قوائم احتياط جديدة تلاحق المطلوبين في سوريا

camera iconجنود سوريون يمرون أمام لوحة لرئيس النظام السوري بشار الأسد في ذكرى عام على سيطرة قواته على مدينة حلب - 21 كانون الأول 2017 (AFP)

tag icon ع ع ع

تتواصل قوائم المطلوبين لخدمة الاحتياط في صفوف قوات الأسد بالوصول إلى شعب التجنيد في المدن السورية، رغم الحديث عن إلغائها وشطب أسماء المطلوبين.

وأفاد مراسلو عنب بلدي في دمشق والسويداء وحمص، اليوم الجمعة 23 من تشرين الثاني، أن قوائم جديدة للمطوبين للاحتياط وصلت خلال الأسبوع الماضي، إلى العديد من شعب التنجيد.

وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أصدر مرسومًا تشريعيًا، في 9 من تشرين الأول الماضي، يقضي بمنح عفو عام عن المنشقين عن جيشه والفارين من الخدمة الإلزامية والاحتياطية، شمل “كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي”.

وقال القاضي العسكري، المقدم نوار بشير إبراهيم، في لقاء على التلفزيون السوري في 29 من تشرين الأول، إن الدعوات السابقة انتهت، والأسماء شطبت وسقطت الملاحقة القانونية عن المتخلفين، لكن القيادة ستقوم بتوجيه دعوات جديدة وفق متطلبات الميدان.

لكن قوائم احتياط جديدة تحمل نحو 300 ألف اسم جديد، بحسب مصادر متقاطعة من بينهم موظفون في شعب التجنيد، صدرت بعد أيام من العفو الذي شمل المتخلفين السابقين، لتبدأ حملات الاعتقال بحق المطلوبين مجددًا في المحافظات السورية.

وفي السويداء، قال مراسل عنب بلدي، إن قوائم جديدة وصلت إلى المدينة، تحمل جميع الأسماء التي حملتها القوائم القديمة، وطالت فئات بعمر 36 عامًا كمطلوبين لخدمة الاحتياط.

وأضاف المراسل أن جميع من شملهم العفو السابق عن خدمة الاحتياط عادت أسمائهم مجددًا للالتحاق بصفوف الجيش، مشيرًا إلى أن نحو 80 شابًا سلموا أنفسهم طوعًا بعد صدور العفو قبل أسابيع.

ويقدر ناشطون في المحافظة أن عدد المتخلفين عن الخدمة بشقيها الإلزامي والاحتياطي يصل إلى 40 ألفًا، وهي أرقام غير رسمية، لم تستطع عنب بلدي التحقق منها.

تخبط وقرارات عشوائية

وفي دمشق وريفها، عادت قوائم الاحتياط الجديدة لتهدد سلامة فئة الشباب وتكبل تحركاتهم، بعد أن بات معظمهم مطالبين بتسليم أنفسهم لشعب التجنيد التي تلقت آلاف الأسماء الجديدة خلال الأسبوع الماضي.

وأفاد مراسل عنب بلدي في دمشق، أن شعب التنجيد في العاصمة وريفها تلقت قوائم جديدة لآلاف المطلوبين للاحتياط من أعمار مختلفة، دون ملاحظة اعتقالات تعسفية في هذا الصدد.

كما يصعب على المطلوبين التنقل بين الأحياء والبلدات، نتيجة تعرضهم للاعتقال عند أول حاجز أمني، بحسب المراسل.

وتحدثت شبكة “البادية 24” قبل يومين، عن قوائم مطلوبين للخدمة الاحتياطية “يقدر عددهم بنحو 800 اسم”، وصلت إلى ناحية جيرود في القلمون الشرقي، بهدف تبليغ المتخلفين في المنطقة.

وفي هذا الصدد، انتقد عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة حماة، وضاح مراد، السياسة المتبعة تجاه قوانين الاحتياط الأخيرة، والملاحقات الأمنية التي تطال المطلوبين في شوارع العاصمة.

وفي تسجيل مصور نشره عبر صفحته في “فيس بوك”، الأربعاء الماضي، قال مراد في أثناء جلسة لمجلس الشعب، إن حملات القبض على المطلوبين لخدمة الاحتياط مازالت متواصلة في سوريا، رغم صدور عفو “شامل” عن جميع المطلوبين.

وأضاف، “نتفاجأ بأن المطلوبين يقبض عليهم من الشارع رغم  صدور قرار العفو الجديد والذي مدته أربع شهور”، وتابع “نزلت قوائم جديدة قبل أن يجري المتخلفين التسوية اللازمة حول الاحتياط”.

مراد وصف القرارات الأخيرة بـ “العشوائية وغير المدروسة”، وشكك بمن أصدرها متسائلًا، “هل هي لتأليب الرأي العام ضد الدولة”، بحسب تعبيره.

وكان نائب مدير إدارة القضاء العسكري يزن الحمصي أوضح، بعد أيام من قرار شطب الاحتياط، أن مرسوم العفو الأخير لمرتكبي جرائم الخدمة العسكرية شمل شريحتين من المجتمع السوري، الأولى المدنيون وهي مقسومة إلى قسمين، من أدوا الخدمة الإلزامية وسرحوا منها، والثاني من لم يساقوا بعد إلى هذه الخدمة وهؤلاء المقصودون بمرتكبي جرائم قانون الخدمة.

وتشمل الشريحة الثانية، وفق الحمصي، مختلف الرتب والجرائم المشمولة بأحكام هذا المرسوم والمرتكبة من قبلها وهما جرما الفرار الداخلي والخارجي.

وأثار صدور المرسوم ومن ثم التعليمات التنفيذية له، حالة من الاستهجان بين المدنيين الذي يؤدون الخدمة الاحتياطية منذ سنوات، إذ طالبوا بتسريحهم، بعد سنوات الخدمة الطويلة، بدل أن تلغي طلبات الاحتياط.

ومنذ عام 2014، بدأ النظام السوري بإرسال دعوات احتياطية للشبان الذين لم تتجاوز أعمارهم 42 عامًا، ما دفع البعض إلى مغادرة سوريا عن طريق “التهريب”، في حال وجود تعميم لأسمائهم على المداخل الحدودية، أو المغادرة بشكل نظامي قبل أن يتم تعميم أسمائهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة