روسيا تربط اتهامات لندن بقضية “الكيماوي” في سوريا

  • 2018/09/07
  • 2:11 م

الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال، ورئيس الوزراء البريطاني تيريزا ماي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (تعديل عنب بلدي)

ما زالت قضية الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال تشكل حالة جدل أوروبية، لا سيما بين طرفي القضية روسيا وبريطانيا.

القضية عالقة بين البلدين وسط اتهامات ساقتها لندن لرأس السلطة الروسية، فلاديمير بوتين، كونه المتحكم بزمام الحكم في موسكو، وغضب روسي ورفض لما جاء على لسان وزير الخارجية البريطاني، تيريزا ماي، وما تحدث به وزير الأمن البريطاني، بين والاس، حول تحميل بوتين مسؤولية ما جرى.

روسيا تربط الاتهامات البريطانية بسوريا

روسيا اعتبرت أن الاتهامات التي وجهتها لندن حول أحداث ساليزبري مؤقتة مع حديثها عن “الاستفزاز الكيماوي” المرتقب في سوريا في محافظة إدلب.

وقال الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني تيريزا ماي لم تكن من قبيل المصادفة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الروسية (تاس) اليوم، الجمعة 7 من أيلول.

وأضاف نيبينزيا، في جلسة لمجلس الأمن حول النتائج الجديدة للتحقيق الذي أجرته بريطانيا في قضية سكريبال، “لقد أصبحت حادثة الرابع من آذار ذريعة ملائمة لتغذية المناهضة الهيستيرية ضد روسيا قبل الهجوم الكيماوي على مدينة دوما السورية”، في إشارة منه إلى الاستهداف الذي أصاب مدينة دوما شرق العاصمة السورية دمشق، في 7 من آيار الماضي، والضربات الصاروخية التي نفذتها بريطانيا إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا على مواقع سورية.

وتابع المبعوث الروسي، “يمكن أن نقول إن بيان تيريزا ماي في الخامس من أيلول جاء في الفترة التي تسبق موسمًا سياسيًا جديدًا وعلى خلفية الأحداث في إدلب”، مشيرًا إلى أن تلك التصريحات تأتي بالوقت الذي تتحدث بلاده عن “هجوم كيماوي” قادم في إدلب و”الذي يجري إعداده هناك”.

واستدل نيبينزيا على ذلك بأن نتائج التحقيقات التي تحدثت عنها لندن، الأربعاء الماضي، معروفة منذ أيار الماضي ولكن لندن لم تكشف عنها إلى الآن.

ما التهم التي وجهتها بريطانيا لروسيا؟

وجه الادعاء العام البريطاني اتهامات إلى روسيين اثنين، هما ألكسندر بيتروف وروسلان بوشيروف، وقال إنهما مسؤولان عن محاولة اغتيال الجاسوس الروسي سيرغي سكريبل، على الأراضي البريطانية، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، الأربعاء الماضي، وأشار الادعاء إلى أنهما قاما برش الغاز السام على باب بيت سكريبال، وأن الشرطة البريطانية لديها الأدلة الكافية لتوجيه الاتهام لهما.

ولكن سرعان ما ذهبت بريطانيا إلى أبعد من ذلك ووجهت أصابع الاتهام للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كونه “يمسك بزمام أمور الدولة”.

وقال وزير الأمن البريطاني، بين والاس، إن بوتين يتحمل المسؤولية “في النهاية”، ما أثار غضبًا روسيًا من هذه الادعاءات.

وأضاف والاس في تصريحات نقلتها “فرانس برس”، أمس الخميس، “لا أعتقد أن أحدًا يمكنه أن يقول إن بوتين لا يمسك بزمام أمور الدولة (…) والاستخبارات العسكرية بالتأكيد ليست مارقة”.

وتابع، “الاستخبارات تابعة للقيادة ومرتبطة بالمسؤولين الكبار في القيادة الروسية العامة ووزير الدفاع، وعبر ذلك إلى الكرملين ومكتب الرئيس”.

الرد الروسي جاء غاضبًا بعد تصعيد لندن مستوى الاتهامات، وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، “بالنسبة لنا أي اتهام يتعلق بالسلطة الروسية غير مقبول”.

وأضاف بيسكوف خلال حديثه مع الصحفيين، “لا السلطات العليا في روسيا ولا المسؤولون من المستوى الأدنى لهم أي علاقة بما حصل في سالزبري”.

ما قصة الجاسوس الروسي؟

الجاسوس الروسي، سيرغي سكريبال، كان يعمل ضابطًا في المخابرات الروسية، إلا أنه كشف هوية جواسيس يعملون في أوروبا لصالح المخابرات الروسية، وأعطى أسماءهم للمخابرات البريطانية (MI 6).

ولجأ الضابط المتقاعد إلى بريطانيا، في إطار صفقة لتبادل الجواسيس أبرمت عام 2010، لتثير حادثة تسممه أزمة دبلوماسية بين البلدين.

وكانت السلطات البريطانية عثرت على الجاسوس الروسي وابنته مغمى عليهما، في آذار الماضي، إذ اتهمت لندن موسكو بالضلوع بمحاولة اغتيال سكريبال باستخدام غاز محرم دوليًا على الأراضي البريطانية، الأمر الذي تنفيه روسيا بدورها.

وأحدثت القضية أزمة دبلوماسية بين البلدين، واتخذت لندن إجراءات عقابية، أبرزها طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا من الأراضي البريطانية، وتجميد أصول الدولة الروسية في بريطانيا، فيما ردت روسيا بالمثل.

وسبق أن أعلنت السلطات البريطانية، في أيار الماضي، أن صحة سكريبال وابنته أصبحت بخير بعد تعافيهما من حادثة التسمم، مشيرة إلى أنها تملك أدلة على تورط شخصيات روسية بالحادثة، ولم تذكر أسماء حينها.

مقالات متعلقة

  1. بريطانيا: بوتين وراء محاولة اغتيال الجاسوس الروسي
  2. بوتين ينفي علاقة المخابرات الروسية بـ "قضية الجاسوس"
  3. روسيا تتهم بريطانيا بالهجوم على العميل الروسي
  4. روسيا تهدد بإغلاق وسائل الإعلام البريطانية فيها

دولي

المزيد من دولي