سبع سنوات على صفقة 48 أسيرًا إيرانيًا.. ماذا حدث؟

الأسرى الإيرانيين الذين كانوا في الغوطة الشرقية في عام 2012 (فصيل لواء البراء)

camera iconالأسرى الإيرانيين الذين كانوا في الغوطة الشرقية في عام 2012 (فصيل لواء البراء)

tag icon ع ع ع

مرت سبع سنوات على إعلان إتمام صفقة تبادل الأسرى الإيرانيين الذين كان يحتجزهم فصيل “لواء البراء” في الغوطة الشرقية، بوساطة قطرية.

برز “لواء البراء” كطرف وحيد مفاوض ومتخذ لقرار إتمام الصفقة من جهة وإيران من جانب آخر وجمعية “IHH” التركية والحكومة القطرية كجانب وسيط في المفاوضات.

وأتمت الصفقة بالإفراج عن ما يزيد على 2000 معتقل من سجون النظام السوري، وفق ما أعلن الفصيل حينها، بالإضافة مبلغ مالي وصل إلى الفصيل عن طريق الوسيط القطري يقدر بنحو 48 مليون دولار، رغم نفي قائد الفصيل حينها، عبد الناصر شمير، وهو نقيب منشق عن قوات الأسد، هذه الأرقام.

ولم يعلن الفصيل عن أسماء المعتقلين الذين أفرج عنهم النظام السوري، ما جعل الشكوك تحوم حول دقة تلك الأرقام، والتي ذكرها قائده في أكثر من تصريح.

بدأت الحادثة حينما أسر القائد المعروف في منطقة الغزلانية في الجزء الجنوبي الشرقي للغوطة الشرقية “أبو خالد الغزلاني” 48 إيرانيًا جلهم من العسكريين، في آب من عام 2012، عندما قام باستدراج حافلة كانت تقلهم على طريق المطار باتجاه “الأماكن المقدسة” التي يحجون إليها في العاصمة دمشق.

ولكن “أبو خالد الغزلاني” الذي كان يتبع لفصيل “أمهات المؤمنين” العامل في القطاع الجنوبي للغوطة، سلم الأسرى للنقيب شمير (قائد “فيلق الرحمن” حاليًا)، كونه ذا خبرة وصاحب اسم معروف دوليًا، لإجراء تلك المفاوضات.

وأعلن عبد الناصر شمير بعد أيام من أسر الإيرانيين عن أسر عناصر إيرانيين من الحرس الثوري الإيراني دخلوا إلى الأراضي السورية بـ “مهام قتالية”، وأبرز الفصيل هويات عسكرية قال إنها تابعة لهم.

ولكن إعلام النظام السوري نفى ما أورده الفصيل وأكدت وسائله مرارًا أن المحتجزين ليسوا سوى مجموعة من الحجاج.

المفاوضات حول الأسرى الإيرانيين استمرت لنحو خمسة أشهر، وحاول النظام السوري مرارًا اقتحام الغوطة الشرقية لا سيما مدينة كفربطنا التي كانت مدخل القطاع الأوسط الجنوبي، إلى جانب توسيع الحملة الأمنية على أبناء الغوطة الداخلين والخارجين منها واعتقال نحو 200 شخص من ضمنهم أطفال ونساء.

كما شنت الأفرع الأمنية للنظام السوري عدة حملات أمنية على منطقة الغزلانية واعتقلت كل من يمت بصلة للمقاتلين من أبناء المنطقة.

وبلغت حصيلة ضحايا قوات الأسد المستمرة طول فترة المفاوضات، نحو 50 شخصًا من ضمنهم مدنيون ومقاتلون تابعون “للجيش الحر” في كفربطنا وجسرين باستثناء عدد الضحايا الذين سقطوا في حمورية ودوما والمرج، وفق أرقام حصلت عليها عنب بلدي من “تنسيقية مدينة كفربطنا”، وعرفت المعركة الأكبر التي دارت باسم “معركة الزور”.

وقوبلت هذه الهجمات بتهديد من الفصيل بتصفية المحتجزين، بحسب تسجيل مصور نشره “لواء البراء” في “يوتيوب”.

وفي 9 من كانون الثاني 2012، أطلق سراح جميع المحتجزين، ووصلوا إلى فندق الشيراتون في دمشق، وكان بانتظارهم السفير الإيراني في سوريا آنذاك، محمد رضا شيباني.

في المقابل، أطلق النظام السوري سراح 2130 معتقلًا، بينهم 76 امرأة، وأربعة مواطنين أتراك.

وبعد سبع سنوات على إتمام الصفقة تفككت الفصائل التي شاركت في العملية، إذ حل “لواء البراء” نفسه في فصيل “فيلق الرحمن” والذي قاده شمير نفسه، وانقسمت “ألوية أمهات المؤمنين” لتندمج بين فصيلي “فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام”.

واليوم خرج أكبر فصيلين في دمشق وريفها إلى الشمال السوري بموجب اتفاقية وقعها كل فصيل على حدة مع روسيا، في نهاية آذار ومطلع آيار الماضيين، وأعاد الفصيلان تفعيل نفسيهما في مناطق ريف حلب الشمالي والغربي الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني” المدعوم تركيًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة