كيماوي دوما وحلب.. ذرائع واتهامات روسية والأسباب واحدة

سيارة تابعة للشرطة الروسية في مدينة دوما - 14نيسان 2018 (ruptly)

camera iconسيارة تابعة للشرطة الروسية في مدينة دوما - 14نيسان 2018 (ruptly)

tag icon ع ع ع

عرقلت روسيا فريق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية المتوجه إلى مدينة دوما بمهمة الوقوف على ضربات كيماوية تعرضت لها المنطقة شرق العاصمة السورية دمشق، في 7 من نيسان الماضي، لكنها حددت في أقل من 24 ساعة المنطقة التي انطلقت منها “القذائف المحشوة بالمواد الكيماوية” التي استهدفت أحياء من مدينة حلب.

وأعلنت بشكل سريع عن النتائج الأولية للفحوصات التي “أجرتها على المصابين”، على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، الذي قال، الأحد 25 من تشرين الثاني، إن مجموعات من وحدات الحماية الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية التابعة للقوات الروسية في سوريا، بدأت فحص المصابين وتقديم المساعدة لهم، ومراقبة الوضع في المنطقة المستهدفة بـ”الكيماوي”.

وأوضح كوناشينكوف أن “البيانات الأولية تؤكد نظرًا إلى أعراض التسمم عند الضحايا، أن القذائف التي أطلقت على المناطق السكنية في حلب معبأة بغاز الكلور”.

كيماوي دوما والعبث الروسي

استهدفت قوات الأسد المدعومة روسيًا مدينة دوما، في 7 من نيسان الماضي، بقذائف صاروخية تحمل غازات سامة، وفق منظمة “الدفاع المدني”.

وقالت المنظمة في بيان مشترك مع الجمعية الطبية السورية (سامز) إن 42 شخصًا قتلوا بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 500 شخص نتيجة تعرضهم لغاز سام.

ووفق البيان، فإن الأعراض المشتركة بين الضحايا تشير إلى حالات اختناق بغاز سام، وترجح المظاهر السريرية أن يكون الغاز المستخدم أحد مركبات الفوسفور العضوية.

سارعت روسيا إلى نفي تلك “الادعاءات”، وتنفيذ اتفاق دوما مع فصيل “جيش الإسلام” لإخلاء المدينة من المقاتلين الراغبين في الخروج إلى الشمال السوري، كما سارعت إلى دخول المنطقة قبيل انقضاء الاتفاق وانتهاء عملية “التهجير القسري”.

وزارت القوات الروسية المنطقة المستهدفة بالكيماوي، وعرقلت دخول لجنة المفتشين الدوليين، بذريعة ضرورة حل قضايا أمنية في دوما قبل بدء الخبراء بمهامهم، قبل أن تنفجر سيارتان مفخختان على بعد كيلومتر واحد من مكان الاستهداف، فيما بدا محاولة لتأخير دخول لجنة المفتشين.

وعقب الحادثة، أصدرت الخارجية الفرنسية بيانًا رجحت فيه إخفاء الأدلة على استخدام النظام السوري للكيماوي في دوما، ودعت الخارجية في بيانها، في 17 من نيسان، إلى السماح للمفتشين الدوليين بالخروج الفوري إلى مدينة دوما وتحري الحقائق بشكل كامل.

واتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بتأجيل دخول الخبراء لطمس معالم الكيماوي في مدينة دوما، إلا أن روسيا آنذاك قالت إن الضربة الثلاثية التي شنها الغرب ضد نظام الأسد هي التي عرقلت عملهم.

نتائج فحوصات الكيماوي في حلب ودوما

بعد أقل من 24 ساعة على الاستهداف المزعوم في حلب وتوجيه أصابع الاتهام للمعارضة، أعلنت روسيا عن قضائها على المجموعات التي استهدفت المنطقة بالقذائف المحملة بـ”الغازات السامة”.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه استنادًا إلى المعلومات الاستخباراتية أغارت طائراتها على مواقع التي انطلقت منها تلك القذائف بعد تحديدها، “فضلًا عن رصد دلائل على تحضير المسلحين لتكرار الهجوم الكيماوي انطلاقًا من إدلب”.

بينما استغرقت نتائج التحقيق في حادثة دوما والتي اتهم النظام بالضلوع خلفها، شهرًا كاملًا، وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تقرير صادر بعد أربعة أشهر إن مواد كيماوية مختلفة معالجة بالكلور استخدمت في مدينة دوما.

وبحسب التقرير، الصادر في 6 من تموز، قالت المنظمة إن بعثة تقصي الحقائق التي دخلت إلى دوما في نيسان الماضي عثرت على عينات من مواد كيماوية عضوية مختلفة استخدم الكلور في معالجتها، أخذت من موقعين اثنين داخل المدينة.

ولم يحدد التقرير المتورطين في استهداف دوما بالكيماوي، على عكس التحقيقات الروسية السريعة في حادثة حلب.

روسيا ودعاية الكيماوي

منذ عقدها العزم على الهجوم على محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وقبل اتفاقها مع تركيا الموقع في مدينة سوتشي الروسية، واصلت التصريحات الروسية اتهام “هيئة تحرير الشام” و”الخوذ البيضاء” بنقل شحنات كيماوية بخطوط معقدة بين مدن وبلدات إدلب دون دليل علني.

وقال رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، الجنرال فلاديمير سافتشينكو، في 15 من أيلول الماضي، إن مسلحين من “هيئة تحرير الشام” نقلوا حاويات تحمل غاز كلور إلى بلدة بسنقول الواقعة بالقرب من مدينة جسر الشغور في الريف الغربي لإدلب.

تلك التصريحات جاءت بالوقت الذي نفى فيه وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، امتلاك المعارضة السورية لأي سلاح كيماوي، وقال، “الحقائق لا تدعم تأكيدات روسيا بهذا الخصوص”.

وأضاف ماتيس أن “حكومة الأسد على النقيض لها تاريخ في استخدام مثل هذه الأسلحة، فيما يبدو أن هذه الحجة الروسية لشن الهجمات المخطط لها على مناطق المعارضة”.

وقال رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات”، نصر الحريري، إن هذا الاستهداف لاتهام الثوار واستخدام ذلك “ذريعة” من قبل النظام السوري وحلفائه من أجل فتح عمل عسكري في شمالي سوريا والابتعاد عن أي استحقاق للعملية السياسية.

وأضاف الحريري أن لديه معلومات حول أن النظام السوري هو من أطلق قذائف محملة بالكلور استهدف بها أحياء حلب.

وبين ادعاءات روسيا والنظام واتهاماتها للمعارضة بالضربة، فإن توقيتها قبل أيام من مؤتمر أستانة المقرر عقده في 28 من تشرين الثاني الحالي، يعني أن تلك الاتهامات قد تقوض المسار السياسي، كما حدث في دوما حينما استطاعت روسيا الضغط على المعارضة وإجلائها من المنطقة والسيطرة عليها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة