مرسوم “إعفاء المعفى” من موافقة السفر يثير جدلًا

مواطنون سوريون يتجمعون أمام شعبة تجنيد الميدان في دمشق (فيس بوك)
tag icon ع ع ع

أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مرسومًا تشريعيًا، يعفي فيه المعفيين من الخدمة الإلزامية من تقديم موافقة السفر.

ونشرت وكالة “سانا” الرسمية، أمس الأربعاء 5 من أيلول، نص المرسوم رقم 14 لعام 2018 الذي جاء فيه إضافة فقرة إلى المرسوم رقم 30 لعام 2007، وهي “يعفى من الحصول على موافقة سفر من مديرية التجنيد العامة المعفون من خدمة العلم وفق أحكام هذا المرسوم التشريعي”.

وأثار المرسوم 14 جدلاً واسعًا بين السوريين بسبب مطابقته للمرسوم السابق رقم 30، ووجود فارق واحد فيه، هو إضافة فقرة جديدة تتعلق بموافقة السفر للمعفيين من الخدمة.

في حين رأى البعض أن المرسوم الجديد لا يختلف عن سابقه في شيء، لا سيما أن المرسوم السابق أعفى المذكورين في المادة 49 من الكفالة.

المرسوم 14 أضاف موافقة السفر إلى الكفالة

ذكر المرسوم رقم 30 لعام 2007 في المادة 49 في فقراتها ( أ، ب، ج، د، هـ)، الأشخاص المعفيين من دفع الكفالة النقدية للسفر وهي (50 ألف ليرة)، ولكن شرط أن يحصلوا على موافقة سفر من شعبة التجنيد، وهم العاملون المدنيون الموجودون في الخدمة باستثناء الملزمين بخدمة الدولة، والموفدين من قبل الحكومة للدراسة أو التخصص أو بمهمة رسمية، والمعفيين من خدمة العلم وفق أحكام هذا القانون، الذين أدوا الخدمة الإلزامية، والمتقاعدين، والمغتربين القادمين إلى الجمهورية العربية السورية بقصد الزيارة.

أما المرسوم الجديد، رقم 14 لعام 2018، فجاء بإعفاء من ذكرتهم الفقرة (ج) فقط من المادة 49 في المرسوم السابق وهم (المعفون من الخدمة الإلزامية) من الحصول على موافقة السفر، دون البقية.

وحصرت المادة 12 من المرسوم 30 لعام 2007 الإعفاء من الخدمة الإلزامية بحالات محددة، هي عدم اللياقة الصحية لخدمة العلم، دفع البدل النقدي، أن يكون الشخص وحيدًا لأبويه شرط أن تكون أمه وصلت لسن لم تعد تستطيع فيه الإنجاب ويعتبر معفيًا إعفاءً دائمًا، أما الذي لا تزال والدته في سن الإنجاب فيعتبر معفيًا مؤقتًا، إضافة إلى اللقيط.

وكانت “إدارة الهجرة والجوازات” في سوريا فرضت مطلع شهر أيلول الحالي، على الأشخاص الراغبين بمغادرة البلد، الحصول على “موافقة سفر” من شعب التجنيد في المحافظات.

ونقلت صحيفة “الوطن” عن مصدر في ”إدارة الهجرة والجوازات” اليوم، أن القرار صدر من وزارة الدفاع، ويقضي بالحصول على “موافقة سفر” من شعبة التجنيد لكل من يتراوح عمره بين 17 إلى و42 عامًا عند مغادرة البلاد.

وقال المصدر إن القرار صدر وتم تطبيقه فورًا من دون أي إعلان أو إنذار مسبق، ما أثار حالة من الإرباك على المراكز الحدودية وفي المطار، إذ لم يبلّغ المسافرون به قبل مدة محددة، وتم منع المئات من المغادرة، أمس السبت، ما اضطرهم لخسارة حجوزات سفرهم والأموال التي دفعوها.

وأثار القرار موجة استهجان كبيرة بين السوريين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان منهم الممثل سامر إسماعيل، الذي كان في طريقه لحضور عرض فيلمه “يوم أضعت ظلي” في مهرجان “البندقية” لكنه تم منعه من المغادرة بسبب عدم حصوله على إذن سفر.

كما ألقى الإعلامي نزار الفرا، الذي يقدم برنامجًا في قناة “سما” المقربة من النظام، باللوم على الحكومة داعيًا لإعادة النظر بالقرار الذي صدر عن وزارة الدفاع.

وكانت صفحات موالية، منها “دمشق الآن”، نقلت عن العقيد عماد الياس رئيس شعبة تجنيد “الوسيطة” (وهي المسؤولة عن شعب المحافظات) أن 60% ممن سببوا ازدحامًا أمام شعب التجنيد هم من المعفيين من أداء خدمة العلم، وأنه رفع طلبًا لرئيس النظام لإعفائهم من إذن السفر.

ويسعى الشباب ممن لم يبلغوا سن الـ 18 إلى السفر خارج سوريا هربًا من الخدمة الإلزامية والملاحقات الأمنية، رغم قلة البلدان التي لا تزال تستقبل سوريين.

وكان القاضي الشرعي الأول في دمشق، محمود معراوي، قال، مطلع العام الحالي، إن نسبة القاصرين المسافرين خارج البلد تزداد باستمرار.

ووفق ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية حينها عن معراوي فإن ما بين 500 وألف معاملة إذن سفر لقاصرين، لم يتجاوزوا سن الـ 18، يجري إنجازها يوميًا في القصر العدلي بدمشق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة