20 ألف سوري بترت أطرافهم، هل من منقذ؟

مشروع وطني للأطراف الصناعية في ريف إدلب

tag icon ع ع ع

ماهر حاج أحمد – ريف إدلب

«خرجت من المنزل لأنادي أخي وهو يلعب في الحي، لكنني تفاجأت ببرميل يهوي من السماء؛ استيقظت بعد فترة فوجدت نفسي في المشفى بدون ساق»، هكذا بدأت سارة ابنة الأحد عشر ربيعًا قصتها، عندما غدرت بها براميل الموت، لتقضي على طفولة بريئة.

لم يستثنِ القصف الجوي والمدفعي الممنهج على مدار أربع سنوات، التجمعات المدنية أو المدارس والمشافي في المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، مخلفًا آلاف الشهداء  وأضعافًا من المعوّقين نتيجة الإصابات، إلا أن السوريين لم يقتلهم اليأس وسط جهودٍ قد تعوض ما خسره المصابون أو جزءًا مما فقدوه.

مجموعة من الأطباء المتطوعين والتقنيين ينتمون لهيئات طبية وإغاثية سورية، عملوا على إنشاء مركز للأطراف الصناعية حمل اسم «المشروع الوطني للأطراف الصناعية»، ومن شأنه تخفيف القليل من معاناة المصابين، وتعويضهم بأطراف صناعية تساعدهم في قضاء احتياجاتهم اليومية.

المركز الوحيد المتخصص والواقع في منطقة وسطية بين مخيمات ريف إدلب الشمالي، أنشئ في تشرين الثاني 2012. وفي زيارة لعنب بلدي أفاد أحمد الحمود، التقني في المركز، «نوفّر هنا الأطراف الصناعية السفلية فقط، ثم نركبها للمصاب بعد عدة جلسات تدريب من أجل السير عليها، أما بالنسبة للأطراف العلوية فتوجد في مركزنا الثاني بتركيا، ونقوم بتخديم أكثر من 40 مصابًا شهريًا».

لكن المركز يعاني من صعوبات، أبرزها كثرة المصابين الذين فقدوا أطرافهم في الحرب، وانقطاع التيار الكهربائي وقلة المياه وندرة المواد الأولية التي يعتمد الأطباء عليها، وفق ما ينقله الحمود.

وأفادت تقارير طبية أن عدد المصابين الذين اضطروا إلى بتر أطرافهم في سوريا تجاوز 20 ألفًا، معظمهم جراء القصف الجوي والمدفعي، بالإضافة إلى مخلفات القنابل العنقودية التي يستخدمها نظام الاسد، ومعظم هؤلاء المصابين هم أطفال.

محمد علوش، شابٌ من ريف إدلب الشمالي يتلقى العلاج حاليًا في المركز بعد أن بترت ساقه اليمنى من منطقة الفخذ جراء سقوط برميل متفجر عليها، قال «تمنيت لو أن البرميل قتلني ولم أتعرض لهذه الإعاقة فقد أمضيت ثلاثة أشهر لا أغادر المنزل خجلًا من أن يراني الناس بهذه الحالة».

وأوضح علّوش «بعد أن كنت شابًا لا يدخل منزله لكثرة الخروج مع الأصدقاء، أصبحت في هذه الحال التي لايحسد عليها إنسان».

ركّب علّوش اليوم طرفًا صناعيًا عوضه عن جزء مما فقد، وفق ما يقول «بت الآن أستطيع الخروج والسير على قدمي رغم استعانتي بالعصا، منظري واقفًا على قدمين اثنتين -ولو كانت إحداهما صناعيةً- خيرٌ من منظري كنصف إنسان».

سارة ومحمد ليسا وحيدين في الأرض السورية، بل بات بتر الأعضاء من أكثر الظواهر انتشارًا في سوريا، بفعل الصواريخ التي تلقيها طائرات الأسد، ومجرد أن يصاب الإنسان بشظية من إحدى هذه الصواريخ، فبتر أحد أعضائه هي النتيجة الأولى المرتقبة، هل هناك من يوقف المأساة؟




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة