزها إلصاق عبارة “أرضية زاحفة تعلو المرمى” به، مطالبًا بالتسجيل الذي يثبتها، بحسب مقابلة سريعة أجراها معه الإعلامي لطفي الأسطواني عام 2017.

انقطع شويكي عن الظهور الإعلامي الرسمي وسط أنباء عن التخلي عن خدماته بعد تقاعده، بموجب قرار من وزير الإعلام السابق، محمد رامز ترجمان، ليضاف هذا القرار إلى مجموعة من الظروف التي كانت تحكم المعلق السوري، وأبرزها فقر الخدمات اللوجستية والإحصائية المقدمة له، والتي كان لها دور كبير في تراجع مستوى المعلقين محليًا ونشاطهم عربيًا.

جوزيف بشور

“إي برافو يا شباب”… ترتبط الكثير من المصطلحات المعروفة للمعلق جوزيف بشور بالذاكرة الجمعية للجمهور السوري المتابع لكرة القدم، ورغم الانتقادات الموجهة لأدائه إلا أن كلماته وتفاعله يبقى محفورًا في الأذهان.

بتصفح سريع لـ”يوتيوب” أو “فيس بوك” قد تجد كمًا هائلًا من التسجيلات والمنشورات التي تتهكم على طريقة بشور، لكنه يقابل ذلك بصدر رحب، إذ قال، في مقابلة عبر إذاعة “المدينة إف إم” في 2015، إنه ليس منزعجًا من صفحة “زميل وجيه: نعم زميل جوزيف” التي تستخدم طريقته في التعليق للسخرية، ولفت إلى أنها تذكره بصوره وبذكريات تعليقه على المباريات.

وعن تحليله “غير المنطقي” أحيانًا لنتائج المباريات لم يخف بشور انجراره وراء مشاعره، إذ قال، “نبرر في بعض الأحيان، حتى نرتاح”، مشيرًا إلى ارتباطه الوثيق بنتائج المباريات كمشجع للمنتخب السوري قبل أن يكون معلقًا، وإلى تأثير ذلك على صحته، إذ أجرى في وقت سابق عملية للقلب المفتوح متأثرًا بتفاعله مع المباريات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة