فنانة أمريكية تحمل قضية المعتقلين السوريين إلى “مؤتمر السلام”

camera iconالتشكيلية ديانا ويمار خلال مشاركتها في مؤتمر "بناء السلام"- تشرين الأول 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

على هامش مؤتمر “بناء السلام” العالمي، فردت الفنانة التشكيلية الأمريكية، ديانا ويمار، طاولة خاصة بها، عرضت من خلالها مفهوم السلام ولكن من وجهة نظر بعيدة عن توقعات المشاركين بالمؤتمر وتصورهم لفكرة السلام ذاتها، حين اختارت المعتقلين السوريين عنوانًا لأعمالها الفنية المعروضة.

في الفترة بين 29 و31 من تشرين الأول الماضي شهدت مدينة بيلفاست الإيرلندية مؤتمر “بناء السلام” العالمي، بحضور عدد من الفنانين والتشكيليين والإعلاميين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، لمناقشة فكرة السلام من وجهة نظر كل منهم.

الفنانة الأمريكية قررت عرض أعمال فنية جسدت من خلالها معاناة المعتقلين في سجون النظام السوري محاولة تعريف الرأي العام العالمي بقضية التغييب القسري، التي أصبحت طي النسيان في صفحات الملف السوري، على حساب قضايا السياسة والعسكرة وتصفية الحسابات الدولية.

تقول ديانا ويمار لعنب بلدي إنها قدمت ثلاثة مشاريع لها علاقة بالشأن السوري على طاولتها، ومن بينها قطعة من قميص قماشي عليها أسماء معتقلين مغيبين في سجون النظام السوري، تلك القطعة التي هرّبها الناشط السوري منصور العمري من معتقلات المخابرات السورية.

وكان العمري هرّب، عند خروجه من المعتقل عام 2013، قطع قماش من قميص كتب عليها أسماء 80 معتقلًا في الفرقة الرابعة بالدماء والصدأ باستخدام عظام الدجاج.

لكن الفنانة الأمريكية لم تعرض قطعة القماش الأصلية، بل أعادت نقشها على قطعة قماش أخرى، حيث كتبت أسماء المعتقلين والأماكن التي ينحدرون منها بالإضافة إلى أربعة أرقام هواتف تعود لمعتقلين، كما نقشت مقالًا لصحيفة “نيويورك تايمز” على قطعة قماش، يتحدث عن الناشط السوري منصور العمري وقضية المعتقلين.

بالإضافة إلى ذلك عرضت ويمار منسوجات وأعمالًا فنية خُطت بأيدي أطفال سوريين، ضمن مشروع “مساحة مفتوحة للفنون“، الذي أطلقته منظمة “بيلد أب”، لتدعم من خلاله أعمالًا فنية تعود لأطفال داخل سوريا.

وعن تفاعل الزوار، قالت ديانا إنهم أبدوا رغبة في الاطلاع على فكرتها وقرأوا المقال الذي يتحدث عن المغيبين قسريًا في سجون النظام السوري، مشيرة إلى أنها أخبرتهم أن القطعة الأصلية للقميص معروضة في متحف “هولوكوست” بالولايات المتحدة.

“كانت مشاركتي فرصة لتعريف الناس بالقضية السورية، وتذكير الآخرين بالإنسانية من خلال الفن اليدوي”، تقول ديانا.

وأضافت لعنب بلدي أنها قررت الحديث عن تلك القضية حين سمعت تقريرًا عبر إذاعة “NPR” الأمريكية، يتحدث عن وجود آلاف المعتقلين المغيبين في أفرع المخابرات السورية، يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب.

وبقيت قضية المعتقلين في سوريا محط جدل في المباحثات والمؤتمرات الدولية الباحثة عن حل سياسي، وسط مطالب بتحييدها وإبعادها عن أي تسويات سياسية، دون إحراز أي تقدم في هذا الملف.

ومع غياب الأرقام الرسمية، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وجود 118 ألف معتقل سوري بالأسماء، لكن التقديرات تشير إلى أن العدد يفوق الـ 215 ألف معتقل، 99% منهم موجودون في معتقلات النظام السوري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة