تموز ماركانا.. يلخص تاريخ البرازيل في كرة القدم

camera iconملعب ماركانا خلال إنشائه- 16 حزيران 1950 (Diário da Noite)

tag icon ع ع ع

عقب خروجه من أرضية ملعب ماركانا الشهير مطرودًا، بكى غابريل جيسوس بحرقة، بكى وكأنه أهدر مجهود فريقه الذي لم يتلقَّ سوى هدف واحد خلال ست مواجهات من بطولة كوبا أمريكا التي انتهت في تموز الحالي.

عقب المباراة قال اللاعب، “كان بوسعي تجنب الخطأ، لقد نضجت كثيرًا فيما يتعلق بانفعالاتي، ولكن الأمر يتعلق باللقب، بالمنتخب، بماركانا”.

ولكن لماذا يتعلق الأمر بملعب ماركانا؟

يرتبط الملعب ارتباطًا وثيقًا بتاريخ البرازيل في كرة القدم، وإن كانت بعض الذكريات مؤلمة في بدايتها، أي حينما خسر المنتخب البرازيلي نهائي كأس جول ريميه (مسابقة كأس العالم في مسماها السابق) سنة 1950.

يحمل ملعب ماركانا رسميًا اسم الصحفي ماريو فيليهو الذي أسهم في مقالاته، خلال أربعينيات القرن الماضي، بدعم مشروع بناء الملعب. ولكن اسم ماركانا (الطائر الأخضر) أُطلق على الملعب نسبة لشعبية نهر ماركانا الذي يعبر مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.

صُنف الملعب سنة 1998 في قائمة التراث التاريخي باعتباره معلمًا وطنيًا.

على الرغم من بكاء جيسوس وخوفه على فريقه من الخسارة في المواجهة النهائية إلا أن البرازيل توجت بفوزها على البيرو بثلاثية مقابل هدف، ولم يفسد طرد المهاجم البرازيلي فرحة مدرجات الماركانا بالبطولة التاسعة للبرازيل.

افتتح الملعب في 16 من تموز عام 1950 بحفل رسمي، وأقيمت مباراة ودية بين مجموعة من ريو دي جانيرو وساو باولو وانتهت بفوز الـ”باوليستا” بثلاثية، وسجل الهدف الأول على الملعب لاعب خط وسط فريق ريو دي جانيرو، فلومينينسي، وتلقى الهدف الأول على أرضية الملعب حارس ساو باولو أوسفالدو بيسوني.

عند افتتاح الملعب كتبت صحيفة ” Jornal Diário da Noite”، “اليوم تقديم ملكي في المدينة، ملعب لكأس العالم، حيث ستهز أقدام مشاهير الرياضة في العالم”.

وتابعت، “ستفتح أكبر مساحة رياضية في أمريكا الجنوبية، والثانية على كوكب الأرض، أبوابها أمام كأس العالم”.

انطلقت أعمال بناء ملعب ماركانا في 2 من آب من عام 1948، وهو ملعب مفتوح بطاقة استيعابية تقدر بـ 78 ألفًا و838 مقعدًا، وذلك بعد تقليصها بطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بعدما بلغ عدد المتفرجين في المباراة النهائية لكأس العالم عام 1950 نحو 200 ألف متفرج.

أعيد بناء الملعب جزئيًا عام 2010 تحضيرًا لمونديال 2014 بكلفة بلغت نحو 500 مليون دولار، واستضاف بعدها كأس القارات عام 2013 وكأس العالم 2014 وأولمبياد ذوي الإعاقة عام 2016، بالإضافة إلى بطولة كوبا أمريكا 2019.

الملعب وقف شاهدًا على العديد من الأحداث الكروية الضخمة وعلى رأسها الهزيمة التاريخية في نصف نهائي كأس العالم 2014 للبرازيل، حاملة اللقب خمس مرات، على يد المنتخب الألماني بطل النسخة تلك بسباعية مقابل هدف.

يحاول البرازيلون التخلص من تلك الذكرى العالقة في أذهانهم، وحاولوا مسحها بكل الوسائل المتاحة، لا سيما أنها تصادف في تاريخها الشهر ذاته الذي بني فيه الملعب.

شهد ماركانا هدف أسطورة البرازيل بيليه رقم 1000، في مواجهة سانتوس وفاسكو دي جاما في 19 من تشرين الثاني من عام 1969، كما احتضن ثلاث نهائيات لكأس ليبرتادورس أولاها سنة 1963 بين سانتوس البرازيلي وبوكا جونيورز الأرجنتيني التي انتهت بفوز سانتوس بثلاثية مقابل هدفين.

كما احتضن نهائية كوبا أمريكا بين البرازيل والأروغواي سنة 1989 التي انتهت بتتويج البرازيل بفوزه بهدف مقابل لا شيء.

شهد الملعب أحداثًا مأساوية في 19 من تموز عام 1992 حينما انهار مدرجه العلوي، ونتجت عنها وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 50 متفرجًا، الأمر الذي أدى إلى تقليص حجم طاقة الملعب الاستيعابية.

ودخل الملعب قائمة غينتس للأرقام القياسية حينما استضاف حفلين موسيقيين على التوالي للمغنية الأمريكية تينا تيرنر والمغني الإنجليزي بول مكارتني، وحضرهما أكثر من 180 ألف متفرج.

ارتبط الملعب الشهير بشهر تموز ارتباطًا وثيقًا عبر تاريخه لا سيما بحوادث ارتبطت بتدشينه وتتويج البرازيل على أرضيته، إلى جانب ذكريات سيئة كالتي حصلت قبل خمسة أعوام حينما خسرت البرازيل بسباعية أمام ألمانيا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة