روسيا حصّلت منطقة منزوعة السلاح في مناطق كانت تريد السيطرة عليها

مقاتل من فصيل فيلق الشام في محافظة إدلب - (فيلق الشام)

camera iconمقاتل من فصيل فيلق الشام في محافظة إدلب - (فيلق الشام)

tag icon ع ع ع

في إطار التحضيرات لإتمام اتفاقية “سوتشي” الموقعة بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، تتوالى التصريحات الروسية بشأن مصير الاتفاق وما تخطط له روسيا لما بعد الاتفاق.

واعتبر بوتين أن منطقة “تخفيف التوتر” في إدلب شمال غربي سوريا فعالة، مضيفًا أنه “لا توجد خطط لتحركات عسكرية كبرى في المنطقة”.

ولكن في تصريحات أخرى لمسؤولين روس أكدوا أن الاتفاق بشأن إقامة منطقة منزوع السلاح في مناطق التماس بين فصائل المعارضة وقوات الأسد هو “إجراء مؤقت”.

وفي تصريحات لنائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الجمعة 28 من أيلول، أعرب فيها عن إصرار بلاده على أن تكون المنطقة منزوعة السلاح، “إجراء مؤقتًا وغير دائم”.

وقال بوتين، في إشارة إلى منطقة “تخفيف التوتر” التي أقامتها روسيا وتركيا في إدلب، “لدي كل الأسباب التي تدعوني للاعتقاد بأننا سنحقق أهدافنا”، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”، الأربعاء 3 من تشرين الأول.

وأضاف، “يعني هذا أنه ليس هناك توقعات بأعمال عسكرية واسعة النطاق هناك (…) العمل العسكري من أجل العمل العسكري غير ضروري”.

الراوية الروسية عادت للحديث عن عمليات عسكرية في الشمال السوري إلا أن هذه المرة تحدثت عن عمليات “ضيقة النطاق”، بالوقت الذي يعمل فيه الجانب التركي على تهيئة المنطقة منزوعة السلاح بدءًا من 15 من تشرين الأول الحالي.

إلى أين كانت روسيا تنوي التقدم؟

في الحديث عن الحملة المرتقبة على إدلب قبيل الاتفاق الروسي- التركي الموقع في “سوتشي”، الاثنين 17 من أيلول الماضي، رسمت قوات الأسد وروسيا مراكز انطلاق عملياتها العسكرية.

وفي حديث سابق عرض مصدران عسكريان (طلبا عدم ذكر اسمهما) خطة النظام السوري في إدلب، بما يتضمن قضم أجزاء من المحافظة على الشريط الغربي والجنوبي.

وبحسب المصادر تعتزم قوات الأسد التقدم إلى مدينة جسر الشغور والسيطرة عليها بشكل كامل، إلى جانب مدينة محمبل، والقرى الواقعة في الريف الغربي لجسر الشغور، في خطوة لوصل المدينة بمنطقة سهل الغاب، وصولًا إلى معسكر جورين القاعدة العسكرية “الأبرز” في ريف حماة الغربي.

وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية نقلًا عن مصدر في قوات الأسد معلومات تفيد بأن القوات كانت تحشد لإنهاء نفوذ المعارضة في الريف الشمالي الشرقي لمدينة اللاذقية، وما تبقى من مرتفعات جبلية مطلة على جسر الشغور في ريف إدلب الشمالي.

وبحسب ما قالته وكالة “سبوتنيك”، في 23 من تموز الماضي، ستسيطر قوات الأسد على عدد من القرى بسهل الغاب منها قسطون والزيارة والحويز وفورو، والتي تعتبر مفتاح تقدم للجيش باتجاه جسر الشغور، مشيرةً آنذاك إلى أنه “من المتوقع أن يتركز العمل العسكري على فتح طريق حلب اللاذقية”.

وتهدف قوات الأسد ورسيا إلى تأمين كل من قاعدة “حميميم” العسكرية في الساحل السوري ومدينة حماة من خلال سيطرتها على مناطق جسر الشغور وريف حماة الشمالي والسيطرة على مدنة البارزة من حلفايا إلى كفرزيتا واللطامنة حتى حدود خان شيخون، وتشمل المنطقة منزوعة السلاح معظم المدن والبلدات التي كانت قوات الأسد تنوي استهدافها بعملياتها العسكري.

المنطقة منزوعة السلاح تتقاطع مع الأهداف الروسية

برزت نقاط إشكالية في الاتفاق الروسي- التركي بشأن إدلب ما أدى إلى رفض  بنود منه من قبل فصيل “جيش العزة” الذي ينتشر في ريف حماة الشمالي، خاصةً موضوع سحب السلاح الثقيل من الفصائل العسكرية ونقطة دخول الدوريات الروسية إلى المنطقة منزوعة السلاح.

وفي بيان لـ”الجبهة الوطنية للتحرير”، الاثنين 1 من تشرين الأول، قالت إنها أجرت لقاءً مطولًا مع تركيا بخصوص بنود الاتفاق، وموضوع الوجود الروسي في المنطقة المعزولة على وجه التحديد.

وأضافت أن اللقاء تمت فيه مناقشة الأمر، وتم إعطاء موقف واضح برفضه، مشيرةً إلى أن تركيا وعدت بعدم حصوله وأكدت ذلك.

وأوضح الناطق باسم “الجبهة الوطنية”، ناجي مصطفى، في حديث إلى عنب بلدي، أن “الجبهة” تحفظت على عدة بنود في الاتفاق الروسي- التركي، وخاصة تسيير الدوريات الروسية في المنطقة العازلة، والتي تم رفضها بشكل قاطع.

وقال إن نقاط رباط فصائل المعارضة ستبقى مكانها دون أي تغيير على الجبهات الفاصلة مع قوات الأسد، بسلاح متوسط كرشاشات “23” ومدافع “57” الأرضية ومضادات الدروع.

وأضاف أن السلاح الثقيل سيتراجع إلى المقرات الخلفية فقط، وفي السابق كان كذلك، نافيًا الحديث عن تسليمه بشكل كامل لأي جهة.

وحتى اليوم لم تتضح آلية إنشاء منطقة منزوعة السلاح من قبل روسيا وتركيا في محيط إدلب، وبحسب ما قالت مصادر مطلعة من المعارضة لعنب بلدي فإن تطبيق الاتفاق على الأرض بانتظار الاجتماع الذي ستعقده المخابرات التركية مع الروسية في الأيام المقبلة.

ولم يجب مصطفى عن سؤال حول حدود المنطقة العازلة، لكن مصادر في “الجيش الحر” أكدت لعنب بلدي أن المنطقة العازلة حسم أمرها في مناطق المعارضة فقط، بعيدًا عن الأنباء عن إنشائها مناصفة بين مناطق النظام والمعارضة.

وستكون المنطقة العازلة بعرض 20 كيلومترًا، وستتولى الشرطة التركية الإشراف عليها بحسب الاتفاق.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية تصل حدود المنطقة العازلة من الجهة الشرقية لإدلب إلى حدود دارة عزة، الأتارب، سراقب، معرة النعمان.

وفي الجنوب تغطي مدينة خان شيخون، كفرزيتا، مورك، وصولًا إلى كفرنبل، بينما من الجهة الغربية تغطي مدينة جسر الشغور حتى بلدة محمبل والبارة في جنوبها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة