كيانات للأندية الأوروبية

الجماهير العربية.. من منصات السخرية إلى روابط مشجعين رسمية

camera iconتجمع جماهير ريال مدريد في العاصمة السورية دمشق-2017 (رابطة مشجعي ريال مدريد في سوريا)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – محمد حمص

كرة القدم لم تعد كما كانت ولن تعود فهي اليوم عابرة للقارات لا تعرف الحدود، وانتشر المشجعون العرب للأندية الأوروبية هنا وهناك، وشكلوا تحالفات وروابط، وكأن النادي هو فريق الوطن الذين ينتمون إليه.

اليوم في عصر منصات التواصل الاجتماعي، بات من السهل تشكيل كيانات تشجيعية للأندية العالمية، ولا تقتصر على فريق أو اثنين، بل أصبحت قاعدة أوسع من الاختيارين عند السؤال من تشجع: ريال مدريد أم برشلونة؟

الخيارات المتوافرة بين المشجعين العرب باتت أوسع من المعهود فانضمت إلى العملاقين الإسبانيين أندية كبيرة أخرى كيوفنتوس وليفربول وبايرن ميونخ وحتى بعض الأندية الصغيرة كريال بيتيس مثلًا.

وفي المثال الأخير (ريال بيتيس) ظهرت صفحة ساخرة تحت اسم “ريال بيتيس بالعربية” تعبر عن تشجيعها للنادي الإسباني، غير المصنف بين كبار الدوري، على الرغم من قوة الفريق وحضوره ببعض المناسبات الكبيرة.

“ريال بيتيس بالعربية”، رغم أنها صفحة عربية تشجيعية ساخرة، إلا أنها أصبحت مثالًا يستحق الدراسة كمنصة تشجيع تجمع جميع مشجعي الأندية الإسبانية.

فعند خسارة ريال مدريد مثلًا تنهض الصفحة بما لديها من إمكانيات ساخرة، توفرها جميعًا للسخرية من الكبير الإسباني لينضم إليها مشجعو الغريمين برشلونة وأتلتيكو مدريد بعبارات التهكم والسخرية، وعلى النقيض يحدث العكس تمامًا.

المشجع المتعصب لا يستطيع تحمل منشورات من هذا النوع من الصفحات كونها تسخر من كل شيء، حتى إنها تسخر من ذاتها أحيانًا ومن الفريق الذي تشجعه بالأصل أو تقول إنها موالية له.

وفي أحيان أخرى تبدأ الصفحة بمديح النادي (ريال بيتيس)، الذي تقول عنه إنه بلا أي لقب حتى اليوم، ولكن في نهاية المطاف يكتشف القارئ أن المنشور هو عبارة عن تهكم بنادي برشلونة بما فيه من كلمات خارجة عن نطاق الحياء.

وبمقابل هذه التكتلات غير الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، هناك تكتلات جماهيرية أخرى أخذت طابعًا رسميًا من الأندية التي تشجعها كروابط تشجيع ريال مدريد المنتشرة في معظم دول الوطن العربي (سوريا، العراق، لبنان، المغرب العربي، دول الخليج)، وروابط تشجيع نادي يوفنتوس الإيطالي وبرشلونة الإسباني وغيرها من الروابط التي بدأت بتجمع جماهيري صغير ثم أصبحت أكبر فأكبر وحصلت على اعتراف من النادي الذي تشجعه أعطاها طابعًا رسميًا وبعض الميزات الممنوحة للجماهير العربية كبطاقات العضوية وبعض التخفيضات والتمثيل الجماهيري خلال اللقاءات.

وعلى الضفة المقابلة، بدأت الأندية، كبارها وصغارها في القارة الأوروبية، بالعمل على منصات للتواصل الاجتماعي باللغة العربية، فلاقى هذا التوجه قبولًا لدى الجماهير العربية وازدادت متابعتها كنوع من التواصل المباشر مع النادي بعد أن كان الوصول إليه فقط عن طريق التلفاز دون اتصال.

بطبيعة الحال، كما تتصرف الأندية عن طريق منصاتها مع جماهير دولها الأم تتصرف اليوم مع الجماهير العربية من ناحية الاستطلاعات وتبادل التهنئة في الأعياد السنوية والدينية، لتخلق بذلك نوعًا من القرب يربط النادي بجماهيره في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وبذلك بات الجمهور العربي أكثر اطلاعًا على ما يحدث في أروقة النادي، ولم تعد المتابعة لأصحاب اللغات الثانية بل صار المثقف والأقل ثقافة قادرًا على الوصول إلى ما يحب من الأندية واللاعبين.

وبذكر اللاعبين، أصبح كثير من لاعبي القارة الأوروبية يعرفون أن لهم مكانة كبيرة بين الجماهير العربية، الأمر الذي دفعهم إلى المشاركة في التهنئة بالاحتفالات عبر منصاتهم المختلفة ومشاركة الردود في بعض الأحيان، والمشاركة في أعمال تضامنية وحملات إنسانية تخص المنطقة بدافع شخصي، كما في حالة الفرنسي فرانك ريبري حينما شارك بحملة الطفل السوري، كريم، الذي أصيب في الغوطة الشرقية لدمشق، أو حتى بطلب من المؤسسات الإنسانية والمنظمات الدولية كما هو الحالة لدى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والإسباني سيرجو راموس حينما أعلنوا في حملات متكررة دعمهم لأطفال الحرب السوريين.

هذا النوع من التضامن خلق قربًا بين اللاعب وجمهوره وزاد التواصل وقلص الهوة الكبيرة التي تراها الجماهير العربية باللاعب الأوروبي، أو أي لاعب يلعب في الدوريات الخمسة الكبرى.

ومن غير المستبعد أن تخلق الجماهير العربية سوقًا كبيرة لتلك الأندية في العالم العربي وتجعل بعض البطولات تنقل ألعابها إلى دول الخليج والشرق الأوسط أو الشمال الإفريقي، وهو ما حدث فعلًا لدى بعض الأندية التي افتتحت مدارس لها في المنطقة وآخرها ريال مدريد في العراق، ما يكسب تلك البطولات والاتحادات قربًا زمانيًا ومكانيًا من الساحة الجماهيرية العربية الكبيرة والكبيرة جدًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة