بالرسم.. طفلان سوريان في الأردن يتضامنان مع متضرري حرائق أستراليا

الأطفال وهم يرسمون لوحتهم للتضامن مع ضحايا حرائق أستراليا- 12 من شباط (CARE)

camera iconالأطفال وهم يرسمون لوحتهم للتضامن مع ضحايا حرائق أستراليا- 12 من شباط (CARE)

tag icon ع ع ع

عبّر طفلان سوريان لاجئان في الأردن، عن تضامنهما مع ضحايا حرائق الغابات الأسترالية، برسومات توضح مدى تضرر البيئة بفعل الحرائق، أُرسلت إلى مدارس المناطق المتضررة في أستراليا.

ونشرت “هيئة الإذاعة الأسترالية” (ABC News) اليوم، الخميس 12 من شباط، أن الطفلين، وعلى الرغم من المعاناة التي يعيشونها في بلدهم ودول اللجوء، وعدم رؤيتهما حيوانات مثل الكنغر أو الكوالا من قبل، تمكنا من تصوير هذه الحيوانات التي تعيش في المناطق النائية بأستراليا.

وسمع أنس وأيمن طلحة أولًا عن حرائق الغابات الأسترالية بصفوف العلاج بالفن الجماعي التي يحضرانها، وقالا للهيئة، إلى جانب العديد من الأطفال اللاجئين الآخرين، إنهم تأثروا بعد سماعهم مدى سوء تأثير الحرائق على الشعب الأسترالي والحياة البرية.

وقال الطفل السوري اللاجئ في الأردن، أنس، “من غير المعقول كيف يمكن أن تستمر الحرائق لأسابيع، آمل أن تهطل الأمطار كثيرًا”، وعبر شقيقه أيمن عن حزنه بتساؤل حول إمكانيته تقديم أي شيء يفيد بإنهاء هذه الحرائق.

وأُرسلت رسومات الأطفال إلى المدارس الابتدائية ومنظمات المجتمع في المناطق المتضررة من حرائق الغابات بأستراليا.

رسمة التوأم أنس وأيمن لحرائق أستراليا- 12 من شباط (CARE)

وبحسب “ABC News” يأخذ الأطفال دروسًا في العلاج بالفن في المركز المجتمعي “أنام” (ANNAM)، لمساعدتهم على مواجهة الصدمة التي واجهوها بعد فرارهم من الحرب في سوريا.

عبرت المستشارة النفسية في منظمة “CARE”، أروى الحافظ، عن تفاجئها برؤية رد فعل الأطفال عندما تحدثت إليهم عن الحرائق، “لقد تأثروا جميعًا عاطفيًا، وقد رأيت الدموع في عيون بعض الأطفال، الشيء المدهش هو أنهم كانوا يفكرون في طريقة للمساعدة”.

طائرة هليكوبتر تتصدى للحرائق

ووفقًا للحافظ، فإن الأطفال توصلوا إلى فكرة رسم الصور لتشجيع العائلات والأطفال المتضررين من الحرائق.

الأطفال اللاجئون وهم يرسمون لوحاتهم التي عبروا من خلالها عن تضامنهم مع ضحايا حرائيق أستراليا- 12 من شباط (CARE)

الأطفال اللاجئون وهم يرسمون لوحاتهم التي عبروا من خلالها عن تضامنهم مع ضحايا حرائق أستراليا- 12 من شباط (CARE)

ومن جهتها أعجبت مديرة الاستجابة الإنسانية وحالات الطوارئ في منظمة “CARE”، راشيل روتلي، بما فعله الأطفال قائلة، “لقد تبرع كثير من الأستراليين الأسخياء بجهود الإغاثة التي بذلناها في سوريا على مر السنين، لذلك من الرائع أن نتمكن من إرسال رسالة الدعم هذه إليهم أيضًا”.

أيمن وأنس يعرفان كيف يكون الحال من دون منزل، لم تتح لهم الفرصة مطلقًا لرؤية وطنهم في سوريا، لأن أسرتهم فرت من منزلهم في حلب قبل حضورهم إلى هذه الدنيا في عام 2011، بحسب “ABC NEWS”.

“تواصل أمي إخباري بكثير من القصص عن منزلنا في حلب، وأشعر بالحزن عندما أرى القنابل والحرائق على شاشات التلفزيون، وأخبرني أخي وأخواتي الأكبر أنه حيُنا”، هذا ما تحدث به أيمن حول هذا الموضوع.

كان السفير الأسترالي في الأردن، مايلز أرميتاج، الذي يقف على يسار الصورة، واحدًا من العديد ممن شاهدوا الرسومات من قبل الأطفال اللاجئين-12 من شباط (CARE)

الأطفال اللاجئون لديهم مستويات عالية من التعاطف

أظهرت الأبحاث التي أجرتها “الجامعة الوطنية الأسترالية” أن الأطفال اللاجئين الذين يعانون من الصدمة، يمكن أن تكون لديهم مستويات عالية من التعاطف ومشاعر المسؤولية تجاه الآخرين، وفقًا لـ”ABC NEWS”.

وقال العديد من الأطفال الذين رسموا الصور إنهم لا يستطيعون تصديق مدى تأثير الحرائق بشكل سيئ على الحيوانات، بينما قال آخرون إنهم يتمنون أن يتطوعوا للمساعدة في إخماد الحرائق.

أزمة تعليمية تواجه اللاجئين السوريين في الأردن

لا يزال التعليم الملائم والوصول إلى التعليم الابتدائي يشكلان تحديًا للسكان السوريين اللاجئين في الأردن، رغم أن الأبحاث أشارت إلى ازدياد معدل الأطفال السوريين الذاهبين إلى المدرسة هذا العام عن العام الماضي، وإلى أن ثلثهم لا يزالون غير مسجلين في أي نظام تعليمي رسمي أو غير رسمي، بحسب منظمة “CARE”.

تحدث مدير منظمة “CARE” في الأردن القطري، عمار أبو زياد، عن بعض الأرقام المروعة التي تُظهر مدى عمق الأزمة، مضيفًا، “يجب علينا ضمان حماية الأطفال وتعليمهم، وكثير منهم عانوا من المشقة والعنف والتشرد، حتى لا يضيع جيل المستقبل”.

حرائق أستراليا

أشعلت درجات الحرارة المرتفعة وشهور الجفاف أزمة حرائق الغابات في جميع أنحاء أستراليا، وبدأت في تشرين الثاني 2019، واستمرت في العام الجديد.

حُرق ما يقرب من 11 مليون هكتار، ودُمرت الآلاف من المنازل، وقُتل مئات الملايين من الحيوانات، بينما أُخمدت معظم الحرائق، ولا تزال العديد من العائلات من دون منزل، بحسب “ABC NEWS“.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة