ماذا نملك في إدلب؟

tag icon ع ع ع

محمد رشدي شربجي

لم تجلب قمة الزعماء الثلاثة، الروسي والإيراني والتركي، ما كان متوقعًا، فقد توقع الجميع أن يحسم مصير إدلب بعد هذا الاجتماع المطول، ولكنه لم يجلب إلا مزيدًا من الضبابية، وكلامًا فضفاضًا عن قصد يتيح للجميع تفسيره وفقًا لمقاصدهم على تعارضها وتعاكسها أحيانًا.

ويكاد المرء يحار بالسبب الذي يدفع قادة ثلاثة دول كبرى مؤثرة في الملف السوري، ومتفاهمة على مدى السنتين الأخيرتين على الأقل، للاجتماع والنقاش والأخذ والرد علنًا، بعد اجتماعات مكثفة عقدت على مستوى وزراء الخارجية والدفاع والاستخبارات. لماذا يجتمعون إذا كانوا سيكررون كلامهم ذاته، ولكنها دهاليز السياسة وألاعيبها.

بعيدًا عن التحليلات الكثيرة، ففي الغالب ستحصل معركة في إدلب. عن حجمها ومداها ومن سينفذها تتفاوض تركيا مع إيران وروسيا منذ أشهر، والاستعداد لهذه المعركة المكلفة هو ما يجب علينا القيام به.

منذ معركة حلب يكسب الأسد كل معاركه ضد الثورة بالعامل النفسي، وهو ما حصل في درعا أول وآخر جيوب المعارضة في الجنوب. على نطاق واسع يتم تصوير معركة إدلب كمعركة محسومة لصالح الأسد إذا ما فشلت مفاوضات الأتراك، ولكن الواقع ليس كذلك على الإطلاق.

لن تكون معركة إدلب نزهة للنظام السفاح، مساحة محافظة إدلب بمساحة لبنان، ولها طبيعة جبلية يصعب اقتحامها، كما أنها تحتوي عشرات آلاف الثوار سواء من أهل المنطقة أو بقية مناطق سوريا، ولديهم تسليح وموارد مالية مقبولة، عدا عن حقيقة أنه ليس لهؤلاء الألوف المؤلفة مهرب، وهذا سيكون دافعًا إضافيًا للصمود.

لا يعني هذا بطبيعة الحال ألا يكون المرء واقعيًا، فالنظام سيهاجم إدلب مدعومًا بتفوق عسكري وناري، ودعم جوي روسي لا تملكه الثورة، كما أن لدى المعارضة نقطة ضعف كبرى تتمثل بالمدنيين، الملايين الثلاثة الذين يتعطش النظام السوري وباقي مصاصي الدماء من محور المقاومة للتلذذ بدمائهم.

معركة إدلب ستكون معركة الشعب السوري الأخيرة ضد هذا العالم الجائر المثقل بالدماء، ودعمها بكل ما نستطيع هو واجب كل إنسان في قلبه ذرة من ضمير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة