روايات روسية وسورية تسبق تحركات عسكرية

بشار الجعفري إلى جانب مندوب روسيا في مجلس الأمن - 11 نيسان 2018 (يوتيوب)

camera iconبشار الجعفري إلى جانب مندوب روسيا في مجلس الأمن - 11 نيسان 2018 (يوتيوب)

tag icon ع ع ع

تشابهت روايتا روسيا والنظام السوري قبيل الحملة العسكرية المرتقبة على إدلب، مع روايتيهما السابقتين إبان الحملة على الغوطة الشرقية في شباط الماضي.

الرواية الروسية تتركز حول وجود “إرهابيين” يتبعون لتنظيم “جبهة النصرة” في المناطق التي تحشد عليها، وتسعى للسيطرة عليها.

مسميات واحدة

قبيل الحملة على الغوطة الشرقية منتصف شباط 2018، بدأت القذائف المدفعية والصاروخية تنهال على العاصمة السورية، دمشق، وراح ضحيتها العشرات من المدنيين، لتظهر وسائل إعلام النظام السوري أن الوضع في دمشق بات “مأساويًا”، ولترد الآلة العسكرية على الأرض بقصف أسفر عن مقتل أكثر من 560 مدنيًا خلال أسبوع واحد، في نهاية شهر شباط الماضي.

واستمر الترويج خلال الحملة على المنطقة، إذ قالت الرواية الرسمية إنها أتت لتخليص أهالي دمشق من ظلم “الجماعات الإرهابية”.

وفي إدلب، ترفض روسيا منذ قرابة شهر عقد أي هدنة لحل المسألة “الشائكة” التي تلف قضية إدلب، بسبب ما تقول إن المنطقة يستخدمها “إرهابيون” لإطلاق طائرات مسيرة تستهدف قاعدة “حميميم” الجوية، وتكرر ذلك في عدة مناسبات، كان آخرها في قمة طهران، التي جمعت الدول الضامنة لمسار “أستانة” السياسي، الجمعة 7 من أيلول.

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رفض تطبيق الهدنة التي طالب بها نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، معللًا ذلك بقوله، “إنه لا يمكن تطبيق وقف إطلاق النار في إدلب وإبرام هدنة مع (جبهة النصرة) التي تقوم بقصف حميميم بالطائرات المسيرة”.

الحرب الإعلامية الكيماوية

تكرر السيناريو وتكررت ذات التصريحات، وكذلك الأمر بما يتعلق بالتهديدات، فروسيا تتحدث عن إعداد لهجمات كيماوية والمجتمع الأوروبي وإدارة الولايات المتحدة تهدد وترد، ولكن النتيجة انتهت بالطريقة الروسية.

ودأب الإعلام الروسي وإعلام النظام على نقل الرواية الروسية والنظامية، التي تتحدث عن امتلاك فصائل عسكرية في الغوطة لأسلحة كيماوية، وتعتزم استخدامها ضد المدنيين، واتجه النظام في ترويجه إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، وكانت على لسان مندوبه الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الذي تحدث مرارًا حول تجهيزات من المعارضة المسلحة “لمسرحية كيماوي جديدة”.

يقابل هذه الدعاية تصعيد في الخطاب الدولي، وارتفاع في الأصوات يصل إلى درجة التهديد، كما فعلت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عقب استهداف قوات الأسد مدينة دوما بأسلحة تحتوي على غازات سامة، وبالتالي ترد روسيا على التقارير الأمريكية حول الأسلحة الكيماوية، وتنفي تلك الاتهامات، إذ اعتبرت موسكو مرارًا أن الهدف من تهديد المسؤولين الأمريكين للنظام السوري واتهامهم باستخدام الكيماوي هو “شيطنة بشار الأسد”، وتدمير عملية التسوية السياسية في المنطقة.

قلق أممي مع كل حركة عسكرية

مع بداية الحملة على الغوطة الشرقية، خرج منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، بانوس مومتزيس، في 20 من شباط، ببيان طالب فيه بوقف فوري للعمليات القتالية التي تستهدف المدنيين بشكل يومي، وقال إن الوضع في المنطقة “خرج عن السيطرة”، محذرًا من كارثة إنسانية تصيب المنطقة.

ومع استمرار الحملة، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بيانًا بلا كلمات، تعبيرًا عن غضبها من القصف على المنطقة شرق دمشق، والتي قتل إثرها العشرات من الضحايا، في التاريخ ذاته.

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا قال اليوم، الثلاثاء 11 من أيلول، إن أي هجوم عسكري شامل على آخر معقل لمعارضي رأس النظام السوري بشار الأسد، قد يؤدي إلى نزوح 800 ألف شخص من ديارهم، محذرًا من كارثة إنسانية قد تكون “الأسوأ في القرن الحادي والعشرين”، وفق ما نقلت “رويترز”.

ولكن طيران قوات الأسد وحليفته روسيا استأنف قصف المناطق الشمالية في ريف حماة، وريف إدلب الجنوبي، خلال الأسبوع الماضي وحتى، أمس الاثنين، فيما يعتبر تمهيدًا لما تروج له روسيا بالحملة العسكرية على المنطقة.

ومع كل التصريحات والسيناريوهات التي تسبق كل حملة عسكرية تخطط لها روسيا وتنفذها قوات الأسد، يبقى قرابة 3.8 مليون شخص يعيشون شمال غربي سوريا، بحسب إحصائية فريق منسقو الاستجابة في الشمال السوري في 12 آب الماضي، يترقبون ما ستفضي إليه التفهامات الدولية حول مصيرهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة