الأسد يغلق آخر منفذ للسفر إلى تركيا، وعشرات الشباب يُقتادون لمراكز التجنيد

no image
tag icon ع ع ع

حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية

أوقفت وزارة النقل في حكومة الأسد خلال الأسبوع الماضي الرحلات البحرية السياحية بين مرفأي اللاذقية وطرطوس من جهة، ومرسين التركية من جهة أخرى لتغلق بذلك آخر المنافذ النظامية بين البلدين؛ تزامنًا مع حملات اعتقال كبيرة شنتها قوات الأمن في محافظتي اللاذقية وطرطوس بهدف التجنيد الإجباري، وسط توتر واشتباكات في بعض القرى الموالية على خلفية عمليات التجنيد.

وأصدرت وزارة النقل بيانًا بررت فيه سبب إيقاف الرحلات «بكون السفن العاملة على هذا الخط البحري غير مجهّزة فنيًا  بالشكل الأمثل لتأمين المسافرين، ويجب أن تكون مصنفة في مجموعة هيئة التصنيف الممتازة (ICAS)»، وأشارت الوزارة في البيان أن «توقيف الرحلات مبدئي ولفترة مؤقتة ريثما يتم وضع ضوابط واضحة ومناسبة».

وكانت قوات الأمن التابعة للأسد بالتعاون مع ميليشيا جيش الدفاع الوطني، شنت خلال الأسبوع الماضي حملات اعتقال كبيرة في كل من مدينة اللاذقية وجبلة وبانياس، شملت عشرات الشبان تراوحت أعمارهم بحسب ناشطين بين 18و33 عامًا.

وذكر عضو لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة أبو ملهم جبلاوي لعنب بلدي، أن «قوات الأسد مدعومة بلجان الدفاع الوطني طوقت حي الفيض في المدينة يوم الجمعة 12 كانون الأول الجاري واعتقلت منه ما يقارب 48 شابًا، بهدف التجنيد الإجباري تخللها حالات سرقة لأكثر من 10 منازل».

وذكر الجبلاوي أن «الحملة استمرت قرابة 8 ساعات، ولأول مرة لم تقم صلاة الجمعة في الحي، بسبب الخوف الشديد وحالة الإرهاب التي مارستها قوات الأمن بحق الأهالي».

وتتابعت الاعتقالات في اليوم التالي لتطال ضاحية المجد في المدينة، حيث اعتقل ما يقارب 80 شابًا معظمهم من النازحين القادمين من مدينة حلب، فيما ذكر ناشطون من داخل المدينة أن قرى ريف جبلة المؤيدة للنظام شهدت حالات اعتقال مماثلة في كل من حرف المسيترة، العامود، والدالية، وقد أطلق سراح بعضهم بعد تعهدهم بالالتحاق بخدمة العلم وتسليم أنفسهم خلال أسبوع.

واعتبر الجبلاوي أن إيقاف الرحلات السياحية بين سوريا وتركيا يأتي في ظل «خوف النظام من تزايد أعداد الشباب المهاجرين من مؤيديه، خصوصًا بعد ارتفاع نسبة الشباب العلوي ضمن هذه الرحلات مؤخرًا ومعظمهم في سن التجنيد الإجباري».

وأكد أبو ملهم تخوفه من تكرار عمليات التجنيد خلال الأيام القادمة، في أحياء أخرى «خاصة بعد إشاعات يتداولها الشارع عن نية النظام فرض حالة التعبئة العامة مطلع العام الجديد».

بدوره أكد محمد، أحد سكان جبلة، أن أغلب شبابها اليوم يفكرون بالهجرة رغم صعوبتها « فجبلة الآن خالية من شبانها، وحتى من بقي داخلها يحرص على ملازمة منزله خشية الاعتقال».

يذكر أن مدينة جبلة وبحسب سجلات الشبكة السورية لحقوق الانسان تأتي في المرتبة الثانية بعد حماه في نسبة حالات الدهم والاعتقال، وهي واحدة من أوائل المدن السورية التي خرجت بمظاهرات مناهضة للنظام في 25 آذار عام 2011.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة