لا عيد هذه السنة..

قضية المختطفات والضحايا في السويداء لا تزال ساخنة

camera iconساحة السير في في مدينة السويداء - 26 تموز 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

السويداء – نور نادر

يستقبل أهالي السويداء عيد الأضحى هذا العام بحداد عام حزنًا على الأشخاص الذين قتلوا في الهجمات الأخيرة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وتضامنًا مع المخطوفين من نساء وأطفال، الذين لا يزال مصيرهم مجهولًا حتى اليوم.

يعتبر عيد الأضحى المناسبة الأهم والمتعارف عليها عند جميع طوائف المسلمين، ومن بينهم “طائفة الموحدين الدروز”، والذي يحظى عندها باهتمام خاص، وتطبق شعائره بذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء.

لكن طائفة عقل الموحدين الدروز أصدرت بيانًا أعلنت فيه الحرم “حدادًا على أرواح الشهداء وتضامنا مع ذوي المخطوفين من نساء وأطفال”، ودعت فيه إلى الاقتصار على الشعائر الدينية دون إظهار مظاهر البهجة والفرح.

كما حرمت إطلاق النار في الشوارع، على أن تؤخذ الحيطة والحذر من أي هجمات قد يقوم بها التنظيم، على غرار ما قام به، في تموز الماضي، وقتل إثرها أكثر من 200 شخص جلهم من المدنيين.

قابلية الاحتفال غير موجودة

يقول أحد التجار من السويداء لعنب بلدي (طلب عدم ذكر اسمه) إن الحرم الذي يصدره مشايخ عقل الطائفة كل عام لم يمنعهم من تجهيز بضاعة مميزة للعيد واستقباله بعروضات وزينة تجذب الأطفال في السابق.

لكن هذا العيد مختلف إذ يوجد تضامن عام من الأهالي لاتباع الحرم، بسبب غياب القابلية للاحتفال، طالما أن المختطفات لم يفرج عنهن وما زلن بيد تنظيم “الدولة”.

وبحسب التاجر، “امتنعنا عن التجارة والاحتفال، كما أن الألعاب النارية وأصواتها تزيد من التوتر”، مشيرًا إلى أن “التأهب في أوجه لأي هجوم محتمل ومفاجئ”.

ودعوا مشايخ العقل في بيانهم إلى الابتعاد عن الخلافات ونبذ العداوات بجميع أشكالها، و”العمل على التكاتف والتعاضد ووحدة الصف واجتماع الكلمة وخاصة في هذا الظرف الصعب واعتبار أن الصلح سيد الأحكام”.

ويقول الصحفي ابن السويداء، عهد مراد، إن مشيخة العقل منذ عام 2011 اعتادت أن تصدر تعليمات خاصة بالعيد توجه باقتصاره على الشعائر الدينية، لكن الناس لم تكن تبدي التزامًا بهذه التعليمات حتى في القرى التي شهدت سقوط ضحايا.

ويضيف مراد لعنب بلدي أن أهالي السويداء في هذه المرة لم ينتظروا حرمًا دينيًا أو تعليمات، كونهم مصابين في وجدانهم حقًا، ولا يزالون خائفين من هول خطف نسائهم.

ملف المختطفات معلق

وحتى اليوم لا يزال مصير مختطفات السويداء لدى تنظيم “الدولة” معلقًا، مع غياب أي مسعى من جانب النظام السوري للتوصل لاتفاق يطلق سراحهن، والحديث عن فشل المفاوضات، التي يصر فيها التنظيم على عدة نقاط تراها رؤوس وشخصيات المحافظة مستحيلة التنفيذ.

وقال مصدر مطلع على قضية المختطفات لعنب بلدي إنه لا جديد حتى الآن بخصوصهن، وفاقم الوضع انحساب الروس وترك ملفهن للنظام السوري، الذي يربط التطورات الخاصة بهن بالمشهد الكامل للجنوب السوري.

ويبلغ عدد المختطفات 21 امرأة وثمانية أطفال، وكان التنظيم اختطفهم خلال الهجمات الأخيرة التي استهدفت السويداء، وقتل فيها أكثر من 200 شخص بينهم نساء وأطفال، معظمهم من قرى الريف الشرقي المحاذي للبادية التي يتحصن فيها التنظيم.

وكتطور لم ينجح في الأيام الماضية نفذت وحدة عسكرية تتبع لقوات الأسد تحت إشراف روسي، عملية في عمق منطقة الصفا، التي يتمركز بها التنظيم.

ونقلت شبكة “السويداء 24” عن مصدر من “الفيلق الخامس” في المنطقة الجنوبية، الذي يشرف عليه الجيش الروسي، أن العملية استهدفت منطقة كانت تتوفر معلومات استخباراتية روسية عن وجود مختطفي السويداء فيها، بالإضافة لمستنقع مياه يستفيد منه مقاتلي تنظيم “الدولة”.

وأوضح المصدر الذي نقلت عنه الشبكة، أن العملية كانت بطلب روسي، لكنها لم تنجح، مشيرًا إلى أن أنهم تمكنوا من السيطرة على حي عوض الذي يقع على طرف الصفا الشمالي الغربي، ودخلوا إلى المغارة المفترض وجود المختطفين فيها، لكنهم وجدوها خالية.

وشارك في العملية مقاتلون محليون من محافظة السويداء ومقاتلون من فصائل “الجيش الحر” سابقًا من أبناء مدينة بصرى الشام، ومن عشائر البادية، جميعهم يتبعون حاليًا للفيلق الخامس الذي يتم تشكيله بإشراف روسي في المنطقة الجنوبية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة