أسباب ساعدت تنظيم “الدولة” للحفاظ على آخر معاقله شرق الفرات

camera iconهجوم تنظيم "الدولة" على مواقع "قسد" في بلدة الشعفة شرقي دير الزور 26 تشرين الأول 2018 (وكالة أعماق)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

رغم تساقط مساحات واسعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل متسارع على امتداد الخريطة السورية، خلال العامين الماضيين، استطاع التنظيم الحفاظ على جيب هجين آخر معاقله شرق الفرات، ولا يزال يدافع عن نقاطه بشراسة، لينتقل مؤخرًا من الدفاع إلى الهجوم.

استهل تنظيم “الدولة” ظروف المناخ المتقلب والخبرة العالية في صفوف مقاتليه الأجانب، للدفاع عن آخر جيوبه في ريف دير الزور الشرقي، ضمن المعارك التي تخوضها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لطرد التنظيم من المنطقة، رغم الكثافة القتالية المدعومة بطيران التحالف الدولي.

أسباب تعرقل تقدم “قسد”

بررت “قوات سوريا الديمقراطية” بطء تقدمها على حساب نقاط “التنظيم” في منطقة هجين شرق دير الزور، بأسباب تتعلق بكثرة الألغام والخنادق التي تعيق التقدم، والخبرات القتالية لمقاتليه الأجانب، إلى جانب الظروف المناخية وخاصة العواصف الرملية، التي يستغلها التنظيم في هجماته والتهرب من ملاحقات طيران الاستطلاع.

وبحسب ما قال القيادي في “قسد”، ريدور خليل، لوكالة “فرانس برس” قبل أسبوعين، فإن “العمليات العسكرية في هجين ستستغرق وقتًا أطول من المتوقّع”، مضيفًا أن تنظيم “الدولة” يستفيد كثيرًا من الظروف المناخية، بما في ذلك العواصف الرملية، وأن “ذلك ساعده على الفرار من طائرات الاستطلاع ووسائل مراقبة أخرى”.

وأوضح خليل أن مقاتلي التنظيم “حفروا خنادق وأقاموا عوائق ووضعوا متفجرات، وهو ما يعيق تقدم قوات سوريا الديمقراطية”، لافتًا إلى أن معظم الجهاديين هم من “الأجانب”، في إشارة إلى مقاتلي التنظيم الأجانب الذين تجمعوا في آخر جيوبه على الحدود السورية- العراقية، بعد انحسار معظم مناطقه العام الماضي.

وفي ذات السياق، أكدت المتحدثة باسم حملة “عاصفة الجزيرة”، ليلوى العبد الله، أن ما يعيق تقدم “قسد” هي الكميات الكبيرة من الألغام المزروعة في المنطقة، واستخدام التنظيم للمدنيين كدروع بشرية خلال هجماته، موضحةً أن تنظيم “الدولة” شن في الأيام الماضية هجمات على مواقع “قسد”، مستغلًا تلك الأسباب مع استغلال الظروف المناخية.

وطوال الأيام الماضية تحدثت “قسد” عن تقدمها في المنطقة على مختلف المحاور، لكن الأمر اقتصر على الأمتار بعيدًا عن التقدم الكبير واسع النطاق.

من الدفاع إلى الهجوم

وفي ظل العمليات العسكرية المتواصلة ضد تنظيم “الدولة” من أربعة محاور، شن الأخير عددًا من الهجمات على مواقع “قسد” خلال الأيام الماضية، منتقلًا من أسلوب الدفاع إلى الهجوم في محاولة لإعادة السيطرة على النقاط التي خسرها مؤخرًا، وأبرزها السوسة وباغوز فوقاني.

وعرضت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم السبت، 27 من تشرين الأول، صورًا لعناصر من “قسد”، قتلوا في أثناء الهجوم على مواقعهم في منطقة الشعفة والسوسة، وأعلنت مقتل أكثر من 40 عنصرًا وأسر آخرين من “قوات النخبة”.

وعلى خلفية الهجمات قصف التحالف الدولي مدينة هجين والقرى المحيطة بها بالفوسفور الأبيض، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، بحسب ما قالت شبكات محلية بينها “فرات بوست”.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية ينحصر نفوذ تنظيم “الدولة” في سوريا حاليًا في جيبين، الأول يمتد من ريف حمص الشرقي حتى بادية دير الزور، والآخر في منطقة هجين بريف البوكمال، وتتركز العمليات العسكرية لـ “قسد” تجاه جيب هجين على أربعة محاور هي: هجين، الشدادي، الكسرة، الباغوز.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة