كيف تؤثر هذه الحالة على الخدمات؟

سوريون يقيّمون مطاعم اسطنبول عبر “فيس بوك”

مطعم بالقرب من معلم آية صوفيا في مدينة اسطنبول التركية (ferdoselhayat)

camera iconمطعم بالقرب من معلم آية صوفيا في مدينة اسطنبول التركية (ferdoselhayat)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – محمد حمص

عبر “فيس بوك”، يقيّم مجموعة من الناشطين والشباب السوريين خدمات المطاعم في اسطنبول، في مجموعة سميت “وين تغديت”، وتعتبر تجربة مشابهة لتجارب سبقتها في أوروبا. وينقل المشتركون في المجموعة تجاربهم مع المطاعم ونصائحهم للمستخدمين، بينما يحاول مشرفو المجموعة نقل التغذية الراجعة لأصحاب المطاعم ومديريها.

بدأت الفكرة بين أربعة ناشطين على مواقع التواصل مهتمين بـ”سياحة الطعام” في تركيا، وأرادوا إيصال الفائدة إلى معظم السوريين في تركيا، وفق ما قالته دانا عز الدين، وهي مشرفة في المجموعة، لعنب بلدي.

وأوضحت دانا أن اهتمامها بالسياحة والمطاعم كتجربة شخصية دفعها للدخول في هذه التجربة، مضيفة أن كل مشرف لديه هدفه الخاص من المجموعة، والأهم من ذلك الفائدة المقدمة للناس وتحسين أداء ووضع المطاعم في المدينة التركية الأكبر، بحسب تعبيرها.

انطلقت المجموعة في 2 من تشرين الأول الماضي، وهي فكرة بدأت في أوروبا وتوسعت إلى دمشق واللاذقية، وفق ما قاله محمد غريب، أحد مشرفي المجموعة، لعنب بلدي، مضيفًا أن اسطنبول كانت بحاجة إلى هذه المبادرة بسبب سوء خدمات أو معاملة بعض المطاعم واستغلال الزبائن بالأسعار.

بدأت المجموعة بـ 200 مستخدم، بحسب محمد غريب، حينما انطلقت الفكرة، ووصل عدد المشتركين بالمجموعة إلى 11 ألف شخص خلال شهرين “دون تمويل أو دعم من أشخاص مشهورين (على مواقع التواصل الاجتماعي)”.

ويتوزع أعضاء المجموعة إلى 87% في تركيا و13% خارج تركيا، من ضمنهم 78% في مدينة اسطنبول التي تحوي أكبر تجمع للسوريين في تركيا (554 ألف نسمة وفق الأرقام الحكومية التركية).

النقد البنّاء

تعتمد المجموعة، بحسب محمد غريب، النقد البنّاء القائم على الاحترام، والهدف من ذلك الوصول إلى صاحب المطعم وتحسين ما انتقده الزبائن، وأضاف مشرف المجموعة أنه حينما يشاهد صاحب المطعم أو أحد كوادره تقييم مطعمه ويرد على الزبون، يتم إيقاف التعليقات، لأن الرسالة تكون قد وصلت.

وأحيانًا تتطور النقاشات لتصبح مهاترات، لتتدخل إدارة المجموعة لحل الخلاف، ويكون “سلاح مشرفي المجموعة في هذه الحالة أن الزبون يدفع سعر الوجبة كاملًا، ومن حقه أن يحصل على خدمته كاملة دون نقص بأي ناحية”.

ووفق دانا عز الدين فإن عددًا لا يستهان به من أصحاب المطاعم انضموا للمجموعة ليراقبوا ماذا يحدث، فبعضهم يهتمون بأي انتقاد من أي زبون ويحاولون التفاعل معه وتعديل الأخطاء في مطاعمهم، وآخرون ما زالوا غير مهتمين.

واعتبر محمد غريب أن تجاوب المطاعم مع الحالات “كبير جدًا”، وخاصة بعدما وصلت المجموعة إلى عدد كبير من المشتركين خلال فترة زمنية قليلة، وأصبح خبر النقد يصل خلال دقائق.

كيف تؤثر التقييمات على توجه الزبائن

الاستشاري المتخصص في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي طارق الجزائري، اعتبر أن الإنترنت اليوم هو المحرك للرأي العام سواء كان سلبًا أو إيجابًا، مشيرًا إلى أن السمعة الجيدة تنتج مبيعات أفضل، ومن الممكن أن تخلق الشركات أو المحلات سمعة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإذا كانت سمعة حسنة فبالتالي تحقق مبيعات أفضل.

وحول طبيعة التأثير، قال الجزائري إنه من الصعب الجواب عن هذا السؤال ببساطة فهو يحتاج إلى دراسات مكلفة نسبيًا.

ولدراسة طبيعة تأثير مستخدمي المجموعة على بعضهم من حيث التقييمات، أجرت عنب بلدي استطلاعًا على المجموعة شارك فيه 736 شخصًا، وأجاب 629 منهم بنعم حول تأثير آراء الغير على اختياراتهم للمطاعم المناسبة، بينما أجاب 107 بلا.

وعلق بعض المشتركين بعدم اعتمادهم على تقييمات الزبائن في توجههم إلى مطاعم معينة، معللين ذلك بـ “اختلاف أذواق الناس”.

وقال المشترك مؤيد الحرك، إنه إذا لم يجرب ما يحكى عنه لا يستطيع الحكم عليه، بينما يرى كمال سلامة أن كل شخص لديه طريقة مختلفه عن غيره.

ويلغي أحمد الريس توجهه إلى أحد المطاعم في حال كانت التعليقات سلبية في المجموعة، والعكس بالعكس، بالنسبة للمطاعم التي حازت على تعليقات إيجابية.

حسان العمري يرى أنه لا يتأثر بصيغة المديح، لأنها قد تكون مدفوعة من المقربين من أصحاب المطعم للدعاية له، أما بالنسبة للتجارب السيئة فهو يتأثر بها لأنه “اللي يجرب مجرب عقله مخرب.. هيك كانت تقول ستي”.

ليلاس “لا تصدق كل النقد لأن الناس لها أذواقها بالطعام ونظراتها وآراؤها مختلفة”، لكنها مع ذلك تحب تجريب المطعم الذي يحظى بتقييمات إيجابية.

راما البحش لا تحكم حتى تجرب، وقالت في التعليق على الاستطلاع إن طريقة حبها للأكل تختلف عن الآخرين، ولكن حينما تتكرر الانتقادات على أحد المطاعم فهذا معناه أن هناك شيئًا خاطئًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة