“فيفا” يدور في مسرح الجريمة السوري

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

تناقلت وسائل الإعلام الرياضية السورية والعربية خبرًا يفيد بنية لجان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، زيارة الملاعب الرياضية التي تقع في مناطق وأماكن سيطرة النظام السوري، بغية تقييم الوضع لهذه الملاعب مع إمكانية رفع الحظر عن إقامة المباريات الرسمية الخاصة بمنتخب النظام على هذه الملاعب، بعد انقطاع دام لسنوات.

هذا الانقطاع الذي جاء على خلفية الحرب الأمنية والعسكرية التي أطلقها نظام وجيش بشار الأسد على البلاد، والتي استدعت أيضًا استخدام معظم الملاعب والمنشآت الرياضية عسكريًا منذ عام 2011، وحتى يومنا هذا.

الملاعب التي تم تحويلها لمراكز اعتقال وتصفية معتقلين، كملعب “الباسل” والمدينة الرياضية في اللاذقية، وملعب السابع من نيسان في حلب، وثكنات عسكرية تسرح فيها دبابات ومدفعيات جيش الأسد وتقيم فيها ميليشياته الطائفية للهجوم على المدن والبلدات السورية، كما في ملعب “العباسيين” وملعب “الجلاء” وملعب “الحمدانية” في حلب، ومهابط لطائرات الهيلوكوبتر كما في ملاعب “خالد بن الوليد” في حمص وملعب دير الزور البلدي وملعب درعا البلدي.

الكثير من هذه الصور والوثائق متوفرة، إن كانت مقاطع مصورة عبر هواة التصوير أو في أفلام وثائقية احترافية، تؤكد عدم صحة أي مقولة يطلقها النظام السوري حول فصل الرياضة عن السياسة، أو أن الأمور كانت وما زالت بخير  مع ما يحاول ترويجه لاستمالة الاتحاد الدولي لكرة القدم وتغيير الحقائق وتزييفها، وهو الذي قتل أكثر من 80 لاعبًا ومدربًا وإداريًا ومسؤولًا في كرة القدم السورية، على مدار السنوات الماضية، وما زال يعتقل أكثر من 30 لاعب كرة قدم من مختلف المحافظات.

إذًا.. وحتى لا نستبق أي أمر وأي قرار وأي خلاصة، لن نجزم بتواطؤ الاتحاد الدولي لكرة القدم في هذه القضية كما عمل سابقًا على عدم إثارة أي انتهاك بحق لاعبي الكرة السورية منذ سنوات. “فيفا” لم يرسل لجانه بعد إلى الملاعب التي ذكرناها، أو التي يريد نظام الأسد باتحاده الكروي الأمني العسكري أن يظهرها لهذه اللجان.

ورغم إيماني الكامل بأن شخصيات عدة في رياضة النظام السوري تلتف حوله لتأمين عودة الملاعب والمباريات الرسمية إليها، كـ “الجنرال” فاروق بوظو وبعض الشخصيات التي لطالما غطت الفساد الرياضي في سوريا وحجبته عن الاتحادات القارية والدولية لكثير من الألعاب، إلا أننا ما زلنا نتوسم الخير في القضية وفي محاسبة النظام على الأقل من الناحية الرياضية بعدم السماح له باللعب على الملاعب التي دمرها وقتل الرياضيين والجماهير فيها، واستخدمها كحالة رعب على الشعب بدل من أن تكون ملاذًا للهواة والمحترفين ونشيدًا للسلام والروح الرياضية.

“فيفا” يدور في مسرح الجريمة في الملاعب السورية الرياضية، فكيف سيتعامل أصحاب الشأن الدولي مع تجاوزات وانتهاكات النظام في هذه المساحات الخضراء المخصصة للمباريات، وقد تم استعمالها بالفعل في الأغراض العسكرية الحربية على مدار سنوات.

هل سنشاهد قرارات تشابه تلك التي حرمت الكويت وأندونيسيا لأعوام، أم هل نتابع سلسلة الصدمات؟




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة