مدارس ريف حماة دون كتب.. طلاب يكتبون مناهجهم

camera iconتعليم الطلاب في إحدى الخيم بريف حماة دون كتب مدرسية(عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حماة – إياد عبد الجواد

يضطر نادر الإبراهيم، وهو طالب في الشهادة الإعدادية في ريف حماة، للاستعانة بأحد زملائه الذي يبعد عن منزله قرابة 500 متر في منطقة شحشبو، لاستعارة أحد الكتب.

يكتب نادر (15 عامًا) وظائفه ويراجع دروسه لساعة واحدة، ثم يعيد الكتاب لصديقه، معبرًا عن معاناته وصعوبة التحضير لامتحانات الشهادة بهذه الطريقة.

تعاني العملية التعليمية في أرياف حماة من صعوبة في تأمين الكتب المدرسية مع بداية العام الدراسي.

ويوجد في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة أكثر من 15 ألف طالب يتوزعون على 76 مدرسة، بحسب ما قاله رئيس دائرة الامتحانات في مديرية تربية حماة الحرة، مروان حمادة، لعنب بلدي.

أنشئت مديرية التربية والتعليم في محافظة حماة الحرة عام 2013، وضمت العديد من المدارس في ريف حماة، وأجرت أول دورة امتحانية للعام الدراسي 2013-2014.

قلة الكتب بسبب ضعف الإمكانيات

وازداد عدد الطلاب في العام الدراسي الحالي، مع موجات النزوح إلى المنطقة وعودة الهدوء إلى الحزام المقابل لمناطق سيطرة قوات الأسد، الأمر الذي تسبب بأعباء كبيرة، من أهمها تأمين الكتب المدرسية لأغلب الطلاب، لأسباب عدة من أهمها ضعف الإمكانيات المقدمة للمديرية، وعدم وجود جهة أو مؤسسة تتحمل نفقات طباعة الكتاب المدرسي.

وأشار رئيس دائرة الامتحانات إلى أن لدى المديرية مخزونًا احتياطيًا من الكتب، وقد تم توزيعها على المدارس والطلاب بشكل عادل رغم قلتها وعدم كفايتها للعدد المطلوب.

تواصلت المديرية مع وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، ومع عدد من الجهات والمنظمات الداعمة للعمل التربوي كمؤسسة “مداد” ومنظمة “GIZ” وغيرهما من الجهات المعنية، للعمل على تأمين الكتب المدرسي، أو تقديم الدعم المادي لطباعتها في المديرية، بحسب حمادة، لكن لم يتم ذلك حتى الآن.

وبالرغم من وعود بتقديم المساعدات، ما زالت المديرية في حالة الانتظار.

العجز عن تأمين الكتب، رافقه عجز عن شرائها من قبل العائلات أيضًا بسبب عدم توفرها في المناطق القريبة من أرياف حماة، إضافة إلى غلاء سعر طباعتها في المطابع الخاصة، وهذا ما يشير إليه إبراهيم رمضان، وهو أب لأربعة أطفال في سن الدراسة.

طلاب يكتبون مناهجهم

غياب الكتاب المدرسي يجبر الطلاب على كتابة الدرس على الدفتر، إذ يلخص المعلم الدرس ويمليه على الطلاب، بحسب حمادة، الذي اعتبر الطريقة غير تربوية وتستغرق وقتًا وجهدًا من المعلم والطالب معًا.

حسين الهاشم، أحد المعلمين في مدارس المنطقة، قال إنه لا يمكن الاستغناء عن الكتاب سواء للمعلم أو الطالب، لأن المعلم بحاجة إلى تحضير المعلومة الموجودة في الكتاب، قبل تقديمها للمتعلمين، الذين تجب عليهم مراجعة المعلومة خارج المدرسة.

وقال الهاشم إن المعلم يعتمد الكتابة على السبورة والطريقة الحوارية مع الطلاب، وهذا الطريقة ناقصة ولا تعطي النتائج الإيجابية خاصة للمرحلة الابتدائية، التي تعتمد على الذاكرة القريبة ويتوجب فيها وجود مرجع للمتعلم.

أما في المرحلة المتوسطة (الرابع والخامس والسادس)، فتزداد الحاجة للكتاب بسبب التوسع بالمعلومات وتخصيصها، والمتعلم بهذه المرحلة يجب أن يكرر المعلومات المطلوبة ليتقنها، إضافة إلى الواجبات التي تنمي مهارة الطالب، بحسب الهاشم، موضحًا أنه في مواد علمية كالعلوم والرياضيات لا يمكن إتقان المعلومة إلا من خلال التدريب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة