من الدم إلى السياسة.. رجالات استقلال سوريا

tag icon ع ع ع

شهد تاريخ سوريا الحديث في بداياته، تحولات وأحداثًا سياسية وعسكرية مهمة، كان لها بالغ الأثر في مستقبل البلاد.

وكان للطبقة البرجوازية السورية التي حكمت سوريا في بدايات الاستقلال، أدوارًا مهمة للغاية في جلاء الفرنسيين عن سوريا في عام 1946.

الكتلة الوطنية، التي ضمت أبرز رجالات الاستقلال، انقسمت على نفسها لاحقًا، نتيجة اختلاف التوجهات السياسية بين أعضائها، ما أدى إلى نشوء حزبين، “الحزب الوطني” و”حزب الشعب”.

 

من هم أبرز الرجالات؟

أفضى الجلاء إلى قيام حكم مدني في سوريا، ورغم تدخلات الجيش، وقيامه بانقلابات عدة، كانت الحياة السياسية نشطة للغاية في تلك الفترة.

وهنا محطات عدد من أبرز رجالات الاستقلال في سوريا:

 

شكري القوتلي

ولد شكري القوتلي في دمشق عام 1891، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة “الآباء العازريين”، وأتم دراسته الثانوية في مكتب عنبر، قبل أن ينال شهادة الجامعة من الشاهانية في اسطنبول، قسم العلوم السياسية.

انضم في عام 1910، إلى “الجمعية العربية الفتاة”، التي كانت تناهض سياسة التتريك، ودعت لتحرير العرب.

ألقي القبض عليه إثر انتسابه للحركة، وتعرض للتعذيب، وحاول الانتحار، قبل أن يطلق سراحه.

 

بعد انسحاب العثمانيين من سوريا، أسس حزب الاستقلال، وكان معاديًا للحكم الهاشمي وبريطانيا.

ومع دخول القوات الفرنسية إلى سوريا، حكم عليه بالسجن المؤبد، فرحل إلى القاهرة، ليعود إلى سوريا إثر عفو فرنسي صدر في عام 1927، بعد أن كان أحد مؤسسي الكتلة الوطنية في عام 1925، إلى جانب هاشم الأتاسي وعبد الرحمن الشهبندر وسعد الله الجابري وسلطان باشا الأطرش وصالح العلي وغيرهم.

الرئيس الراحل شكري القوتلي (إنترنت)

الرئيس الراحل شكري القوتلي

وكان من منظمي الإضراب الستيني، وتولى رئاسة الجمهورية عام 1943، بعد تنظيم انتخابات نيابية، حصلت الكتلة بموجبها على أغلبية مطلقة، وأعيد انتخابه في عام 1948.

في 30 من آذار عام 1949، قام حسني الزعيم بانقلاب عسكري، ونفي القوتلي إلى القاهرة، قبل أن يعود إلى سوريا في عام 1954.

وتولى رئاسة سوريا في ولايته الثانية عام 1955، حتى قيام الوحدة مع مصر في عام 1958.

صودرت أملاكه بعد انقلاب البعث عام 1963 وغادر إلى بيروت، وتوفي بعد نكسة 1967 بأيام قليلة ودفن في دمشق، في مقبرة باب الصغير.

 

إبراهيم هنانو

ولد إبراهيم هنانو في بلدة كفرتخايم، في محافظة إدلب، عام 1869، وأتم فيها دراسته الابتدائية، ودرس الثانوية في حلب، قبل أن يدرس في الجامعة السلطانية في اسطنبول.

وتقلد منصب قائم مقام أرضروم، لأربع سنوات، قبل أن يعين قاضيًا للتحقيق في بلدته.

وانتخب ممثلًا لحلب في المؤتمر السوري العام في دورة 1919-1920.

ابراهيم هنانو (موقع التاريخ السوري)

ابراهيم هنانو (موقع التاريخ السوري)

بدأ هنانو بمقاومة الفرنسيين في عام 1919، بعد احتلالهم لمدينة أنطاكيا، قبل أن يقيم قاعدة عسكرية له في جبل الزاوية، وتزايد أتباعه مع كل اشتباك له مع الفرنسيين، حتى استطاع إقامة دولة حلب، وحاول الفرنسيون مفاوضته، إلا أنه رفض شروطهم.

ألقي القبض عليه في كمين قرب حماة، بعد صدور أحكام غيابية عليه، إلا أن القاضي رفض الحكم عليه في أثناء محاكمته، بدعوى شرعية الثورة السياسية التي قام بها.

تولى هنانو زعامة الكتلة الوطنية في عام 1928.

توفي في قريته، بشكل طبيعي في عام 1935.

 

سلطان باشا الأطرش

رفع سلطان باشا الأطرش، أول علم عربي في سماء سوريا، على سطح منزله في القريا، قبل وصول قوات الشريف حسين إلى دمشق، ورفعه بعدها في ساحة المرجة في دمشق.

ولد سلطان الأطرش في بلدة القريا، في محافظة السويداء، وفي 5 من آذار 1888، أعدم والده شنقًا، إثر مقاومته للهجمات التي شنها الجيش العثماني على جبل الدروز في عام 1911.

 

لحق سلطان باشا بيوسف العظمة إلى ميسلون على رأس قوة شكلها لمقاومة غزو الفرنسيين، إلا أن وصول الأخبار باستشهاد العظمة، جعلته يتوقف ويرسل رسالة شفهية مع أحد أعوانه إلى الملك فيصل يدعوه للإقامة في القريا وتشكيل الدولة هناك واستمرار المقاومة، وهذا ما رفضه الملك فيصل وغادر إلى منفاه.

هدم الفرنسيون دار سلطان بعد أن هاجمهم محاولًا تحرير أحد ضيوفه، الذي اعتقلته القوات الفرنسية، ونتيجة تذمر أهالي الجبل من ممارسات الاحتلال، بدأت الاتصالات بين سلطان الأطرش وزعامات السياسة في دمشق.

وكان ذلك إيذانًا ببدء الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي، وبدأ بشن هجمات ضارية، أوقعت الكثير من القتلى، واستمر في المقاومة حتى جلاء الفرنسيين في عام 1946، وسبق جلاءهم إخراجهم من السويداء في عام 1945.

سلطان-باشا-الأطرش-إنترنت

سلطان-باشا-الأطرش

دعا لقيام جيش عربي موحد لإنقاذ فلسطين في عام 1948، ورفض أي مناصب سياسية بعد الاستقلال.

نتيجة خلافاته مع أديب الشيشكلي، اتجه إلى الأردن، واعتقل الشيشكلي أحد أولاده، ما فجر الأمور في السويداء، وحاول أبناء السويداء تحريره، ما أدى إلى اشتباك مسلح.

توفي سلطان باشا الأطرش في 26 من آذار عام 1982.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة