tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 34 – الاحد – 14-10-2012

أين عائلتي؟!!

أصوات مرعبة غريبة لم أسمعها قبل

قالوا أنها صواريخ وقذائف هاون

كنت خائفة وأشعر بيداي ترتجفان وقد تعرقوا

رأيت أبي يروح ويجيء وكأنه لا يعرف ماذا يفعل

أمي كانت تضم أختي الصغرى ذات السبعة أشهر وقد أصفر وجهها وكانت تصرخ و تتقيأ على أمي

وهي تتمتم لها أدعية وآيات تهدئ من روعها

أخي كان يجلس صامتًا واجمًا لا يعرف ماذا يحدث في الخارج

فقد صرخ أبي في وجهه محذرا إياه من الخروج خارج الغرفة

وفي لحظة مسحت فيها وجوه أهلي واحداً واحداً

سمعت صوتاً مرعباً أصم أذني لدقائق وقد انكسر الزجاج ليملأ المكان غبار ساخن برائحة البارود

ما رأيت أمامي أحداً

كان الغبار وحده من يسيطر على المكان، ورائحة البارود ملئت أنفي، وصراخ كنت قد سمعته قبل أن تصم أذني يحذر الناس من صاروخ قادم

صعقت في مكاني ولم أتحرك كان صمتاً مطبقاً ما عدت أعرف أهو صمم أذني أم أن شيئاً مرعباً حدث لأهلي!

أبي كان في الخارج، أمي تضم أختي، وأخي يجلس تحت الشباك

بعد دقائق لا أدري عددها وصل الجيران

سحبني أحدهم ورأيت آخرا يحمل أخي

أمي كانت فوق أختي عندما رفعها الرجل وقد رأيت أختي تتحرك

أخرجونا خارج بيتنا

بحثت بضراوة عن أبي لم أجده

سألت الرجل : أين أبي ؟!!!أين أبي!!!

صرخت وصرخت عندما نظرت في عيونه الدامعة التي أجابتني، لان لسانه كان عاجزاً

أمي!!! أمي!! أمــــــــــــــــي

أين أمي ؟!!!

أختي !!! أخي !!!

ياربي !! ياربي!!!

وضعوني في سيارة وأخذتني بعيدا عن بيتنا

عندها انتبهت إلى شلال بلون الدم عرفت بعدها أني كنت أنزف

في بيت خالتي لا يتحدثون أمامي عن شيء

وما سمحوا لي أن أرى أمي وأخي و أختي الصغيرة

أين أبي وأمي وإخوتي ؟؟؟

طفلة 12 ربيعاً…




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة