«لا نريد سوى جثث أولادنا»

معتقلو برزة بين «كابوس» صيدنايا وشهادة الوفاة

tag icon ع ع ع

عدنان الدمشقي – برزة

تتزايد الإعدامات الميدانية في سجون النظام بحق أهالي حي برزة، المتربع على كتف العاصمة دمشق، رغم الهدنة المبرمة بين المعارضة المسلحة وقوات الأسد منذ عام ونصف، دون جدوى من المحاولات المتكررة لزيارتهم أو متابعة تنقلاتهم بين أفرع الامن.

الناشط الإعلامي ليث الدمشقي أوضح مجريات القضية لعنب بلدي «بعد فترة من توقيع الهدنة بين النظام وفصائل الحي أُطلق سراح أقل من 40 شخصًا من سجون الأسد، كتنفيذ لأول بنود الهدنة»، لكن الأمر لم يدم طويلًا «فتحول من الإفراج عن المعتقلين إلى تسليم أوراق وفاة القدامى إلى ذويهم».

والقصص في الحي تتشابه من عائلة إلى أخرى، فبعد عناء ورحلة بحث، كانت آخر محطاتها في الشرطة العسكرية، حيث وصلت أم محمد إلى ابنها المعتقل منذ أربع سنوات بداية اندلاع المظاهرات السلمية.

وحيدها محمد كان في سجن صيدنايا وزارته هناك مرتين، وفي محاولتها الثالثة لزيارته طلب منها التوجه إلى القضاء العسكري وتقديم «طلب إخبار»؛ هناك تسلمت أم محمد مجموعة من الأرقام وأمرت بالتوجه إلى مشفى تشرين العسكري، «لم أعلم ما تعنيه هذه الأرقام، لكن هناك (في المشفى) تبين أنها رقم السجين ورقم ملفه ورقم جثته… أعطوني شهادة وفاة لابني كتب عليها توفي إثر توقف قلب مفاجئ».

حال أم زياد لم يكن مختلفًا، وتقول «اعتقل ابني منذ قرابة عامين و7 أشهر، وaبعد البحث مرارًا ذهبت لأراه في صيدنايا؛ قمت بزيارته مرتين فقط وفي الثالثة أعطوني شهادة وفاة».

وبحسب الدمشقي فإن حالات عديدة مشابهة رصدت في الحي في الآونة الأخيرة، وردة فعل الأهالي كانت «لا نريد شيئًا سوى جثث أولادنا؛ استشهدوا في ظلمات السجن وعلى أيادي عصابات الأسد».

وأوضح عضو لجنة الحي، أبو عمر، أن النظام خرق الهدنة الموقعة مطلع 2014 مرات كثيرة؛ ونوه إلى أنه أفرج عن 60 معتقلًا من بين أكثر من 400 من أبناء الحي، فيما أحصيت 31 شهادة وفاة سلمت لذوي المعتقلين.

وتعقب الناشطة آية قباني بأن «حالات الاعتقال التعسفي مازالت مستمرة، بل ازدادت منذ بداية الهدنة، وبمجرد أن تكون من حي برزة فهنا تبدأ الأسئلة الكثيرة حولك وحول عائلتك ومكان الإقامة والسكن والعمل…».

ومع تكرار هذه الحوادث لم تعد سجون الأسد مرتبطة بأسر الحرية ولا بأساليب التعذيب وحسب، بل بات من يدخلها رقمًا ينتظر إما ولادة وعمرًا جديدًا بالإفراج عنه، أو مصيرًا كأبناء أم محمد وأم زياد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة