الألواح الشمسية .. حلولٌ بديلة للطاقة في المناطق المحررة

tag icon ع ع ع

«لم أعد بحاجة لكهرباء الأسد»، هكذا يقول حاج مدين، وهو أحد قاطني ريف المهندسين في حلب، بعد أن ركّب ألواحًا لتوليد الطاقة الكهربائية في منزله.

يشهد الشمال السوري إقبالًا واسعًا على تركيب ألواح الطاقة الشمسية في خطوة لتحسين الوضع المعيشي، خصوصًا بعد أن تعمد النظام استهداف محطات الكهرباء وكابلات التوصيل في المناطق التي تخرج عن سيطرته من جهة، وغلاء أسعار مولدات الكهرباء والمحروقات من جهة أخرى.

أبو صابر، وهو مندوب لإحدى شركات تصنيع ألواح الطاقة الشمسية، يقول لعنب بلدي إن أسعار اللوح الواحد تتراوح بين 100 و 115 دولارًا أمريكيًا، ويقوم بتوليد كهرباء مستمرة (12 فولت بقوة 7 أمبير)، بينما تولّد الألواح المزدوجة كهرباءً تصل إلى 24 فولت بقوة 15 أمبير، بسعر يقارب 230 دولارًا أمريكيًا.

ويضيف أبو صابر أنه يبيع أكثر من 70 لوحًا كل شهر وأن الناس يزدادون إقبالًا على الشراء في الفترة الأخيرة، في ريف حلب المحرر والمناطق المجاورة.

وفي السياق يقول عبد الكريم، وهو مهندس كهرباء، إن الطاقة الشمسية من أقوى مصادر الطاقة على الأرض، «وإذا أمّنا عددًا كافيًا من الألواح فإننا نستطيع فعلًا الاكتفاء من الكهرباء بشكل كامل»، مشيرًا إلى أنه في طور دراسة لمشروع يستطيع من خلاله تصنيع الألواح بتكلفة أقل من التكلفة الحالية والتي تعتبر «باهظة» حسب تعبيره. وأكد أنه يجب على مالكي الإمكانيات والتمويل النظر في مثل هذه المشاريع التي تفيد السوريين بشكل كبير.

أبو جمال، أحد سكان مدينة كفر كرمين، يتحدث عن تجربته لألواح الطاقة الشمسية، حيث يشغل الكهرباء في منزله ليلًا نهارًا على اللوح، موضحًا أنه اشترى “رافع جهد” استطاعته 5000 شمعة يقوم بتشغيل البراد وكافة القطع الكهربائية التي تحتاج طاقة كبيرة.

يقول أبو جمال «أوفر قرابة 15 ألف ليرة شهريًا كنت أدفعهم ثمنًا لوقود المولدة وتكاليف صيانتها، وأنصح كل من يستطيع تركيب الألواح أن يشتريهم».

لكن آخرين يعتبرون شراء هذه الألواح “مضيعة للمال” كحال عبد السلام، وهو ابن قرية بشقاتين، “تركيب اللوح لا يقتصر على ثمنه، فهناك ثمن البطارية وأنفيرتر (رافع الجهد) ما يعني دفع قرابة 300 دولار تقريبًا كتكلفة بدائية، إضافة إلى تكسر اللوح حال تعرضه لأي هزة قوية أو شظية قذيفة، كما أن البطارية تحتاج إلى الصيانة من فترة إلى أخرى”.

وفي السياق يبدي أبو إبراهيم، عضو المكتب الإعلامي في لواء الشيخ عبد الله عزام، استياءه من ألواح الطاقة “اشتريت لوحًا مزدوجًا وقمت بوصل بطاريتين عليه ليشحنهم ولكن لم يعمل لأكثر من أسبوع وسرعان ما تضررت إحدى البطاريات بشكل كبير”.

في البداية كان اللوح يولد بشكل جيد، ولكن بعد الفحص تبيّن أن التيار الكهربائي يرتفع إلى 40 فولت وأحيانًا ينخفض إلى 18 فولت تبعًا للإضاءة المسلطة عليه، كما ينقل أبو إبراهيم، الذي يضيف “يتطلب ذلك منظمًا يحمي البطاريات من التلف، ويزيد تكلفة الأمر وانخفاضًا في سرعة الشحن”.

في المجمل تعتبر الاستفادة من الطاقات الكامنة كالطاقة الشمسية من أهم الخطوات التي يقبل عليها السوريون في طريقهم نحو الخروج من تحت وطأة نظام الأسد والتوجه نحو الاكتفاء الذاتي من كافة المقومات المعيشية، خصوصًا في الشمال السوري الذي يشمل أكبر المناطق المحررة في سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة