تل الحماميات.. عقدة في ريف حماة تفكّها السلالم

مقاتل من هيئة تحرير الشام في أثناء استعداده للدخول إلى تل الحماميات بريف حماة - 10 من تموز 2019 (وكالة إباء)

camera iconمقاتل من هيئة تحرير الشام في أثناء استعداده للدخول إلى تل الحماميات بريف حماة - 10 من تموز 2019 (وكالة إباء)

tag icon ع ع ع

في أواخر عام 2012 شنت فصائل “الجيش الحر” هجومًا على بلدة الحماميات وحاجزها وتمكنت من السيطرة الكاملة عليها، لكن ليوم واحد فقط، لتعود إلى نفوذ النظام السوري، الذي ظل محتفظًا بها حتى يوم 10 من تموز 2019، لتعود لصالح الفصائل العسكرية من جديد مع تلّتها “الاستراتيجية”، بعد هجوم بدأته بجميع تشكيلاتها العسكرية وعلى رأسها “الجبهة الوطنية للتحرير” و”هيئة تحرير الشام”.

وعلى مدار السنوات السبع الماضية لم تتمكن الفصائل من استعادة تلّتها “الاستراتيجية”، رغم محاولات الاقتحام المتكررة، وكان يقتصر دخولها إلى البلدة لساعات فقط، لتُجبر على العودة إلى مواقعها، تحت ضغط الكثافة النارية التي كان ينفذها الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري، إضافة إلى الضربات التي كان ينفذها مقاتلو النظام المتمركزين فوق التلة والمدفعية الثقيلة المثبتة فوقها.

السيطرة الحالية على البلدة وتلّتها تعتبر ضربة “قاصمة” لقوات الأسد وحليفته روسيا، كونها موقعًا “استراتيجيًا” مهمًا تمكن الطرف المسيطر عليها من رصد مساحات واسعة في ريف حماة الشمالي، إلى جانب التحكم بالطرق الرئيسية في المنطقة، وعدا عن ذلك ترصد قواعد ومعسكرات الروس، الموجودة حاليًا في كرناز وبريدج.

السلالم تحل العقدة

شاركت في العمل العسكري الذي أفضى إلى السيطرة على الحماميات عدة تشكيلات عسكرية، أبرزها “هيئة تحرير الشام”، “الجبهة الوطنية للتحرير”، وفصيل “جيش العزة” الذي كانت معظم محاولات الاقتحام على المنطقة مؤخرًا من نصيبه، وخسر فيها عددًا من المقاتلين والعتاد العسكري.

واتبعت الفصائل في عمليتها استراتيجية مختلفة عن الهجمات التي كانت تنفذها سابقًا، من خلال التمهيد المكثف على البلدة وتلّتها بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وتبعه دخول المقاتلين إليها برفقة سلالم، كان لها الدور الأكبر في عملية السيطرة.

وبحسب ما قال قيادي عسكري في “الجيش الحر” لعنب بلدي فإن فصائل المعارضة بدأت عمليتها العسكرية بالتمهيد المكثف على مواقع قوات الأسد، وأدخلت “الانغماسيين” في المرحلة التالية، والذين نصبوا السلالم على التلة وتمكنوا من الصعود إليها والسيطرة على الدشم التي أنشأتها قوات الأسد.

وتل الحماميات له مدخل واحد، يصعب الدخول إليه، وكانت قوات الأسد قد عملت في السنوات الماضية على تحويل أطراف التل إلى شكل جدار، لا يمكن الصعود إليه مشيًا على الأقدام، لذلك كان للسلالم الدور الأكبر في وصول مقاتلي المعارضة إلى قمة التلة.

ونشرت وكالة “إباء” التابعة لـ”تحرير الشام” تسجيلًا مصورًا، 11 من تموز 2019، عبر معرفاتها الرسمية أظهر توجه مقاتليها إلى محيط الحماميات، وبرفقتهم سلالم وضعوها في مركباتهم العسكرية، لاستخدامها في الصعود إلى التلة.

وصل محور الصخر بالجبين

بحسب خريطة السيطرة الميدانية تمكنت فصائل المعارضة بالسيطرة على بلدة الحماميات وتلّتها من وصل محوري تل الصخر والجبين.

وكانت الفصائل قد تمكنت في 6 من حزيران 2019 من السيطرة على ثلاثة مواقع “استراتيجية” في ريف حماة الشمالي هي: الجبين، مدرسة الضهرة، تل ملح، وتمكنت من الاحتفاظ بها حتى اليوم رغم محاولات الاقتحام المتكررة من قبل قوات الأسد، المدعومة من روسيا.

وقال الناطق الرسمي باسم فصيل “جيش العزة”، مصطفى معراتي لعنب بلدي إن تلة الحماميات هي تلة حاكمة، وتعبر بوابة السيطرة على بلدة كرناز “الاستراتيجية”.

وأضاف معراتي أنه وبالسيطرة على الحماميات وتلّتها تصبح منطقة كرناز مكشوفة بشكل كامل، والطرق الواصلة إلى المغير والشيخ حديد، إضافةً إلى عدد من المناطق في ريف حماة الشمالي.

وتعتبر كرناز أكبر المناطق القريبة من مدينة السقيلبية، والخط الدفاعي المهم لمنطقة محردة وريفها.

وتحيط بها ثلاث قواعد عسكرية لقوات الأسد هي المغير والحماميات وبريديج، إلى جانب حاجز قرية الصخر.

وتحتل هذه المنطقة أهمية استراتيجية باعتبارها صلة الوصل بين الريف الشمالي لحماة ومنطقة سهل الغاب في الريف الغربي، عدا عن القصف المستمر من الحواجز والقواعد العسكرية باتجاه المناطق الخاضعة للمعارضة، ولا سيما اللطامنة وكفرزيتا.

تدشيم كبير

عملت قوات الأسد في أثناء السيطرة على تلة الحماميات، في السنوات الماضية، على تدشيمها بشكل كبير، وتحصينها بالخنادق المخفية.

لكن التمهيد الكبير الذي نفذته فصائل المعارضة في عمليتها العسكرية أدى إلى تدمير معظم الدشم، وبالتالي فتح المجال أمام المقاتلين للدخول إليها.

وتتيح سيطرة الفصائل على تل الحماميات حاليًا إبعاد قوات الأسد عن كفرزيتا والصخر وقضيب البان والجبين والأربعين، والتي أقدمت مؤخرًا على الهجوم على تل الصخر ومزارع الجيسات انطلاقًا منها.

وجاء الهجوم على الحماميات وتلّتها من قبل فصائل المعارضة، بعد يوم من إطلاق عملية عسكرية ضد مواقع قوات الأسد في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي.

عناصر من هيئة تحرير الشام في أثناء توجههم إلى الحماميات في ريف حماة الشمالي - 10 من تموز 2019 (وكالة إباء)

عناصر من هيئة تحرير الشام في أثناء توجههم إلى الحماميات في ريف حماة الشمالي – 10 من تموز 2019 (وكالة إباء)

عناصر من هيئة تحرير الشام في أثناء توجههم إلى الحماميات في ريف حماة الشمالي - 10 من تموز 2019 (وكالة إباء)

عناصر من هيئة تحرير الشام في أثناء توجههم إلى الحماميات في ريف حماة الشمالي – 10 من تموز 2019 (وكالة إباء)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة