بحثًا عن لقمة العيش .. نساء يدخلن سوق العمل في اللاذقية

no image
tag icon ع ع ع

يواجه أهالي المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد في اللاذقية صعوبة في توفير فرص العمل، بعد احتكارها من قبل مؤيدي النظام، إضافة إلى الكثافة السكانية الناتجة عن نزوح قرابة نصف مليون نسمة من المدن السورية التي تشهد صراعًا عسكريًا وأبرزها حلب؛ مما دفع عددًا من النساء إلى القيام بأعمال شاقة لتوفير مصاريف عائلاتهم اليومية.

حي الرمل الجنوبي وهو من أكبر الأحياء المعارضة للنظام داخل المدينة، ويبلغ عدد سكانه قبل الثورة 250 ألف نسمة بالإضافة إلى احتوائه على مخيّم للاجئين الفلسطينيين في المدينة يعاني من ارتفاع نسبة البطالة وصعوبة بالغة في تأمين العمل.

وتقول أم علاء، إحدى سكان الحي، لعنب بلدي إنه بعد وفاة زوجها نهاية عام 2011 أصبحت مسؤولة عن تربية وتأمين أطفالها الخمسة دون أي مردود مالي، مما دفعها إلى صيد السمك على شاطئ البحر وبيعه بشكل يومي لمحلات الأسماك في المنطقة.

وأكدت أم علاء أن كثيرًا من النساء يعملن اليوم بـ “أعمالٍ شاقة لتوفير المال لأسرهم، مثل العمل في البناء والمحال التجارية وأسواق الخضار، مضطرين إلى ذلك بسبب غلاء المعيشة داخل المدينة وغياب الشباب عن مناطق المعارضة في اللاذقية”، موضحةً أن “معظم الشباب توجهوا إلى الريف المحرر بهدف القتال ضد قوات الأسد أو خوفًا من الاعتقالات التعسفية، بينما هاجر بعض الشباب من الطائفة العلوية هربًا من الالتحاق الاحتياطي في الجيش”.

بدورها قالت الناشطة ليال (وهو اسم مستعار لأسباب أمنية) المتواجدة داخل المدينة، إن التجار وأصحاب العمل القادمين من حلب عمدوا إلى تشغيل أموالهم واستثمارها في مناخ آمن مقارنة بباقي المناطق، مما أدى إلى ارتفاع أجرة البيوت ومتطلبات المعيشة داخل المدينة”.

لكنها أكّدت “أن حالات عمل النساء في أعمال شاقة ما زالت إلى الآن قليلة، ولكن إذا بقي الوضع على هذه الحال فإن ذلك سيجبر معظم النساء داخل المدينة على العمل بهدف كسب المال”، ما ينذر بظاهرة “ كارثية” وفق تعبيرها.

وأضافت “نظام الأسد لا يكترث إلى الأمر؛ ما يهمه فقط هو تجنيد ما تبقى من شبابه للقتال ضد قوات المعارضة، الأمر الذي يدفع مؤيديه أيضًا إلى الاستياء… المحروقات مفقودة داخل المدينة والدولار وصل إلى رقم قياسي أمام الليرة”.

يذكر أن مدينة اللاذقية تشهد أمانًا نسبيًا مقارنة بغيرها من محافظات سوريا، لكنها تعاني من انتشار ميليشيات الأسد بشكل كثيف الذين يفرضون أتاواتٍ على العمال والتجار، في حين تشهد المدينة حالات خطفٍ بهدف الحصول على فدية مادية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة