سعاد خبية: وعي المرأة بذاتها أولى خطوات تمكينها اجتماعيًا

الصحفية سعاد خبية في لقاء تلفزيوني، (دار الإيمان)

camera iconالصحفية سعاد خبية في لقاء تلفزيوني، (دار الإيمان)

tag icon ع ع ع

“أنا كامرأة من هذا المجتمع، تعرضت للضغوط التي تواجه سائر النساء، خضت معركة طويلة وممتدة مع مجتمعي وبيئتي والعالم المحيط، ومع النظام الاستبدادي الذي عمل على تكريس هذا الوضع، حتى تمكنت من الوصول إلى مرحلة أستطيع معها نقل نتائج دروس تجربتي الطويلة التي خضتها، عملت في مجال حقوق الإنسان عمومًا، ولكن كان للمرأة مساحة أوسع ضمن نشاطي وعملي”.

هكذا تعرّف الصحفية والناشطة المجتمعية المدافعة عن حقوق الإنسان، سعاد خبية، عن تجربتها التي خاضتها في كسر القيود المفروضة من قبل المجتمع على المرأة، ومسيرتها الطويلة المليئة بتجارب المشاركة المجتمعية وتحفيز النساء وتأهيلهنّ.

تروي سعاد خبية لعنب بلدي المراحل التي مرت بها خلال سنوات سعيها للنهوج ببنات جيلها، وزيادة وعيهن بحقوقهن وواجباتهن تجاه المجتمع.

تقول سعاد في هذا السياق “عملت بشكل مباشر على شرائح مختلفة من النساء، في إطار التوعية والتمكين والدورات التدريبية وورش العمل، وكنت في البدايات أقوم بتنظيمها بنفسي ضمن إطار ضيق جدًا، إذ كنت أُقيم تجمعات نسائية في منزلي أحيانًا، أومنزل صديقاتي اللواتي كن يشاركنني نفس التوجه”.

وتتابع “أسهمت بتأسيس بعض المنظمات، إلى جانب أنني كنت عضوةً بجمعية (حقوق الإنسان في سوريا)، وبين عامي 2005 و2006 أسهمت بتأسيس (لجنة دعم قضايا المرأة)، وهي معنية بدعم وتمكين وتوعية النساء، كما شاركت بتأسيس تجمع (سوريات) والذي يضم مجموعة من المنظمات النسوية، وقد كانت عموم هذه الأنشطة تهتم بتوعية النساء”.

وتكمل سعاد حول تجربتها في مجال الصحافة وكيف كانت المرأة هي البطلة الأساسية في الكثير من أعمالها وكتاباتها، “عملت من خلال عملي الصحفي، على رصد الانتهاكات الواقعة ضد المرأة، ومعاناتها، وبخاصة الجهد الكبير الذي بذلته المرأة السورية خلال تجربتها المريرة التي عاشتها ولا زالت تعيشها بسبب ظروف الحرب القاسية، إضافة لتركيزي على قصص نجاحاتها وتميزها”.

وإلى جانب ذلك شاركت سعاد بمؤتمرات عديدة خاصة بالمرأة، ودعم وصولها للمناصب والمواقع السياسية الكبيرة، وهي تعتبر أنها بجميع ما قامت به من نشاطات وجهود كانت تحاول أن تؤدي رسالتها بكل ما تملك.

تعليم المرأة وتدريبها مهنيًا أداتها لتحقيق وجودها

وتؤكد سعاد من خلال تجربتها ومعايشتها لواقع مجتمعاتنا، بأن مسألة وعي الذات عند المرأة هي أهم مسألة يفترض أن يتم العمل عليها، من أجل تحفيز المرأة على المشاركة بالحياة الاجتماعية لتكون فعالة.

وترى أن قضية وعي الذات تنطق أولًا من التعليم، إذ إن امرأة غير متعلمة هي امرأة غير قادرة على وعي ذاتها، أو امتلاك أدوات فعالة تساعدها في إثبات وجودها الاجتماعي، ككيان كامل قادر على الإنتاج وإثبات نفسه ضمن مجتمع ذكوري يعمل على تحجيم المرأة والحد من قدراتها وإقناعها بأنها ضلع قاصر. 

فمن الضروري الابتداء بتأمين فرص التعليم والتدريب المهني للمرأة، وفرص تعريفها بحقوقها، وبأنها بالفعل كيان محترم وعضو منتج في المجتمع، كل هذه العوامل تساعد فعليًا على أن تتمكن المرأة من تحقيق وجودها والمشاركة في الحياة الاجتماعية عمومًا.

على الأسرة توفير فرص متساوية بين أبنائها الذكور والإناث

وتلعب الأسرة دورًا أساسيًا بتمكين المرأة لتكون فاعلة ومنتجة بالمجتمع، وتعتبر سعاد أن أسرة غير مقتنعة بكيان المرأة وحقوقها وبقدرتها على أن تكون كائن فعال وكامل في المجتمع، بامتلاكها عقلها ونفسها وجسدها وقرارها ومستقبلها، هي أسرة غير قادرة على تنشئة فرد متوازن وكامل.

فالأسرة عبر دعم الفتاة وتعليمها وإعطائها الثقة وإتاحة الفرص أمامها المساوية تمامًا لفرص إخوتها الذكور، تكون قادرة فعليًا على تنشئة امرأة واثقة وواعية وقادرة اجتماعيًا.

المرأة هي الأقدر على غربلة مخلفات الحرب

وعندما تمتلك المرأة وعيًا بذاتها وأدواتها، وفكرًا مصقولًا متحررًا، وإيمانًا بنفسها ستكون قادرة على خلق وتربية جيل واعٍ ومتوازنٍ صحيًا ونفسيًا واجتماعيًا وقادرٍ على أن يكون بناءً، وتعتبر سعاد أن المرأة مدرسة سواءً كانت أمًا أو لم تكن.

وتُشير سعاد إلى أن خلق جيل صحي متحرر يتطلب العمل بشكل كبير ومركز على الفتيات، وهو ما سيساعد في تجاوز كل مخلفات الحرب من كراهية وعنف وتخلف وجهل وذكورية وغيرها الكثير مما نعاني منه اليوم وستعاني منها الأجيال المقبلة، فالمرأة هي الأقدر على غربلة كل هذه المخلفات.

المرأة هي الأقدر على خلق جيل جديد متوازن

فيجب العمل على تمكين النساء كلّ واحدة بحسب تخصصها والمكان الذي تتواجد فيه، فاللواتي يعتبرن أنه فاتهن قطار التعليم، من الممكن التركيز عليهن مهنيًا من خلال المنظمات التي يجب أن تعمل على توعية المرأة والابتعاد عن تنميطها عبر تعليمها الطبخ أوالتطريز بشكل دائم على سبيل المثال، بل يجب تدريب المرأة على وعي ذاتها وذلك ضمن أي مهنة تقوم بها.

وليس من الضروري أن تكون جميع النساء أكاديميات، فمن الممكن أن يكن عاملات ومهنيات ومن جميع الشرائح وأن يتم العمل على أن يصبح لديهنّ حالة من الوعي بالذات والثقة بالنفس.

وعلى النساء أن يعملن على تربية أطفالهن الذكور منهم والإناث على نفس القيم والمبادئ والأسس، إذ لا يمكن ضمن بيئة غير صحية أن ينتج أشخاصًا صحيين، ودائمًا المرأة هي الأكثر التصاقًا بموضوع التربية وتنشئة الأجيال من خلال وظائف متعددة وضعها بها المجتمع، أو ربما هي بالفعل موجودة فيها طبيعيًا، ولذلك فهي الأقدر على خلق جيل جديد نظيف متوازن يمكن أن يكون لبنة ببناء مجتمع جديد لاحقًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة