قطار المونديال في محطته الأخيرة.. أين القارة اللاتينية؟

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

دقائق قليلة تفصل عشاق السحر الكروي والمونديال في العالم عن معرفة بطل النسخة الحالية 2018، إذ تستعد الجوقة الكرواتية مع الفرقة الفرنسية لعزف آخر سيمفونيات الكرة العالمية في المباراة النهائية للمونديال.

مواجهات الأربعة الكبار كانت للذكرى، تشابكت فيها كل الأدوات والحواس والمشاعر والمهارات، سقط الإنكليز أمام كرواتيا، وخبا بريق الذهب البلجيكي أمام العقل الفرنسي، وعاد هازارد ورفاقه ليقدموا المركز الثالث في سجلات الكرة البلجيكية بالفوز على إنكلترا أمس السبت.

ومما لاشك فيه بأن الغياب الجديد للكرة اللاتينية عن مربع الكبار وعن النهائي يترك إشارات استفهام متكررة، كما السابق في ألمانيا 2006 وجنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014. فهل بدأت المدرسة اللاتينية بالسقوط؟

الواضح جدًا أن الهوية الأوروبية فرضت نفسها وأسلوبها، ليس اعتمادًا على اللياقة البدنية وعلى المهارات في كرة القدم فقط، بل باعتبار كرة القدم مجالًا تعليميًا يجب الاستفادة منه وتطويره وإضفاء روح المغامرة في التجارب لزيادة القواسم المشتركة بين منتخبات القارة الأوروبية التي أفرزت عنادًا وقتالًا وحماسًا ورغبة في المنافسة داخل المونديال، وها هي مجددًا تنتزع ترتيب المونديال من “1” الى “4”، وتترك للكرة اللاتينية وبقية القارات مجالات ضيقة للمنافسة والرهان.

والصحيح أيضًا أن تساؤلات العشاق بعد غياب البرازيل والأرجنتين والأورغواي عن دور الأربعة، باتت تصب في الاطمئنان على جاهزية المنتخب الكرواتي للنهائي… فانقسم العشاق في كرة القدم بين من يستعد لتحية الضيف الجديد، ومن ينشد الموسيقا الكلاسيكية للبطل القديم.

هل المنتخب الكرواتي جاهز؟ خاض ثلاثة لقاءات بأشواط إضافية وركلات ترجيح! هل هو متعب؟

هل سيحرز مبابي الكرة الذهبية هذا العام؟ هل سينقض ديشامب على الفريسة الكرواتية كما فعل بالمنتخبات السابقة في المونديال؟

هذه هي الأسئلة التي تفترش صفحات المواقع والصحف والتلفزيونات، وليست أخبار نيمار وليونيل ميسي، ولا حتى لويس سواريز وكافاني.. والمعادلة بسيطة: كرة أمريكا اللاتينية غادرت المونديال.

إذًا.. وقبل أن يغادر قطار المونديال إلى العام 2022، ونكبر وإياه جيلًا إضافيًا وعمرًا كرويًا بكل ما يحتويه من نجوم وعمالقة وإنجازات.. لقد وصل المونديال هذه الساعات إلى محطته الأخيرة ليعلن الفائز بلقب مونديال 2018، ويوزع الجوائز الفردية والجماعية، التي تخفي بين صفحاتها طي كتب بعض النجوم وغيابهم عن الساحة والمنصات والتتويج، وولادة كتب جديدة بأسماء ذهبية لامعة.

كرواتيا وفرنسا في موقعة للتاريخ.. مشاهدة طيبة أيها السادة الكرام.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة