“الملاك”.. أن تكون بطلًا قوميًا عند عدوّين

tag icon ع ع ع

قد يكون دور أشرف مروان المعقد محل جدل عربي- إسرائيلي بقي مطمورًا تحت الرماد ربع قرن، إلا أن فيلم “الملاك” الذي تعرضه شبكة “نتفليكس” العالمية، منذ منتصف أيلول الحالي، حرّك القضية وأشعل النار مجددًا.

ومروان هو صهر الرئيس المصري الأسبق الراحل، جمال عبد الناصر، وتقول رواية الفيلم المقتبسة عن كتاب صادر عام 2016 للكاتب الإسرائيلي يوري بار جوزيف بعنوان “الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل”، إن أشرف قدم معلومات في غاية الأهمية للموساد الإسرائيلي، أبرزها الكشف عن هجوم أكتوبر عام 1973 قبل حدوثه.

بحسب تطور الأحداث في الفيلم، لم يكن مروان على توافق مع مواقف عبد الناصر، الذي همشّه أمام رجالاته، لكن مروان اقتص من وزراء عبد الناصر في أثناء حكم أنور السادات، متهمًا إياهم بقضايا فساد استطاع إثباتها بالوثائق، ليستحوذ بعدها على ثقة السادات ويصبح من أقرب المسؤولين إليه.

يلعب دور أشرف مروان الممثل الهولندي من أصل تونسي مروان كنزاري، بينما تلعب دور عقيلته ميساء عبد الهادي، وهي من عرب إسرائيل، ويلعب دور عبد الناصر الممثل الأمريكي من أصل فلسطيني وليد زعيتر، أما السادات فيلعب دوره الإسرائيلي من أصل عراقي ساسون غاباي.

ولم يشارك أي ممثل مصري في الفيلم، وهو ما انعكس على الحوارات التي لم تنجح بتقليد اللهجة المصرية، وحاول المخرج أرييل فرومن الالتفاف على ذلك بتحويل أغلب الحوارات إلى الإنكليزية.

لماذا يفعل مروان ذلك؟ سؤال يجعل المشاهد متمسكًا بأحداث الفيلم، فلا يمكن الجزم بأنه كان يريد المال ولا أنه كان خائنًا لبلاده ومخلصًا للإسرائيليين، وهذا ما يحاول الفيلم الإجابة عنه، حتى تنتهي الأحداث باعتباره بطلًا قوميًا في الدولتين رغم الحروب والمفاوضات الماراثونية التي كانت بينهما.

ويعيب منتقدو العمل على أحداث الفيلم غياب التوازن والرواية المصرية عن دور مروان، إذ تعتبر الرواية الرسمية أنه قدم أعمالًا وطنية لبلاده.

توفي مروان عام 2007 بظروف غامضة، إذ يعتقد أنه دفع من شرفة منزله، ولم تتوصل التحقيقات إلى أدلة ملموسة حتى اليوم، وقد حضر جنازته الرئيس المصري السابق حسني مبارك وأشاد به، واتهمت أرملته الموساد باغتياله وسرقة دفتر مذكراته.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة