مشروع مناهضة التمييز العنصري يصل إلى مدينة الرقة

camera iconورشة تدريبية لمركز أريدو في مدينة الرقة - 23 تشرين الأول 2018 (صفحة المركز في فيسبوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

بعد تجربته في مدينة القامشلي خلال العام الماضي، يعمل مركز “آريدو للمجتمع المدني والديمقراطية”، على تنفيذ مشروع مناهضة التمييز العنصري في مدينة الرقة، مطلع العام المقبل.

ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على ظاهرة التمييز العنصري بجميع أشكاله، من خلال التعريف به وبالحلول الممكنة لمناهضته، وكيفية التصدي له بالوسائل السلمية والتفاعلية الممكنة.

ويأتي العمل على إقامة المشروع، بعد افتتاح فرع للمركز في مدينة الرقة قبل شهرين وإقامة عدة ورشات، نتيجة حالة الاستقرار في المدينة بعد طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في 17 من تشرين الأول 2017.

وتتهم السلطات الحاكمة في المنطقة بسياسات تفرقة على أساس عرقي بين المكونين العربي والكردي، وهو ما ترجم إلى مظاهرات متكررة على مدار الأشهر الماضية في الرقة ترفض هذه السياسات.

مناهضة التمييز العنصري حاجة ضرورية

المشروع يعتبر حاجة ضرورية، لأن المجتمع السوري أصبح يعاني من التطرف والتمييز العنصري على عدة سياقات وخاصة السياق الديني والقومي الذي تبرز به فكرة التطرف، بحسب ما قاله مدير مركز “آريدو”، غاندي سفر سعدو، لعنب بلدي.

ومن المخطط تنفيذ المشروع في مدينة الرقة في كانون الثاني المقبل، بحسب سفر سعدو، الذي أوضح أنه سيتضمن ورشات توعية وتدريب على مفهوم التمييز العنصري وسلبياته وآليات محاربته، وطباعة بروشورات توعية لتوزيعها على السكان في المدينة.

كما ستعرض أفلام سينمائية تتحدث عن التمييز العنصري وتسلط الضوء على أبرز الشخصيات العالمية التي حاربته، إضافة إلى إقامة ندوات جماهيرية يحضرها أشخاص مؤثرون في المجتمع، من أجل إقامة حوار مجتمعي حول الآليات التي يمكن العمل عليها لمحاربة هذه الظاهرة في المدينة.

وتنطلق الأمم المتحدة من شعار “يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق“، ليكون مقدمة للقانون الدولي الإنساني، وتقول إن التمييز العنصري يبدأ من حرمان الأفراد من مبادئ المساواة وعدم التمييز الأساسية إلى تغذية الكراهية الإثنية التي قد تؤدي إلى الإبادة الجماعية، موضحة أن العنصرية والتعصب يعملان على تدمير حياة المجتمعات.

وأشار مدير مركز “آريدو” إلى أنه حتى الآن لا يوجد أي داعم للمشروع، وإنما سيبدأ بشكل تطوعي من قبل المركز، على عكس المشروع المماثل الذي أقيم في مدينة القامشلي في أيار 2013، تحت عنوان “لا تكن جرحًا”، والذي كان مدعومًا من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.

ثلاثة نشاطات رئيسية للمركز

تأسس مركز “آريدو” في أيار من عام 2013، ورعى عدة نشاطات في محافظة الحسكة شمالي سوريا، ويُعرّف نفسه بأنه مؤسسة اجتماعية مستقلة غير ربحية، تهدف إلى دعم ونشر ثقافة المجتمع المدني ضمن مختلف شرائح المجتمع السوري، ويضم مختلف مكونات المنطقة الدينية والقومية من عرب وكرد وآشوريين وسريان.

يبلغ أعضاء المركز حاليًا 37 شخصًا، ولا يتبع لأي جهة سياسية، في حين يعتمد دعمه على تقديم مشاريع للمنظمات المانحة.

ويقوم المركز بنشاطات رئيسية تتمثل بثلاثة محاور، بحسب غاندي سفر سعدو، الأول هو التوعية المجتمعية ونشر ثقافة العمل المدني، والثاني تنمية قدرات الشباب في مجالات العمل المدني ومجال التنمية الأخرى مثل الحاسوب وبرامج الكمبيوتر أو البرامج الإدارية، أما المحور الثالث فيتعلق بتسليط الضوء على موضوع المؤسسات وأنظمة الحكم والدستور والبرلمان.

ونظم المركز عدة نشاطات في مدينة الرقة، أولها كان إقامة ورشة إعلامية لمدة أربعة أيام لتسليط الضوء أكثر على واقع المدينة والخدمات المطلوبة في المنطقة، خاصة أن نسبة الدمار في الرقة عالية جدًا، فتم تدريب مجموعة من الشباب والإعلاميين المهتمين من قبل متدرب متخصص.

وتُظهر بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من عشرة آلاف مبنى في الرقة دمرت أو تضررت خلال المعركة في 2017.

وعن تجاوب الأهالي في المنطقة مع هذه الورشات، قال مدير المركز إن هناك حالة من “الجوع” بين الأهالي لمثل هذه المواضيع، بسبب فترة كتمان ومعاناة طويلة عاشها الأهالي خلال وجود تنظيم “الدولة”، ما انعكس حاليًا باهتمام مباشر من قبلهم من أجل معالجة هذه القضايا وعدم تكرار التجربة السيئة التي عاشتها المدينة.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة