إيران خارجها.. قمة اسطنبول الرباعية بأجندات جديدة حول سوريا

camera iconالمستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون(تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تحتضن مدينة اسطنبول التركية قمة رباعية، في 27 من تشرين الأول الحالي، تضم إلى جانب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كلًا من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، إضافة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

القمة الرباعية أعلن عنها الرئيس التركي منذ أشهر، وكان من المفترض انعقادها في أيلول الماضي، لكن الوضع في مدينة إدلب حينها حال دون ذلك، إذ قررت ألمانيا وفرنسا تأجيل القمة حتى التوصل إلى اتفاق حول إدلب، ومنع تدفق موجة جديدة من اللاجئين في حال شن النظام السوري عملية عسكرية على منطقة يقطن فيها نحو ثلاثة ملايين و867 ألف نسمة، بحسب إحصائية “منسقي الاستجابة” في الشمال السوري.

وكان اتفاق تركي- روسي في 17 من أيلول الماضي، منع العملية العسكرية، بإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بعمق 15 كيلومترًا في إدلب و20 كيلومترًا في سهل الغاب بريف حماة الغربي.

أولويات مختلفة لكل طرف

القمة تعقد في ظل تطورات على الساحة السورية، فمن الناحية العسكرية تنحسر المعارك بين فصائل المعارضة والنظام، ومن الناحية السياسية تسعى الدول المؤثرة لتشكيل لجنة دستورية.

اللقاء الروسي- التركي- الأوروبي يعتبر الأول من نوعه بين الزعماء الأربعة حول سوريا، وسيحاول كل طرف طرح أولوياته في الملف السوري، إذ تنتظر منه تركيا دعمًا أوروبيًا للوقوف أكثر في وجه روسيا في سوريا بالرغم من الاتفاق بينهما في إدلب، بحسب ما قاله الكاتب والمحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو.

وقال رضوان أوغلو في حديث إلى عنب بلدي إن روسيا تريد بحث عملية إعادة الإعمار في سوريا لأنها غير قادرة على القيام بالعملية لوحدها، إضافة إلى أخذ الموافقة على ذلك من الأطراف المجتمعة، كونها تستطيع قلب الأمور ضدها في سوريا.

من جهته قال الباحث في “مركز عمران” للدراسات، ساشا العلو، إن كل طرف سيطرح أولوياته في سوريا، فروسيا تريد إقناع أوروبا في مسألة عملية إعادة الإعمار وتمويلها، وخاصة مع ألمانيا كونها تعتبر الوحيدة القادرة على تمويل العملية، إلى جانب التفاوض مع الأطراف الثلاثة على إعادة اللاجئين.

في حين ستبحث مع تركيا المنطقة العازلة والاستحقاقات التي بعدها، مثل تفكيك “هيئة تحرير الشام” وموضوع الفصائل في المنطقة، إلى جانب المعابر الحدودية والطرق الرئيسية، خاصة بعد فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، الأسبوع الماضي، والذي لن يكون ذات أهمية كبيرة دون فتح الطريق الدولي الذي يصل الأردن بأوروبا عبر سوريا وتركيا.

أما ألمانيا وفرنسا، فتريدان طرح مسألة تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب الذي من شأنه أن يوقف موجة اللاجئين المتوقعة في حال تم أي هجوم عسكري، إلى جانب طرح مسألة الحل السياسي وتشكيل اللجنة الدستورية، وربط مسألة إعادة الإعمار وعودة اللاجئين بعودة آمنة وحل سياسي حقيقي في سوريا.

إيران غائبة عن المشهد

اللافت في القمة الرباعية أنها استثنت حضور إيران بالرغم من أنها دولة أساسية فاعلة في الملف السوري، إذ تعتبر من أكبر داعمي النظام السوري عسكريًا واقتصاديًا.

واعتبر العلو أن إيران غابت عن المشهد منذ بداية الحديث عن مدينة إدلب، وغيابها عن القمة كونها بعيدة عن الأجندة المراد مناقشتها بين الزعماء الأربعة، إذ لا تعتبر طرفًا معنيًا في ملف إدلب أو مسألة عودة اللاجئين، مستبعدًا أن يكون انسحاب القوات الإيرانية من سوريا موجودًا على أجندة القمة، كون الأوروبيين غير معنيين به بقدر أمريكا.

كما استبعد العلو أن يكون الاجتماع مقدمة لحل سياسي، وإنما هو مرحلي يناقش المرحلة المقبلة خاصة بعد قرب انطواء الملف العسكري في سوريا، معتبرًا أن الدول الأربع غير قادرة على فرض حل سياسي لوحدها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة