آمال ثقافية من صيوان ضيق في دابق بريف حلب

camera iconهنغار لإقامة الفعاليات المدنية في مدينة دابق بريف حلب - 6 نيسان 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

حينما لم يتمكن أهل بلدة دابق، في ريف حلب الشمالي، من إقامة مبنى لخدمة مجتمعهم ونشر الثقافة والوعي فيه أقاموا صيوانًا في باحة مدرسة.

الصيوان، وهو خيمة كبيرة، يتألف من صالة كبيرة بمساحة (10×8) وغرفتين صغيرتين ضمنه مساحة كل منهما (3×4)، مع قاعتين أخريين مساحة كل منهما (4×4)، يمثل بمجموعه “منتدى دابق الثقافي”.

نشاط وتطلعات نهضوية

يقوم المنتدى “بالمهمات التربوية والتعليمية والنشاطات والفعاليات التي تسهم في إعادة الأمل وتخفيف ما أفسده النظام المجرم والتنظيمات الإرهابية والانفصالية”، على حد تعبير مديره، إسماعيل محمود المحمد، الذي تحدث لعنب بلدي.

كانت البلدة مسرحًا لصراع قوىً مختلفة في الساحة السورية، مع حرص تنظيم “الدولة الإسلامية” على حيازتها، انطلاقًا من أهميتها الدينية المتمثلة بتنبؤ حديث نبوي بقيام معركة حاسمة على أرضها قبل قيام الساعة.

لكن فصائل “الجيش السوري الحر” تمكنت من طرد قوات التنظيم منها، منتصف تشرين الأول عام 2016، في إطار عملية “درع الفرات” التي شاركت فيها قوات تركية.

عقب استقرارها، مثلت الحاجة لإعادة التأهيل التعليمية والنفسية والاجتماعية الدافع لقيام “مثقفي البلدة” بإنشاء المنتدى، حسبما ذكر المحمد، الذي تنوعت فعالياته من إعداد الكوادر التعليمية، إلى إعادة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، مع إقامة الفعاليات النسوية والنفسية والطبية.

وقال محمد حمدو، الإداري في المنتدى، في حديث إلى عنب بلدي، إن رسالة المنتدى ووجهته هي “النهوض بالمجتمع” ونشر الوعي بين شرائحه، مع تعويض النقص ضمنه في جميع النواحي: الثقافية والطبية والرياضية والسياسية.

خلال ما يقارب العامين ونصف، قدم المنتدى خدماته المجانية، لأهل البلدة والنازحين إليها، بدورات متنوعة شملت تعليم اللغتين التركية والإنكليزية، ومحو الأمية، والجزء الرشيدي، والتمريض، والخط العربي بأنواعه من الرقعة والنسخ والثلث، ودورات لرفع سوية المعلمين.

كما ضم المنتدى عشرات اللقاءات والفعاليات والمحاضرات والاحتفالات، التي شملت مختلف الأصعدة وتوجهت لجميع الشرائح المجتمعية، مع تخريجه لحوالي 30 مستفيدًا من كل دورة من دوراته كل شهرين أو ثلاثة.

طموح لا تحده المصاعب

وفي حين يفرض شح الإمكانيات الحالية معاناة لا تنكر، من ضيق المكان إلى برد الشتاء وحرارة الصيف، فاقمها واقع الحرب المؤلم في المنطقة التي “أنهكتها الكروب”، حسبما قال المحمد، فإن الغاية من المشروع تذلل تلك المصاعب أمام همة العاملين في المنتدى.

“لم تزدنا هذه الظروف والمعاناة إلا إصرارًا على المضي قدمًا”، وتابع المحمد بأن أعمال المنتدى ستستمر لتلبية الطموحات والارتقاء نحو الأفضل والوصول للهدف المنشود.

وأضاف حمدو أن المنتدى يعمل على تأمين مركز خاص ضمن بناء مجهز بالصالات المطلوبة لاستمرار النشاطات.

وأنهى المحمد حديثه عن الصيوان قائلًا إن جنباته ضمت ذكريات وأعمالًا حلوة ومرة، إلا أن المستقبل سيحمل التغيير مع سعي المنتدى للتطور الدائم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة