مراكز متخصصة ومسابقات عالمية

علم “الروبوت” يقتحم مجتمعات اللجوء السورية

camera iconأطفال سوريين يتدربون على تكنولوجيا الروبوت في مدينة غازي عنتاب (ترك برس)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رهام الأسعد

تشكك الكثير من الدراسات في صحة تسخير التكنولوجيا وأدواتها لخدمة أغراض التطوير والبحث العلمي، في وقت استهلكت فيه مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية جهد ووقت جيل كامل من الأطفال والشباب وحتى المسنين، بعيدًا عن أهداف التعليم.

لكن مجتمع اللجوء السوري أبرز في السنوات الأخيرة وعيًا تجاه تسخير التكنولوجيا بشكل إيجابي في حياة الأطفال اللاجئين تحديدًا، فبرزت توجهات نحو تحويل الأطفال من متلقين سلبيين إلى مستخدمين فعالين، عبر تدريبهم على تركيب وبرمجة الروبوتات والمتحكم الآلي والطائرات دون طيار، لتصل بذلك جهودهم نحو العالمية.

مشروع لتعليم الروبوت في تركيا

منذ منتصف العام 2017 افتتح مجموعة من الشبان السوريين في مدينة غازي عنتاب التركية مشروعًا تحت اسم “روبوبيزك” (Robobasic)، يتيح للأطفال واليافعين مساحة للتدريب على تركيب وبرمجة الروبوتات التعليمية، وفهم التكنولوجيا الحديثة وأدواتها ومفاهيمها بطريقة بعيدة عن الفهم النمطي السائد، والذي حصر التكنولوجيا باعتبارها أداة ترفيه وتسلية فقط.

مدير مركز “روبوبيزك”، تميم كبارة، قال لعنب بلدي إن المشروع يضم حاليًا 55 طفلًا سوريًا وتركيًا، يتلقون التدريب على الروبوتات الحديثة تحت إشراف مختصين، بالإضافة إلى تعليم برمجة الطائرات دون طيار والمتحكم الآلي والفيزياء.

وأضاف أن المركز يضم مدربين من أصحاب الكفاءات العلمية، بينهم خبراء في البرمجة والمتحكم الآلي، وخبراء في الروبوت التعليمي، وأيضًا خبراء في التعامل مع الأطفال وخبير في حماية الأطفال، بالإضافة إلى كادر إداري يشرف على التخطيط والتواصل والتسويق.

من وجهة نظر كبارة، فإن التعلم على الروبوتات لا يقتصر على تنمية الحس الإبداعي للطفل فقط، بل من شأنه تشجيعه على العمل الجماعي وحسن التواصل وإيجاد الحلول للمشاكل، فضلًا عن تعزيز التفكير النقدي لديه.

إذ تقوم فكرة التدريب على تشكيل فرق من المتدربين، كل فريق يتكون من ثلاثة أطفال، يتوجب عليهم تركيب وبرمجة الروبوت بشكل جماعي، وإجراء عرض تقديمي للمشكلة التي يحلها الروبوت، بالاعتماد على أسلوب دمج التكنولوجيا المسلية مع مهارات الحياة اليومية، وفق ما قال مدير المشروع.

وأضاف أن هذا النوع من التدريبات يضمن رفع السوية العلمية النوعية لدى الأطفال ويساعدهم على بناء مستقبل أفضل، في وقت تلاحق فيه تهديدات الجهل جيلًا كاملًا من السوريين، بعد تسرب نحو مليوني طفل سوري داخل وخارج سوريا من مقاعد الدراسة، بحسب أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

كبارة أضاف لعنب بلدي أن مركزه يسعى إلى نشر ثقافة الروبوت لدى شريحة كبيرة من السوريين، مشيرًا إلى مساعٍ للوصول إلى أصحاب القرار في العملية التعليمية السورية لإقرار مادة الروبوت التعليمي والبرمجة ضمن المقررات الدراسية.

وكان مركز تعليم الروبوت والبرمجة في غازي عنتاب (روبوبيزك) حصل على ترخيص رسمي من الحكومة التركية، عام 2017، باعتباره شركة ربحية.

تجربة شبيهة في لبنان

“روبوجي” كان تجسيدًا مختلفًا لانتشار علم الروبوت في مجتمع اللجوء السوري، وتحديدًا في لبنان، حين أسست منظمة “MAPS” فريق روبوتات سوريًا عام 2016، مكونًا من مجموعة من الطلاب السوريين اللاجئين في لبنان، تحت اسم “أمل سوريا”.

فريق الروبوتات هذا فاز بالمركز الأول في مسابقة بالجامعة الأمريكية في بيروت، رغم كونه الفريق السوري الوحيد، ما أهّله إلى المشاركة بمسابقة “VEX” الأمريكية، عام 2017، لينافس أقوى الفرق الكورية واليابانية والعالمية، وفاز بجائزة المحكمين، دون حصوله على ترتيب في المسابقة.

لكنه عاود المشاركة في نيسان 2018 وحاز على جائزة “الإلهام والتحفيز” العالمية، واحتل المركز 55 عالميًا عن فئة الإبداع في مجال الروبوت، متفوقًا بذلك على 945 فريقًا من أصل ألف شاركوا في المسابقة العالمية.

من جانبه، قال فادي الحلبي، مدير منظمة “MAPS”، في حديث سابق لعنب بلدي إن الهدف من المسابقات هو رفع سوية التفكير لدى الأطفال السوريين، وإظهار “شغف” اللاجئين بالعلم والدراسة وتطوير أنفسهم.

وغالبًا ما يتركز هذا النوع من المسابقات على اختيار أفضل تصميم لروبوتات قادرة على تأدية مهام معينة، بأيدي فرق من الطلاب وبروح جماعية.

ما هو علم الروبوت؟

يعتبر علم الروبوت واحدًا من المجالات التعليمية الإبداعية المنتشرة في العديد من دول العالم، منذ عام 1932، حين ابتكرته شركة “ليجو” العالمية، لكنه لم يصل بعد إلى مرحلة الانتشار الواسع في الدول العربية، وعموم الشرق الأوسط.

وتقوم فكرة الروبوت التعليمي على تطوير حزمة متكاملة من الأدوات، تحوي قطعًا ميكانيكية مثل (مسننات، براغي، عجلات، محركات) يمكن تشكيلها لتكوين نماذج روبوتية مختلفة، ويمكن برمجتها باستخدام برنامج حاسوبي، لتصبح قادرة على تأدية مهمة أو مهام محددة باستخدام الأذرع، وذلك عبر مجموعة من المجسّات (أدوات خاصة) تساعدها على إدراك البيئة المحيطة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة