طائرات روسية ومنظومة دفاع جوي إلى مطار القامشلي

قاعدة عسكرية ثالثة لروسيا في سوريا

camera iconطائرات روسية داخل مطار القامشلي- 14 من تشرين الثاني 2019 (tvzvezda)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – تيم الحاج

شهدت مدينة القامشلي، وتحديدًا مطارها، تطورًا لافتًا أحدثته القوات الروسية بعد نشرها منظومة للدفاع الجوي في المطار، لتزيد موسكو من لفت الأنظار إلى القامشلي التي باتت تشهد منذ توقف العملية العسكرية التركية بمنطقة شرق الفرات، في 22 من تشرين الأول الماضي، انتشارًا لدوريات عسكرية من قبل روسيا وأمريكا، إلى جانب اقتسام قوات النظام السوري و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) السيطرة عليها.

نقلت روسيا منظومات من الدفاع الجوي وثلاث طائرات هليكوبتر، واحدة من طراز “Mi8” واثنتان من طراز ” “Mi-35 من قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية إلى مطار القامشلي بالحسكة، في 14 من تشرين الثاني الحالي، بحسب ما نقلته وكالة “tvzvezda” الروسية، التي وصفت الحدث بـ “التاريخي”.

وأكد رئيس مكتب قائد الطيران الجوي، تيمور خوداييف، نقل منظومة من الدفاع الجوي من طراز “بانتسير” إلى مطار القامشلي، بهدف حماية الطائرات من الأرض، إضافة إلى وجود برج مراقبة وأماكن للفحص الطبي للطيارين.

وعلى الرغم من سيطرة “قسد” على معظم المناطق في محافظة الحسكة ومدينة القامشلي، إلا أن مطار الأخيرة بقي تحت سيطرة النظام طوال السنوات الماضية.

وتحاول روسيا إقامة قاعدة عسكرية لها في المنطقة، في تسابق واضح مع تركيا التي صرحت سابقًا بإمكانية إقامة قواعد عسكرية دائمة لها في شمال شرقي سوريا.

وتأتي التحركات العسكرية الروسية في القامشلي مع إعادة تموضع القوات الأمريكية في سوريا وانتشارها قرب حقول النفط في كل من محافظتي الحسكة وديرالزور، وإخلائها عدة قواعد عسكرية في أرياف الحسكة وحلب، ما أتاح الفرصة لروسيا كي تشغل الفراغ الأمريكي في تلك القواعد، كما حدث مؤخرًا في قاعدة صرين بريف مدينة عين العرب على الحدود التركية السورية.

قاعدة ثالثة

دفع تحرك موسكو في مطار القامشلي بعض المحللين الروس إلى طرح تساؤل حول ما إذا كانت إدارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تسعى لجعل مطار القامشلي قاعدة روسية ثالثة لها في سوريا، إلى جانب قاعدتي حميميم وطرطوس على الساحل السوري.
دميتري روديونوف، وهو أستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد، كتب في صحيفة “سفوبودنايا بريسا” الروسية، مقالًا في 14 من تشرين الثاني الحالي، حمل عنوان “روسيا تغلق الأوكسجين عن الأمريكيين بإقامة قاعدة أخرى في سوريا”.

ورأى روديونوف، أن إقامة قاعدة عسكرية روسية ثالثة في سوريا أمر ضروري إذا كانت موسكو ستبقى في المنطقة جديًا لوقت طويل، وذلك لضمان مراعاة مصالحها عند إعادة إعمار هذا البلد، وفق قوله.

واستدرك، “ليس الوجود في صيغة قاعدة عسكرية (يقصد مطار القامشلي)، إنما في شكل مهمة مراقبة مشتركة، ينبغي أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تنظيم نقل النفط من هناك، بمشاركة كل من الأتراك والأمريكيين”.

واعتبر أن كل ما ينشر حول إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية روسية في القامشلي أشبه بـ “تسريب” يهدف إلى دق إسفين بين روسيا وتركيا.

وبحسب صحيفة “الشرقة الأوسط”، نشرت موسكو أيضًا في المطار عشرات الآليات والمركبات المدرعة، التي تشارك في الدوريات المشتركة مع القوات التركية في الشمال السوري.

ونقلت الصحيفة عن “مصادر روسية” أن موسكو تعمد إلى تعزيز تسليح مطار القامشلي وتأمينه، من خلال نشر أنظمة صاروخية متعددة المدى، ما يتيح لها مراقبة تحركات الطيران الأمريكي في مساحات واسعة تغطي أراضي العراق وتركيا.

وأضافت أن موسكو تجري حوارًا مع النظام السوري، لتوقيع اتفاقية تضمن وجودًا دائمًا في المطار، على غرار الاتفاقيتين اللتين تنظمان الوجود الروسي في قاعدة “حميميم” ومركز طرطوس البحري، الذي تقوم موسكو حاليًا بتطويره وتوسيعه ليتحول إلى قاعدة بحرية مجهزة لاستقبال السفن الضخمة.

وكانت وكالة “نوفوستي” الروسية، قالت إن المروحيات الروسية التي باتت متمركزة في مطار القامشلي ستُوسع تدريجيًا مجال المراقبة، مشيرة إلى أن منطقة المراقبة الآن تشمل محافظة الحسكة على الحدود مع تركيا والعراق.

ويبدو أن التحرك الروسي في مطار القامشلي يهدف إلى تأمين نشاط الشرطة العسكرية الروسية، وتنظيم عمل الدوريات الجوية التي تشارك فيها مروحيات، حيث قامت تلك المروحيات بعد وصولها إلى القامشلي بدوريات مشتركة مع تركيا على طول الحدود السورية- التركية، تنفيذًا لاتفاقية سوتشي بين الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين.

واتفق الرئيسان، في 22 من تشرين الأول الماضي، على سحب كل القوات الكردية من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.

وقضت الاتفاقية أيضًا بتسيير دوريات مشتركة بعمق عشرة كيلومترات على طول الحدود، باستثناء القامشلي، مع الإبقاء على الوضع ما بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.

وعقب ذلك بدأت الشرطة العسكرية الروسية بتسيير دورياتها على الحدود تنفيذًا للاتفاقية، كما أرسلت معدات عسكرية ومئات العناصر إلى المنطقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة