الليرة الهاوية تكشف الأسد المترنح

tag icon ع ع ع

هبطت الليرة السورية الأسبوع الماضي وفقًا للمصرف المركزي السوري إلى أدنى مستوى لها منذ أن طبعت أول ورقة من الليرات السورية. وجاء تراجع الليرة الأخير مدفوعًا بعدة عوامل أهمها الانكشاف الكبير لعوامل الانهيار الاقتصادي المنتظر.

وجاءت الإشارات الاقتصادية الإيرانية بطلب الضمانات السيادية من حليفهم المترنح اقتصاديًا وعسكريًا لتشكل قوة دافعة للمضاربين على الليرة، الذين اندفعوا لطلب الأخضر والتخلي عن الألف الأسدية بعد أن رفض الإيرانيون تجديد الخط الائتماني لتوريد الوقود للأسد، الذي اقترب من التجمد مع فراغ معظم خزانات الوقود من حاضنة نظام الحرامية.

وفي ذات الوقت جاء فشل الفخ السياسي الذي نصبته موسكو للإطاحة برمزية ائتلاف قوى الثورة و المعارضة السورية الذي أفلت بصعوبة من الفخ الذي تركته أمريكا يرتب بخبث في عاصمة القياصرة الروس التي تولول تحت ضغط انهيار أسعار النفط الذي صممه السعوديون لإركاع الدب الروسي الذي يرفض التخلي عن الأسد الكسيح.

كما فشلت حركة التدخل الدولاري التي شنها الأسد في الأسواق المالية اللبنانية، وأهدر جهابذة الفساد البنكي الأسدي 65 مليون دولار دفعة واحدة في السوق اللبنانية بعد أن اتهم بيروت بالمضاربة على الليرة التي تلفظ أنفاسها، ورغم كل هذا الحجم من الطلب الفوري على الليرة إلا أنها لم تستجب بالمطلق، وواصلت انهيارها مع زيادة الكلفة العسكرية لتمويل طلعات الطيران الأسدي الذي يقصف عشر محافظات سورية ثائرة على نظام الحرامية كي يعيدها بالنار إلى حكم الفساد.

وجاء منح إجازات استيراد المشتقات النفطية عن طريق القطاع الخاص ليتسبب بشكل رئيسي بالتراجع الأخير الذي شهدته الليرة نتيجة قرار حكومة الأسد منح رجالات الفساد الكبار امتياز استيراد المشتقات النفطية، مما أدى إلى نقص شديد في القطع الأجنبي وضغط بشكل كبير على سعر الصرف.

الليرة تترنح اليوم لأن الأسد ونظام الحرامية راهنوا منذ البداية على القوة العسكرية، ولم يبد أي اهتمام لإعادة السلطة إلى الشعب السوري ولم يسع إلى أي تسوية سياسية، واتبع سياسة حرق حواضن المعارضة، ولكن الأسد وحاضنة الحرامية لم يدركوا أن الشعوب لا يمكن أن تهزم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة