رجل في الأخبار..

“الجهادي جاك”.. سجين “ساذج” في سوريا يقود والديه لتحدي بريطانيا وكندا

"الجهادي جاك" في سجن "قوات سوريا الديمقراطية" - أيلول 2019 (CBSnews)

camera icon"الجهادي جاك" في سجن "قوات سوريا الديمقراطية" - أيلول 2019 (CBSnews)

tag icon ع ع ع

رأت سالي لان ابنها جاك مستلقيًا بين العشرات على أرض السجن المزدحم في القامشلي، في مقطع الفيديو الأول الذي عرض حال السجناء لدى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في 21 من أيلول الماضي، من قبل شبكة “CBSnews” الأمريكية، لتطلق حملة مناشدة وتحدٍ جديدة للحكومتين البريطانية والكندية لاستعادة ابنها “الساذج” من سوريا.

وصفت سالي لان شعورها لصحيفة “Daily Mail” البريطانية، في 4 من تشرين الأول، قائلة إن حاله “أسوأ من أسوأ كوابيسي”، وأضافت أنها ووالده ينويان إطلاق حملة قانونية مشتركة لتحدي القرارات الحكومية الرافضة لاستعادة المواطنين الأجانب من السجون الكردية مع عائلات أخرى في الوضع ذاته.

بعد أكثر من عامين على احتجازه وبعد مناشدات وحملات علنية واسعة قام بها والداه، لم تنل سالي لان (57 عامًا) مع زوجها جون ليتس (58 عامًا) إلا حكمًا بالسجن لمدة 15 شهرًا، بعد أن أدينا بدعم الإرهاب في حزيران الماضي لإرسالهما مبلغ 223 جنيهًا إسترلينيًا لابنهما، بعد أن تخلت بريطانيا عن مواطنها وجردته من جنسيته في آب من العام الماضي.

ما حكاية جاك؟

نشأ جاك ليتس، الذي وصفه والداه بـ”الساذج والمتدين للغاية” في عائلة مسيحية بمنطقة “أوكسفورد” في بريطانيا، من أم بريطانية وأب كندي، وتحول للإسلام وهو بعمر 16 عامًا، وجذب الانتباه العالمي عام 2014 وهو بعمر 18 عامًا كونه أول بريطاني أبيض ينضم لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، ونال حينها لقب “الجهادي جاك”.

كان مهووسًا بكرة القدم عند نشأته، ولكنه حول هوسه للدين ما إن تحول للإسلام، حسبما ذكر الشهود في المحاكمة التي جرت في محكمة “أولد بايلي”، التي وجد فيها والداه مذنبين بتمويل الإرهاب لإرسال مساعدات له في أيلول من عام 2015 وحكما بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة عام، وبريئين لمحاولتهما إرسال مبلغ 1500 جنيه إسترليني للمهربين لإخراجه من سوريا.

غادر بريطانيا وهو بعمر 18 عامًا بتأييد من والديه لدراسة اللغة العربية وبنية الذهاب إلى الأردن والكويت، وهناك تزوج امرأة عراقية اسمها أسماء وأنجبا طفلهما محمد، قبل أن يخبر والدته في أيلول من عام 2014 أنه أصبح في سوريا ومن أتباع “التنظيم”.

رغم “قلة الاحترام” التي خاطب بها والداه في رسائله الإلكترونية التي استمرت معهما إلا أنهما لم يتخلا عنه، وطلبا من الحكومة البريطانية والكندية استرجاعه مرارًا ولكنهما قوبلا بالرفض مع إعلان كلتا الدولتين عن سياسة عدم تعريض أي من المسؤولين للخطر لجلب من انضموا “لأعداء الدولة”.

عاودت والدته سالي لان مناشدتها للحكومة البريطانية، قائلة لصحيفة “Daily Mail“، إن كان هناك دليل على ارتكابه لأي جريمة فاجلبوه إلى الوطن وحاكموه، وإن كان مذنبًا أرسلوه إلى السجن”.

أجرى جاك عدة مقابلات صحفية منذ أن اعتُقل من قبل “قسد”، في أيار عام 2017، وهو يحاول الفرار من سوريا نحو الحدود التركية، عبر خلالها عن ندمه ونفى كونه من المقاتلين مع التنظيم ودعا “الخلافة” بغير “الإسلامية”.

في لقاء مع تلفاز “ITV”، بداية العام الحالي، قال جاك إنه يشعر أنه بريطاني ويريد العودة إلى المملكة المتحدة، ولكنه اعترف أنه لم يكن يعتقد أن هذا أمر مرجح الحدوث، “لن أقول إني بريء. أنا لست بريئًا. أستحق ما حصل لي. ولكني أريد أن يكون ذلك مناسبًا، لا أن يكون عقابًا اعتباطيًا حرًا في سوريا”.

حكومة “جبانة”

علق والدا جاك على قرار نزع الجنسية البريطانية عن ابنهما العام الماضي، بإطلاق وصف “الجبان” على وزير الداخلية البريطاني السابق، ساجد جاويد، لكن الحكومة البريطانية لم تتراجع عن قرارها.

ونقلت صحيفة “Daily Mail” عن أحد مصادر وزارة الداخلية قوله “انضم الجهادي جاك إلى أناس يكرهون هذه البلاد، يكرهون معتقداتنا وأسلوبنا بالحياة (…) والداه، الذين حكم عليهما لتمويل الإرهاب من قبل المحاكم البريطانية، يضيعون جهدهم. البريطانيون الملتزمون بالقانون سيعتقدون أن ما لاقاه أمر بسيط في ذلك السجن القذر. الآلاف من ضحايا أصدقاء جاك الإرهابيين لم يكونوا محظوظين إلى هذا الحد”.

الحكومة الكندية بدورها لامت بريطانيا على قرارها ودعته بـ”التخلي عن مسؤولياتها”، ولكنها رفضت كذلك إرسال أي مسؤول كندي لاستعادة جاك، وقالت إنها ستستقبل مواطنيها الموجودين في سوريا في حال تمكنوا من الوصول إلى أي من سفاراتها في الدول المجاورة.

ولا تزال قضية المواطنين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم “الدولة” تشغل العالم، مع رفض غالبية الدول الأجنبية استعادة مواطنيها بحجة الخوف من “التهديد” الذي يمثلونه لمجتمعاتهم، مع استمرار الولايات المتحدة و”قسد” التي تدعمها بالتحذير من خطر بقائهم في سوريا “غير المستقرة” بعد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة