للكؤوس بريقها وألقها

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

للكؤوس، بعيدًا عن الدوريات، بريقها وألقها عندما تدور المواسم الكروية في أوروبا، إذ تزيد الأسواق منافسة، وتحدث أخطاء في ميادين وغرف ملابس الأندية الكبرى.

سابقًا كنا نسمع ونشاهد أن بطولة الكأس في إسبانيا مثلًا، بطولة ثانوية ضمن حسابات مدربي الريال وبرشلونة، وكذلك الأمر في إيطاليا وألمانيا، وربما يختلف الموضوع قليلًا في إنجلترا لعظمة كرة القدم في تلك الملاعب. يبقى الدوري أولًا، إلا أن الكأس غالٍ جدًا في نفوس المشجعين الإنجليز.

ومع تخمة واضحة بالألقاب لبعض الأندية الكبرى، تجد وصولها للمباراة النهائية في أي كأس، عدا لقب الدوري ودوري أبطال أوروبا، ينقصه شيء من العزيمة والإصرار، فتصبح الأدوار الإقصائية في مسابقة الكأس تمهيدًا مطلوبًا لدكة البدلاء، وراحة ضرورية للنجوم من أجل المسابقات الكبرى، وعندما نصل إلى النهائي، تكون حساباته خاصة به كما هي العادة.

هذا الموسم تبدو مسابقات الكأس ومن أدوارها الإقصائية الأولى مختلفة على غير العادة، الصراع بدأ مبكرًا مع رغبة ثلة من المدربين الكبار بالوصول إلى النهائي بأقل الأضرار وأثمنها لا فرق.

في الدور ثمن النهائي لكأس إسبانيا شاهدنا ميسي وغريزمان وميلو وفيدال أمام ليغانيس، وأراد كيكي سيتين أن يعبر إلى الربع من دون إشكاليات أمام الجماهير التي تنتظر عمله عوضًا عن فالفيردي المقال، وفي اليوفي على بوابة كأس إيطاليا شاهدنا ديبالا وكوستا وهيغواين وبيانتنكور، وكذا الأمر في الإنتر ونابولي، مرورًا بمواجهة نصف النهائي بين أستون فيلا وليستر سيتي لحساب الرابطة الإنجليزية للمحترفين، ناهيك عن لقاء القمة بين المان سيتي والمان يونايتد التي حفلت بوجود أفضل لاعبي الفريقين للمنافسة على بطاقة النهائي.

في مواجهات الكؤوس الإقصائية يكون للمفاجآت نصيب، كما فعل محمود تريزيغيه وأحمد المحمدي مع استون فيلا بالإطاحة بفريق ليستر سيتي الذي يقدم أداء طيبًا في البريميرليغ هذا العام.

استون فيلا والمان سيتي في المباراة النهائية للرابطة الإنجليزية على ملعب ويمبلي الشهير. في إيطاليا مربع الكبار تزين بالأسماء البراقة: نابولي، اليوفي، اي سي ميلان، إنتر ميلان، وكانت المفاجأة وحدها خروج لاتسيو بطل النسخة السابقة على يد نابولي الجريح هذا الموسم، إلا أن اسم نابولي كافٍ لوحده للتذكير والتحذير بنصف نهائي من عيار الذهب.

في إسبانيا انتقلت الفرق الكبرى وعددها سبعة لتلعب دور الثمانية في الكأس برفقة فريق من الدرجة الثانية سينتهي دوره عاجلًا أم آجلًا.

فقدت الكأس مبكرًا أتلتيكو مدريد وإشبيلية، إلا أن النظرة من زين الدين زيدان وكيكي سيتين لهذا اللقب ليست كما النظرات في الأعوام السابقة أبدًا، والبرهان كان في كأس السوبر قبل أسابيع وما خلفه من راحة بال للملكي وانتفاضة وتبدلات في المشهد في كتالونيا.

صحيح أن دوري أبطال أوروبا لم يدخل بمبارياته لمصلحة دور الـ16 حتى الآن، وهذا يعني أن الفرق لم تدخل ضمن صعوبات الحساب والضغوط، كأن يترك النادي مسابقة كرمى لعيون الذهب في أوروبا، إلا أن مشاهد الصراع في الدوريات المحلية لعديد الأندية التي تسعى لترتيب غرف ملابسها تقول إن الكأس صيد ثمين، فإما ثنائية وثلاثية أو موسم بكأس لا يكون صفريًا، ولا يدخل الفريق بحسابات وأمواج المشاكل مع الصحافة والجماهير.

وفعلًا للكؤوس بريقها وألقها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة