الألبسة البالية محروقات للتدفئة في إدلب

camera iconامرأة تجر عربة خضار في مدينة إدلب – 13 كانون الثاني 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – شادية تعتاع

يلجأ مواطنون في محافظة إدلب شمال غربي سوريا إلى الاعتماد على حرق الملابس المستعملة كوسيلة بديلة للتدفئة أقل تكلفة من الحطب والمازوت، بسبب ارتفاع أسعارها وانخفاض القدرة الشرائية للأهالي، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية المستمر مع انخفاض سعر صرف العملة المحلية.

الألبسة المستعملة بدل المازوت والحطب

“الحصول على لتر واحد من المازوت أصبح حلمًا”، هكذا وصفت سهام الأحمد، وهي نازحة من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، حالها اليوم مع الموارد المخصصة للتدفئة.

وقالت سهام، التي استقر بها الحال في إحدى المدارس المخصصة لإيواء النازحين في إدلب، إنها لجأت لشراء الألبسة والأحذية المستعملة والبالية لحرقها بسبب رخص ثمنها بالمقارنة مع غيرها من المحروقات والحطب.

وتستخدم سهام الملابس البالية للتدفئة والطهي وتسخين المياه، وتخزنها للاستخدام في المستقبل.

سعر الكيلوغرام الواحد من الملابس المستعملة بين 60 و70 ليرة سورية في المحلات المخصصة لبيعها في محافظة إدلب، بحسب ما قاله بائع الألبسة المستعملة عمر الأكتع، لعنب بلدي.

وأضاف عمر، الذي يمتلك محلًا تجاريًا في مدينة أريحا بريف إدلب، إن الأسرة الواحدة تحتاج لأربعة كيلوغرامات من الملابس بشكل يومي للتدفئة والطبخ وتسخين المياه.

وسائل غائبة وأخرى حاضرة

اعتمد الأهالي في المحافظة في وقت سابق على قشر الفستق والحطب والمحروقات في الشتاء الماضي، بحسب عبد الله الخطيب، أحد النازحين من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، مضيفًا أن قشر الفستق كان الأوفر، الموسم الماضي.

ويتراوح سعر طن الفستق في الموسم الحالي بين 75 و83 ألف ليرة سورية بحسب الخطيب، موضحًا أن الطن الواحد من قشر الفستق اليابس يكفي العائلة لشتاء كامل، وهذا ما لا يمكن أن يوفره طن الحطب أو برميل المازوت.

وأشار عبد الله إلى أن قشر الفستق ليست له رائحة ومخلفات كالتي تنتجها الملابس المحروقة.

وقال عبد الله “لكن المشكلة الوحيدة هي في سعر المدفأة الخاصة به، حيث يبلغ سعرها 100 دولار أمريكي (81 ألف ليرة سورية بحسب سعر صرف الدولار) على الأقل، ما يعتبر رقمًا غير قليل في ظل ارتفاع الأسعار”.

سبب ارتفاع المحروقات في إدلب

ارتفعت أسعار المحروقات في محافظة إدلب ووصل سعر المازوت المكرر إلى 575 ليرة سورية لليتر الواحد، بالوقت الذي فُقد فيه المازوت القادم من شرق الفرات من الأسواق، بسبب إغلاق الطرق بين إدلب والمناطق الشمالية الشرقية لسوريا، بحسب شركة “وتد” المختصة بتجارة المحروقات في شمالي سوريا.

كما أدى ارتفاع أسعار المحروقات إلى ارتفاع في أسعار كل المواد والخدمات التي تعتمد عليها، من موارد زراعية وصناعية وتوليد الكهرباء وغيرها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة