أوبئة وخسائر تلاحق موسم الصبّار في درعا

camera iconموسم الصبار في ريف درعا الغربي بعد أن أصابه وباء المن القطني 1 تشرين الثاني 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

تعرض موسم الصبار في محافظة درعا هذا العام إلى خسائر تهدد بانقراضه، نتيجة وباءٍ ضرب شجيراته، وتسبب بتلف المحصول.

الصبار المعروف بـ “التين الشوكي” ينتشر بكثرة في أرياف درعا وخاصة الغربية، ويعد من الفاكهة الصيفية المميزة، كما أنه يعتبر محصولًا اقتصاديًا يعول عليه مزارعوه وخاصة أنه سهل الزراعة.

وتسهل زراعة الصبار لعدم حاجته للعناية كبقية الزراعات، وبما أنه نبات شوكي فهو يتأقلم بشكل كبير مع عوامل الأرض والطقس وتحمله للعطش، والأهم من ذلك أنه لا يحتاج للحراثة والتسميد وينسجم مع الترب والمناطق الوعرة إذا توفر له القليل من الماء.

إلى جانب أن ذلك النبات يدر أرباحًا جيدة على أصحابه، عدا عن استعماله كسياج للمباني والأراضي الزراعية بخضرته الجميلة وصلابته طوال فصول العام.

وأدى الوباء الذي حل بالموسم إلى ارتفاع أسعاره بشكل كبير حتى وصل سعر الكيلو إلى 1500 ليرة بعد أن كان 150 العام الماضي، رغم الطلب الواسع للحصول على هذه الفاكهة.

حشرة المن القطني سبب الوباء

يعود السبب الرئيسي للوباء إلى انتشار حشرة المن القطني مع نهاية العام الماضي، وانتشارها بشكل أوسع خلال العام الحالي، كما يقول لعنب بلدي أحد المهندسين، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية.

ويضيف المهندس أن حشرة المن القطني وهي حشرة قشرية تتغذى على ساق الصبار وأوراقه، فتكت بالمحصول بشكل شبه كامل، ويتابع، “كان بالإمكان رشه بالمبيدات الحشرية بشكل دوري لتفادي الضرر نسبيًا”.

وكانت الحشرة فتكت بمحصول الصبار في لبنان العام الماضي، لينتقل وباؤها إلى منطقتنا بشكل كبير هذا العام، بحسب ما يقول المهندس.

وتتكاثر الحشرة بشكل سريع، وتضع ملايين البيوض على ألواح الصبار بالرغم من مقاومة النبات الشوكي للأمراض وتغيرات الطقس وآفاته.

وتظهر معالم المرض مع فتح الثمرة ليخرج منها سائل بلون أحمر، ما أدى إلى مخاوف لدى الناس من تناولها خوفًا من انتقال العدوى إليهم، ما عاد على المزارعين بخسائر إضافية.

المزارع أبو حسين من ريف درعا الشرقي، يروي لعنب بلدي أنه لاحظ منذ بداية الموسم هذا الصيف بقعًا بيضاء تشبه ذرات الثلج متفشية بشكل كثيف في شجيرات الصبار، ليبدأ بعدها تغير لون النبات مع ظهور أعراض المرض على ثماره، كما يقول.

ويتابع المزارع الذي يمتلك أرضًا زراعية تقدر مساحتها بثلاثة دونمات، “رغم رش المحصول أكثر من مرة لكن قوة المرض فتكت بالمحصول بشكل كامل حتى أصبحت شجيرات الصبار حطامًا”.

سياج أخضر

من جهة أخرى، تستعمل شجيرات الصبار أيضًا كسياج للأراضي الزراعية، ونظرًا لارتفاعها وخضرتها طول العام، إلى جانب الشوك الذي يغطيها، فإن جذروها لم تتأثر بالوباء الذي أصابها، بما يعطيها فرصة لاستعادة نموها في العام المقبل، بحسب ما قال المزارع محمد الخالدي.

ويضيف الخالدي لعنب بلدي أن متابعة العناية بالنبتة ورش المبيدات اللازمة، كفيل بعودتها مجددًا في العام المقبل.

ويأمل الشاب الأربعيني بأن يعود سياج أرضه، كما كان في عهده القديم بما يعيد السور الأخضر لبستانه من جهة، ويعود عليه بإنتاج جيد من الثمار، مشيرًا إلى أنه سيتابع تعليمات الاختصاصيين برشها بالمبيدات الوقائية مع العناية الأخرى التي يحتاجها النبات الشوكي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة