خلال 24 ساعة.. أربعة تطورات تعقّد معادلة شرق الفرات

عناصر من الجيش الوطني في معسكر تدريبي في ريف حلب (المسؤول الإعلامي لتجمع أحرار الشرقية الحارث رباح)

camera iconعناصر من الجيش الوطني في معسكر تدريبي في ريف حلب (المسؤول الإعلامي لتجمع أحرار الشرقية الحارث رباح)

tag icon ع ع ع

تعقّدت معادلة شرق الفرات في سوريا، بعد تطورات متسارعة شهدتها الساعات الـ 24 الماضية، بالتزامن مع تحقيق الجيش التركي تقدمًا واسعًا على حساب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ضمن عملية “نبع السلام”، التي دخلت يومها السادس.

وكانت فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا قد أعلنت أمس، الأحد 13 من تشرين الأول، السيطرة على مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي بالكامل، بعد التوسع بمحيطها في أكثر من 40 قرية وبلدة.

بينما تستمر المواجهات داخل مدينة رأس العين، الواقعة إلى الشرق من تل أبيض، والتي تعتبر المحور الثاني الذي انطلقت منه عملية “نبع السلام”.

التطورات جاءت متتالية، وفرضتها الظروف الميدانية على الأرض، والتقدم الكبير الذي حققه الجيش التركي و”الجيش الوطني” في وقت قياسي، خلال خمسة أيام، وهو أمر دفع “قسد” للبحث عن خيارات جديدة، خاصة أن العملية العسكرية التي تشهدها المناطق التي تسيطر عليها تهدد بقاءها، ومن شأنها أن تقضي على حلم بناء دولة مستقلة في شمالي وشرقي سوريا.

انسحاب أمريكي

بعد إعلان الجيشين التركي و”الوطني” السيطرة على تل أبيض، والوصول إلى الطريق الدولي “M4″، وبدء التحضيرات لفتح محور جديد باتجاه مدينة عين العرب (كوباني)، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تستعد لسحب نحو ألف جندي من شمالي سوريا.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، في مقابلة مع شبكة “CBS”، أمس، إنه في الساعات الـ 24 الماضية، علمت إدارة ترامب أن “الأتراك من المرجح أنهم ينوون توسيع هجومهم إلى الجنوب، أكثر مما كان مخططًا له في الأصل، وإلى الغرب أيضًا”.

وأضاف إسبر “علمنا أيضًا في الساعات الـ24 الماضية أن قوات سوريا الديمقراطية تتطلع إلى عقد صفقة مع السوريين والروس لشن هجوم مضاد ضد الأتراك في الشمال”.

وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلى أن النزاع بين القوات التركية والمقاتلين الكرد السوريين، الذين تدعمهم الولايات المتحدة، لا يمكن الوقوف في وجهه من قبل القوات الأمريكية.

“قسد” تتفق مع النظام

ما حققه الجيش التركي على الأرض في مناطق شرق الفرات، وما تبعه من إعلان بدء سحب القوات الأمريكية من المنطقة، دفع “قسد” للتوجه إلى النظام السوري، لعقد اتفاق من شأنه تغيير المعادلة المرسومة.

ونشرت “الإدارة الذاتية” في شمالي سوريا بيانًا، أمس، عبر “فيس بوك” قالت فيه “تم الاتفاق مع الحكومة السورية التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية كي يدخل الجيش السوري، وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورون”.

وأضافت “هذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين وباقي المدن والبلدات السورية الأخرى”.

وقال المسؤول الكردي البارز، بدران جيا كرد، إن الاتفاق عسكري ومبدئي مع النظام السوري، ويقتصر على انتشار قوات الأسد على طول الحدود.

وأضاف جيا كرد لوكالة “رويترز” أن الاتفاق يقضي بدخول قوات الأسد المناطق الحدودية من بلدة منبج إلى ديريك في شمال شرقي سوريا.

وأشار المسؤول الكردي إلى أن “قسد” اضطرت للبحث عن سبل لحماية المنطقة بعد أن منحت الولايات المتحدة الضوء الأخضر للهجوم التركي.

النظام إلى الحسكة

عقب الإعلان عن الاتفاق بين “الإدارة الذاتية” والنظام السوري، أعلن الأخير عبر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قواته بدأت التحرك باتجاه الشمال، “لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية”.

وذكرت الوكالة اليوم بأن “وحدات من الجيش العربي السوري دخلت بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي لمواجهة العدوان التركي وسط ترحيب الأهالي”.

ولم يعلق النظام السوري بشكل رسمي على الاتفاق، الذي أعلنته “الإدارة الذاتية”.

بينما ذكرت وكالة رويترز نقلًا عن مسؤولين كرد، أمس الأحد، أن المفاوضات بين “قسد” والنظام السوري جرت في قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية.

حشود في محيط منبج

في سياق ما سبق، شهد محيط مدينة منبج حشودًا من جانب قوات الأسد، ومن قبل فصائل “الجيش الوطني”.

وذكر ناشطون من ريف حلب عبر “فيس بوك”، في وقت متأخر من يوم أمس، أن عناصر للنظام السوري انتشروا في قرى وريدة والجاموسية والفارات، شمال غربي منبج، لكنهم انسحبوا فيما بعد إلى مدرسة بلدة العريمة.

وردًا على ذلك نفى الناطق باسم “الجيش الوطني”، يوسف حمود، عبر “تلغرام” الأنباء التي تفيد بدخول قوات نظام الأسد إلى مدينة منبج، وعين العرب.

وقال “بالتعاون مع حلفائنا في الجيش التركي، وبالاعتماد على مقاتلينا من أبناء المنطقة الذين يتوقون شوقًا لتحرير مدنهم ولقاء أهلهم، سنقطع الطريق أمام كل من يريد التصيد في الماء العكر”.

وأضاف حمود “إن معركة تحرير منبج من عصابات الـ YPG باتت وشيكة، وسوف تنطلق خلال ساعات قليلة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة